قتل مدرس وجرح 6 آخرين مساء اليوم الخميس في مدينة القناوص بمحافظة الحديدة (غرب اليمن) حينما قام عشرات المسلحين التابعين لشيخ نافذ في المديرية باقتحام قرية دير كزابة. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن عشرات المسلحين من أتباع الشيخ القوزي قاموا باقتحام قرية دير كزابة في محاولة للاستيلاء على أرض تتبع أحد سكان القرية، ثم أطلقوا الرصاص الحي باتجاه السكان الذين حاولوا منعهم من البسط على الأرض المشار إليها".
وأسفرت الحادثة عن مقتل المدرس أحمد علي كزابة وجرح 5 آخرين حالتهم حرجة، ويرقدون في مستشفى العلفي بمدينة الحديدة.
وذكرت المصادر إن المسلحين استمروا في حصار القرية لعدة ساعات، في حين لم يتحرك أمن المديرية للتدخل وذلك "لعجزه عن طرد المسلحين" بحسب ما أفاد أحد سكان القرية بأنه تلقى هذا الرد أثناء اتصاله بإدارة الأمن.
يذكر أن الشيخ علي بن علي القوزي كان قد أختطف الشهر الماضي طفلين من أبناء كزابة وأستخدم ضدهم طرق تعذيب مؤلمة، حيث قام بإحضار أبناءه ليقوموا بضرب الطفلين وتهديدهم بالسلاح ووضعهم تحت إطارات سيارته، ثم قام بتشغيلها ليوهمهم أنه بصدد دهسهم.
وفي وقت سابق، قام مرافقوه بالاعتداء على مراسل موقع الحديدة نت أثناء تغطيته عملية الاختطاف، ليرقد على إثرها في المستشفى لأكثر من اسبوعين لشدة الإصابات التي لحقت به. كما قام بالإعتداء على منسق فريق هود بمديرية القناوص بأعقاب البنادق هو ومرافقوه.
وإلى ذلك، يوجد للشيخ القوزي سجل حافل بالانتهاكات والتعسفات التي يمارسها بحق أبناء مديريته. وتعيش مدينة القناوص في الفترة الأخيرة حالة من الإنفلات الأمني، أدت إلى تزايد عمليات الاعتداء على المواطنين من قبل بعض النافذين في المديرية، والاستيلاء على أراضيهم بشكل متكرر.
في الغضون، دانت نقابة المعلمين بمحافظة الحديدة مقتل أحد كوادرها التربوية على يد مسلحي الشيخ القوزي.
وقال طارق سرور نقيب المعلمين بمحافظة الحديدة "إن قتل الأستاذ أحمد على كزابه بهذه الطريقة البشعة صورة تعكس حجم الظلم والقهر الذي تمارسه قوى النفوذ المتحالفة مع بعضها في الحديدة، والتي تحاول قمع كل من له ذرة من وعي يقف في وجه الجهل والتخلف والأمية".
وأضاف "عادة ما تستغل مراكز النفوذ جهل الناس في انتهاك حق الحياة والكرامة والمواطنة والحرية للسكان في ريف تهامة". وأشار إلى إن فرع النقابة سيتقدم ببلاغ الى النائب العام لمطالبته التوجيه بإلقاء القبض القهري على جميع القتلة والمدبرين ومن يقلقون السكينة العامة في المجتمع".
وأكد بأن "دم كزابه لن يذهب هدرا وان النقابة ستصعد القضية على أعلى مستوى"، مطالباً في الوقت ذاته كافة الجهات الحقوقية التضامن مع أسرة المدرس القتيل الذي أمضى حياته في توعية المواطنين في عزلته والارتقاء بهم علما ووعيا وتربية.
وقال بيان لنقابة المعلمين "إن خفافيش الظلام والجهل والتخلف ومن يقف ورائها في مختلف الجهات هي التي جعلت الشيخ القوزي يتمادى في غيه وظلمه بعد أن صمتت وتواطأة جهات رسمية ونافذة في السكوت عن جريمة ارتكبها القوزي ومسلحوه باختطاف طفلين وترويعهما ولم تتمكن الجهات المعنية من مجرد التحقيق معه، بل عمدت ومع بعض المتواطئين من مراكز النفوذ واقاربهم بدفن القضية بصلح جائر خلا من أي اعتبار لأسر المخطوفين".
واشارت إلى إن "ذلك شجع القوزي ليقوم بعملية القتل واقتحام القرية وترويع الأطفال والنساء واطلاق الرصاص ومحاصرة السكان واصابة 5 من السكان لا يزالون في المستشفيات".