تفاصيل الاتفاق الموقع بين وفدي الشرعية والحوثيين بشأن إطلاق سراح محمد قحطان    اليمن كانت على علاقة اقتصادية مع بني إسرائيل    أسرى وادي آل جبارة بين الاهمال والمعاناة .. لماذا يهملون في جولات التفاوض المختلفة..؟    إعلان حوثي بشأن موعد استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء    عاجل: بيان صادر عن الحزام الأمني بعدن: القبض على مطلوبين في قضية عشال واستشهاد جندي    كاتب سياسي: لا تسمحوا بأن تتحول قضية الجعدني العادلة إلى شرارة للفتنة    مطامع مشبوهة لقوى الاحتلال اليمنية في ثروات الجنوب    صنعاء .. تدشين العام الدراسي باعتقال وكيل وزارة التربية والتعليم    وفد الإصلاح يعقد اجتماعين مع قيادات حكومية وحزبية صينية بمقاطعة قويتشو    قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من "وحش" يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها!    "دونها ستظل العبودية مستمرة"...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات    ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة    نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية    نجم ليفربول السابق يتوقع منافسة السيتي وارسنال فقط الموسم القادم    قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي    مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل    العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني    الإصلاح: قحطان على قيد الحياة ونحمل مليشيا الحوثي كامل المسؤولية عن حياته    بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة!    وفد الإصلاح الزائر بكين يزور عددا من المصانع والمؤسسات الصينية    "كفاكم إساءة للمقام النبوي الشريف" (2)    مانشستر يونايتد يعلن تمديد عقد المدرب الهولندي إيريك تن هاغ حتي يونيو 2026    انطلاق اعمال الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث سياسة مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي    النفط يتراجع وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة    القراءة في زمن الحرب    دور "محمد علي باشا" في إنقاذ اللغة العربية من الطمس على يد الخلافة العثمانية    وفاة طفل وإصابة والديه بحروق بليغة إثر حريق في مخيم للنازحين بحجة    البنك المركزي يوقف تراخيص 5 من شركات ومنشآت الصرافة المخالفة    مليشيا الحوثي تعلن عزمها تغيير قيادة ''طيران اليمنية'' وجدولة رحلات جوية إلى وجهات جديدة.. وتوجه دعوة للموظفين في عدن    كهرباء عدن تعلن توقف محطة بترومسيلة لانتهاء الوقود    عدن عرفت الاتصالات الدولية قبل 166 عام    مجازر مستمرة في غزة والمقاومة تواصل تصديها للاحتلال على كافة المحاور    اسعار العملات حتى الان في صنعاء منذ أمس وفق البنك المركزي    إقامة معسكر خارجي لمنتخب الشباب استعدادا للتصفيات الآسيوية    وسط شائعات سانشيز.. الإكوادور تستعد لمواجهة الأرجنتين    إنتر ميامي يحصد فوزه الرابع تواليا بدون ميسي    عيدورس الزبيدي بانتظار دونالد ترامب    حملة تكريم واسعة لرجل مرور في عدن تقديراً لجهوده المميزة    بيدري: تشافي ساعدنا وقدم لنا الكثير    وفاة غامضة لمهندس يمني في الصين    رسميًّا: زيلينسكي يوقّع مع الانتر    الحوثيون يفرضون على طيران اليمنية أمراً لا يصدق!    روسيا تعمل لإقناع الحوثي بتجنب الملاحة الدولية والضرب في اللحم الأمريكي    ماذا يجري في غزة ؟    محافظة جنونية تشهد معجزة خارقة للشيخ عبد المجيد الزنداني    وفد قريش يصل إلى العاصمة صنعاء !    - اقرأ عن الطالب الاول في الجمهورية الحاصل على 100%في الشهادة الأساسية    قناة السعيدة تنسب كلمات أغنية "غلط ياناس تصحوني وانا نايم" للفنان الراحل فيصل علوي    العرب وتقارب القنفذ    تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا    إثر احتجاز المليشيا للطائرات.. الحكومة تعيد الحجاج العالقين إلى مكة للإقامة على نفقتها    "اقتحام وسطو واختطاف".. مؤسسات الأدوية في مرمى الاستهداف الحوثي    توجيهات مباشرة من الرئيس العليمي بشأن حجاج اليمن العالقين بالسعودية بعد اختطاف الحوثيين طائرات نقلهم    بلقيس فتحي تُثير الجدل مجدداً: دعم للصحراء المغربية يُغضب ناشطين يمنيين ويُعيد موجة مقاطعة سعودية    وفاة ابرز مذيع يمني بعد عقود من الابداع    شاهد : طبيب يكشف عن نبتة شهيرة تخفض السكر 50% خلال ساعتين    لودر: كارثة بيئية تلوح في الأفق مع غرق الشارع الرئيس بمياه الصرف الصحي وتهديد كارثة وبائية    الدحابشه يحقنون شعب الجنوب العربي بمواد مسرطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وفد قريش يصل إلى العاصمة صنعاء !
نشر في المشهد اليمني يوم 03 - 07 - 2024


مقالات
د. كمال البعداني
في منطقة غيمان التي تقع جنوب العاصمة صنعاء وقعت معركة شهيرة في التاريخ اليمني اسمها ( موقعة يوم غيمان ) هذه المعركة يجهلها الكثير من اليمنيين رغم اهميتها ، في تلك المنطقة التقى الملك سيف بن ذي يزن ومعه ما يقرب من مائة الف فارس من فرسان اليمن ومعهم ستمائة فارسي كما ذكر ذلك المؤرخ الشهير ( محمد حسين الفرح ) رحمه الله ، في المجلد الثاني من كتابه ( الجديد في تأريخ دولة وحضارة سبأ وحمير ) . بعث كسرى ثمانمائة من الذين في سجونه بقيادة ( وهرز الديلمي ) وركبوا البحر في ثماني سُفن فغرقت منها سفينتان ونجت ست ووصلت الى ساحل عدن . كما ذكر ذلك ابن خلدون في تأريخه وكذلك ابن هشام وايضا نشوان بن سعيد الحميري ، كان هدف سيف بن ذي يزن من هذا العدد القليل هو رسالة للروم حتى لا يتدخلوا ..
كانت نقطة انطلاق سيف بن ذي يزن بمن معه هي مدينة ( احور ) اليزنية في محافظة ابين ، قاصدا العاصمة صنعاء لا خراج الاحباش منها ، وفي طريقه الى هناك انضم اليه الالاف من فرسان اليمن واقبالها ، وما ان وصل الى غيمان جنوب العاصمة حتى كان معه ما يقرب من مائة الف فارس من كل مناطق اليمن ، ولما علم مسروق بن ابرهة الذي كان في صنعاء حشد الحشود وخرج لملاقات سيف وبلغ جيش مسروق مائة الف منهم ثلاثين الف من (اوباش ) اليمن كما وصفهم ابن خلدون ، وكانوا بقيادة القيل ( مالك بن يزيد الصدفي ) الذي ولاه ابرهة قيادة اليمنيين ، وفي منطقة غيمان دارت معركة حامية الوطيس ، ولما قُتل مالك الصدفي انسحب من ارض المعركة من كانوا معه من اليمنيين ، فانكشف جيش مسروق واخذ جيش التحرير اليمني يفتك بهم حتى قُتل قائدهم ( مسروق ) في ارض المعركة ، وقُتل معه ما يقرب من ثلاثين الفا من الاحباش ، ولحق الحميريون بمن هرب منهم فأسروهم وامتلكوهم كما قال الطبري في تاريخه ، وبعد المعركة سار الملك سيف بن ذي يزن ومن معه نحو العاصمة صنعاء فدخلوها وسط ترحيب كبير من سكانها ، وتوجه الملك سيف مباشرة الى قصر غمدان ، وما ان ذاع خبر هذا النصر العظيم بين العرب ، حتى تقاطرت وفود قبائل العرب وشعراؤها الى العاصمة اليمنية صنعاء لتقديم التهاني لملك اليمن سيف بن ذي يزن ،
. (وفد قريش يصل الى صنعاء)
ومن اشهر تلك الوفود التي وصلت الى صنعاء وفد مشيخة قريش برئاسة عبد المطلب ابن هاشم جد الرسول صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وقد ذكر الحافظ ابن كثير في الجزء الثاني من البداية والنهاية ان من ضمن وفد قريش المصاحب لعبد المطلب ،أُمية بن عبد شمس ( جد بني امية ) و خويلد بن اسد والد ام المؤمنين ( خديجة عليها السلام ) وعبد الله بن جدعان الذي عُقد في داره بعدذلك ماعرف في التاريخ ب( حلف الفضول ) ، وغيرهم من وجوه قريش ، فلما وصلوا الى قصر غمدان استأذنوا بالدخول، فأذن لهم الملك سيف بن ذي يزن بالدخول اليه ، قال ابن كثير : فدنا عبد المطلب من الملك واستأذنه بالكلام فأذن له ، فقال له عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلا رفيعا ، صعبا منيعا شامخا باذخا، وأنبتك منبتا طابت أرومته، وعذبت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم موطن وأطيب معدن.
فأنت - أبيت اللعن - ملك العرب وربيعها الذي تخصب به البلاد، ورأس العرب الذي له تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد، وسلفك خير سلف، وأنت لنا منهم خير خلف، فلن يخمد من هم سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه.
ونحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجك من كشف الكرب الذي قد فدحنا، وفد التهنئة لا وفد المرزئة.. فقال له الملك: وأيهم أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم. قال: ابن أختنا سلمى ؟ قال: نعم. ( والدة عبد المطلب هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي الازدي ) قال: ادن، فأدناه، ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال: مرحبا وأهلا، وناقة ورحلا، ومستناخا سهلا، وملكا ربحلا، يعطي عطاء جزلا، قد سمع الملك مقالتكم، وعرف قرابتكم، وقبل وسيلتكم، فأنتم أهل الليل والنهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم .. اقام وفد قريش في صنعاء شهرا كاملا في دار الكرامة لا يؤذن لهم بالانصراف ، فانتبه سيف بن ذي يزن انتباهة ، فارسل الى عبد المطلب فجلس معه ثم اخبره بخبر رسول الله عليه الصلاة والتسليم ، في كلام طويل ذكره ابن كثيري البداية والنهاية ، وبعد هذا اللقاء استدعى الملك بقية وفد قريش .ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد، وعشرة إماء، وبمائتين من الإبل، وحلتين من البرود، وبخمسة أرطال من الذهب، وعشرة أرطال فضة، وكرش مملوء عنبرا، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك. كماذكر ابن كثير وابن خلدون . الذي قال : ان ذلك العطاء يدل على شرف الدولة اليمنية وعظمتها . فلما عادوا من صنعاء الى مكة بذلك العطاء الوافر ، كان عبد المطلب كثيرا ما يقول : يا معشر قريش: لا يغبطنى رجل منكم بجزيل عطاء الملك و إن كثر، فإنه إلى نفاد، ولكن ليبغبطنى بما يبقى لى ولعقبى ومن بعدى، ذكره، وفخره، وشرفه، فإذا قيل له متى ذلك؟ قال: سيعلم ولو بعد حين ، اما عبد الله بن جدعان فصار من اثريا قريش ، ولما علم الشعراء في مكة بعطاء الملك سيف اتجهوا الى صنعاء ومن اشهرهم . أُمية ابن ابي الصلت الثقفي . الذي وفد الى صنعاء فدخل على الملك في قصر غمدان وقال :
واشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
في راس غُمدان دارا منك محلالا .
كانت معركة غيمان عام 572 للميلاد بعد عامين من مولد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، استقر بعدها الملك سيف في قصر غمدان بصنعاء وحكم اليمن بالكامل لمدة عشرين عام ثم وافاه الاجل ، ليخلفه ابنه ( معدي كرب بن سيف بن ذي يزن ) لمدة اربع سنوات وهو الذي استعان بسبعة الف من الفُرس مع عوائلهم ، لمواجهة ثورة الاقيال ضده وبسبب خلافه مع اخيه شراحيل ،
وعندما استقر له الامر اتخذ من الحبشة حراسا له . فاغتالوه بحرابهم في منطقة الرحبة بضواحي صنعاء كما قال المسعودي في مروج الذهب . وباغتياله انتهت الدولة الحميرية وتفككت الى مقاطعات يحكمها الاقيال خارج صنعاء الذي سيطر عليها الفرس ، حتى مجي الاسلام فاسلم ملوك حمير واقيالها ، اما الفرس فتم ترحيل الكثير منهم الى بلاد فارس عن طريق الصحابي ( قيس بن مكشوح المرادي ) كما ذكر ذلك المؤرخ محمد الفرح في كتابه ( يمانيون حول الرسول ) .... قال تعالى ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) ، حفظ الله اليمن واعاد اليها مجدها وعزها .
* اليمن
* صنعاء
* قريش
1. 2. 3. 4. 5.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.