مسؤولون وسياسيون: الفريق الحكومي منح خاطفي قحطان فرصة للتلاعب    إصابة شقيقين برصاص عناصر مسلحة في إب وسط فوضى عارمة    ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية من المواد الغذائية بنسبة 5.2 بالمائة    استشهاد 11 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على مناطق في قطاع غزة    الأونروا: أطفال غزة يقضون نحو 8 ساعات يوميا لجلب الماء والغذاء    يزعم اختفاء زوجته في السعودية أثناء عودتهما من رحلة في البحرين.. وبعدما استدعته المباحث كانت المفاجأة    وزير الأوقاف: انتهاء أزمة الحجاج العالقين وعودة آخر حاج يمني إلى مطار صنعاء بعد تدخل وساطة خارجية    صيد ثمين في مأرب اثناء محاولة مروره الى مناطق سيطرة الحوثيين(صورة)    مسقط تكشف حدة الخلافات بين الإصلاح وباقي مكونات الشرعية    برعاية ماسية من «كاك بنك».. عدن تتجمل بحفل احيائي بهيج لليالي سبستون    تحركات جديدة لقبائل ابين وبيان بشأن المقدم عشال الجعدني المختطف في عدن    انكلترا بالقوة الضاربة امام سويسرا في ربع نهائي يورو 2024    تعميم جديد للنك المركزي في عدن إلى كافة البنوك والمصارف اليمنية    إصابة طفلة برصاص مليشيات الحوثي الارهابية جنوبي مأرب    ماذا قال ناطق جماعة الحوثي بعد فوز الإصلاحي "مسعود بزشكيان" بانتخابات الرئاسة الإيرانية؟    البرنامج الوطني لمكافحة التبغ يناقش طرق تفعيل وتحفيز الشباب على المشاركة في جائزة " مكين "    مدرب البرتغال يرد بشأن اعتزال كريستيانو رونالدو    صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 38 ألفا و98    المدرب "سامر فضل" ينفي تسريبات القائمة الأولية لمنتخب الناشئين    ختام مثير لسلسلة بطولة أرامكو للفرق و ماجواير تتوج باللقب    حريق هائل يلتهم أجزاء واسعة في ''محمية بُرع'' غربي اليمن    الهجري:زيارة قيادة الإصلاح للصين هامة ونوعية وتركزت حول حشد الدعم لمجلس القيادة والحكومة    محلات الصرافة تعلن التسعيرة الجديدة للدولار والريال السعودي .. وتكشف عن انهيار كارثي    تجاهل وتكتم حوثي.. انتشار مرض "الدفتيريا" بعدد من مديريات محافظة إب    الأحاديث النبوية لكل أهل الجهوية اليمانية وليس لليمن السياسي بمفردة    خبير الطقس السعودي ''الزعاق'': السنة الهجرية القادمة ''كبيسة'' وعدد أيامها أكثر من الأعوام الماضية    كل 3 شهور تتزوج رجل جديد ...زواج المتعة في اليمن: خطورة وحقائق صادمة كشفها خبراء رقميين    محاولة تصدير الفوضى المناطقية.. تطور خطير للمؤامرة على العاصمة عدن    - مياه مدينة سام وخطوات دعم20 مشروعا جديدا لرواد الأعمال    صاعقة رعدية تصيب ثلاثة جنود في جبهة الضالع    الخطوات النهائية لصرف المبالغ للموظفين العسكريين والمدنيين المبعدين في اليمن    "الحوثي بؤرة مريضة، بؤرة سرطانية لا علاج لها إلا بالكيماوي".. صحفي ينتقد سياسات الحوثي: "التنازلات والتطبيل الدولي لا تحل المشكلة"    يورو2024 : فرنسا تسقط البرتغال بضربات الترجيح    كريستيانو رونالدو والبرتغال يخسرون فرصة التأهل بعد مباراة مثيرة مع فرنسا    تمديد مفاوضات مسقط حول الأسرى: خطوة نحو حلّ إنساني أم مناورة سياسية؟    الباص الفوكسي: شبح الموت يطارد عدن و يرعبها!    مونتيلا: لن نتاثر بسبب ايقاف ديميرال    إسبانيا تحسم المواجهة مع ألمانيا بهدف قاتل وتتأهل لنصف نهائي بطولة أوروبا    لم تكن تعاني أي أمراض.. سعودية سافرت إلى عيادة شفط الدهون بمصر فخرجت جثة هامدة وزوجها يكشف تفاصيل صادمة    بعد برنامج حافل.. وفد الإصلاح ينهي زيارته للصين    الشعيبي والارياني يزوران الفنان عوض احمد للاطمئنان على صحته    عصابة تسرق محل ذهب في الحديدة    مجازر مستمرة في غزة والمقاومة تواصل تصديها للاحتلال على كافة المحاور    البنك المركزي يوقف تراخيص 5 من شركات ومنشآت الصرافة المخالفة    اليمن كانت على علاقة اقتصادية مع بني إسرائيل    صنعاء .. تدشين العام الدراسي باعتقال وكيل وزارة التربية والتعليم    "كفاكم إساءة للمقام النبوي الشريف" (2)    وفد الإصلاح الزائر بكين يزور عددا من المصانع والمؤسسات الصينية    النفط يتراجع وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة    دور "محمد علي باشا" في إنقاذ اللغة العربية من الطمس على يد الخلافة العثمانية    وفاة طفل وإصابة والديه بحروق بليغة إثر حريق في مخيم للنازحين بحجة    محافظة جنونية تشهد معجزة خارقة للشيخ عبد المجيد الزنداني    وفد قريش يصل إلى العاصمة صنعاء !    قناة السعيدة تنسب كلمات أغنية "غلط ياناس تصحوني وانا نايم" للفنان الراحل فيصل علوي    العرب وتقارب القنفذ    تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا    إثر احتجاز المليشيا للطائرات.. الحكومة تعيد الحجاج العالقين إلى مكة للإقامة على نفقتها    "اقتحام وسطو واختطاف".. مؤسسات الأدوية في مرمى الاستهداف الحوثي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيدورس الزبيدي بانتظار دونالد ترامب
نشر في شبوه برس يوم 04 - 07 - 2024

تقديرات الموقف تلتزم التريث حتى نوفمبر 2024 فالموقف الأميركي لا يمكن البناء عليه كما أن الحزب الديمقراطي الغارق في أيديولوجيته اليسارية مازال ينظر إلى الجنوبيين باعتبارهم امتدادا للشيوعيين العرب.

التريث خيار إستراتيجي
في خضم الأمواج المتلاطمة لسياسات الشرق الأوسط، تتزايد التحديات أمام المصالح الأميركية وحرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر نتيجة لهجمات الحوثيين. وعلى الرغم من هجماتهم المستمرة، فإن الحوثيين أضعف بكثير مما يظهرون.
تتزايد خطورتهم على السفن التي تعبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ولم تثنهم التهديدات التي استخدمتها الإدارة الأميركية البحرية، وهذه الجهود كانت غير فعالة ودون نتائج ملموسة، وقد اعترفت الإدارة بالفشل عندما سحبت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" من البحر الأحمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط تحسبًا لتصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

منذ البداية، كان من الممكن أن تكون الإستراتيجية العسكرية الأفضل لمواجهة تهديد الحوثيين هي استخدام مطار أرض الصومال في بربره لإدارة العمليات، هذه الإستراتيجية تعتمد على عدد أقل بكثير من الأفراد بالمقارنة مع حاملة الطائرات، مما يجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة والقدرة على المناورة، غالبًا ما تقلل الإدارة الأميركية من أهمية الإستراتيجيات العسكرية، معتقدة أن الدبلوماسية وحدها قادرة على إنهاء التهديدات. هذا الافتقار إلى الإبداع والاهتمام بالديناميكيات المحلية يؤدي إلى تفويت الفرص لإنهاء تهديد الحوثيين وتحقيق الاستقرار للشعب اليمني.

◄ المرحلة الحالية تتطلب من الجنوبيين التحلي بالحكمة والصبر لأنهم يدركون أن الوقت في صالحهم، وأي خطوة متسرعة قد تعرض مكتسباتهم للخطر

طوال فترة الحرب الأهلية في اليمن، كان الجنوب ينعم بالسلام والاستقرار نسبيا، وأغلق الباب في وجه تنظيم القاعدة. الاعتراف بحقوق جنوب اليمن في تقرير المصير بدلاً من التضحية بحرية الملاحة والمصالح الأميركية لصالح نظام موال لإيران في صنعاء، كان ينبغي أن يكون قرارا بديهيًا لصانعي السياسات الأميركيين. في 22 يونيو 2024، التقى اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع عشرات المسؤولين المناهضين للحوثيين من صعدة ووعد الزبيدي بدعم المقاومة ضدهم، مما يشير إلى فقدان الحوثيين لشرعيتهم المحلية، هذا اللقاء يشبه إلى حد كبير فرار الأفغان من طالبان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

عيدروس الزبيدي يقف الآن في موقف يحتاج فيه إلى تقدير الوضع السياسي بدقة، منتظراً الانتخابات الأميركية القادمة. فعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعني زيادة الضغط على إيران، مما سيدفع تلقائيًا باتجاه فك ارتباط الجنوب عن اليمن واعتبار الجنوب العربي منطقة آمنة اقتصاديا وسياسيا. هذه المنطقة يمكن أن تصبح مساحة جغرافية استثمارية يمكن الاعتماد عليها في توازنات المنطقة الشرق أوسطية، مما يعزز من فرص الاستقرار والازدهار في الجنوب العربي.

غالبًا ما يبدو أن صانعي السياسات الأميركيين يميلون إلى الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من الاعتراف بفوائد انهياره، مثال على ذلك هو التعامل مع حزب الله على أنه منظمة قومية لبنانية، على الرغم من أن استعداد حزب الله للقتال إلى جانب بشار الأسد يدحض هذه الفكرة، فلقد حان الوقت للاعتراف بأن المجلس الانتقالي الجنوبي واليمنيين من الشمال والجنوب قد تجاوزوا الأزمة. وبدلاً من فك الارتباط مع اليمن، يجب على الولايات المتحدة مضاعفة جهودها والاعتراف بأن لديها شركاء محليين محتملين يرغبون في رؤية نهاية عهد الإرهاب الحوثي.

الاعتراف بحقوق جنوب اليمن في تقرير المصير لا يمثل فقط فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بل هو أيضًا خطوة إستراتيجية لحماية المصالح الأميركية، بدلاً من التضحية بحرية الملاحة والمصالح الحيوية لصالح نظام موال لإيران، ويمكن للولايات المتحدة أن تستثمر في بناء علاقات قوية مع القوى المحلية التي تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار.

إن عدم اتخاذ موقف حازم تجاه دعم حقوق جنوب اليمن في تقرير المصير يعكس ضعف الرؤية الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة. فإهمال حقوق الجنوبيين يعزز من نفوذ إيران ويضع المصالح الأميركية في خطر، آن الأوان لاتخاذ موقف حاسم يعيد التوازن ويضمن الاستقرار في المنطقة، ويحول دون استغلال الأطراف المتطرفة للفراغات السياسية والأمنية.

◄ عيدروس الزبيدي يقف الآن في موقف يحتاج فيه إلى تقدير الوضع السياسي بدقة منتظرا الانتخابات الأميركية القادمة، فعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعني زيادة الضغط على إيران

تقديرات الموقف تلزم الزبيدي أن يتريث حتى نوفمبر 2024، فالموقف الأميركي لا يمكن البناء عليه مرحليا كما أن الحزب الديمقراطي الغارق في أيديولوجيته اليسارية مازال ينظر إلى الجنوبيين باعتبارهم امتدادا للشيوعيين العرب، التريث بانتظار ما يمكن أن تكون عليه الولايات المتحدة بعد عهدة بايدن أو بالأدق فترة باراك أوباما الثانية، ونجح الجنوبيون في تعزيز قوتهم العسكرية على الأرض باعتبار أنهم دخلوا عملياً في الشراكة الكاملة مع الشرعية بعد أن كانوا يمتلكون المناصفة في الحكومة عبر اتفاق الرياض 2019.

التريث ليس علامة ضعف، بل هو خيار إستراتيجي للجنوبيين، لذا فإنهم يفضلون التريث وانتظار اللحظة المناسبة للتحرك. المرحلة الحالية تتطلب من الجنوبيين التحلي بالحكمة والصبر لأنهم يدركون أن الوقت في صالحهم، وأي خطوة متسرعة قد تعرض مكتسباتهم للخطر، وعليهم استيعاب أن تقديرات السعودية وهي التي التزمت بإعادة الشرعية إلى صنعاء وإنهاء الانقلاب الحوثي، اضطرت تحت ضغط من سياسات بايدن في بداية ولايته، الموافقة على الذهاب إلى ما هو أبعد من الهدنة مع الحوثيين إلى القبول بهم كأمر واقع ليس فقط لحكم شمال اليمن بل كل اليمن جنوباً وشمالاً.

القرار السعودي كان وسيبقى مدفوعاً بعوامل متعددة لكنها تبقى في نطاق تقديرات موقف قد لا ينظر لمصالح الأطراف الأخرى سواء الداخلية أو الإقليمية، تلك تقديرات الرياض، أما تقديرات عدن فتبقى مغايرة وإن تقاطعت في أجزاء معها وهو ما ستفرضه اللحظة الأبعد من التداخلات الطارئة في الشرق الأوسط، وهذا يقتضي تقييما موضوعيا والأخذ في الاعتبار أن قرارا حاسما لا بد وأن يتخذ سواء فاز ترامب أو بايدن أو غيرهما. فالقرار الأخير يبقى لدى عيدروس الزبيدي وحده.
*- عن العرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.