يعاني سكان قرية دير كزابة بمديرية القناوص التابعة لمحافظة الحديدة حصاراً مفروضاً من قبل مسلحي الشيخ علي بن علي القوزي منذ أمس الأول، بعد قيام المسلحين بقتل معلم وجرح 5 آخرين. وناشد سكان القرية وزير الداخلية مطهر رشاد المصري التدخل العاجل لفك الحصار الذي عجز أمن المحافظة عن فكه والقبض على المعتدين.
وقالوا في مناشدة حصل "المصدر أونلاين" على نسخة منها، إن مسلحي الشيخ يفرضون حظراً للتجوال في القرية، ويمنعون السكان من الخروج من منازلهم للصلاة أو لتوفير احتياجات أسرهم، مطالبين وزير الداخلية بإنزال أقصى العقوبة على القتلة ومن دفعهم متحدياً القانون والأمن.
وأضافوا أن مسلحي الشيخ القوزي ينتشرون على أطراف القرية، ويروعون النساء والأطفال ويطلقون الرصاص على كل من يحاول الخروج من منزله.
وهاجم نحو 40 مسلحاً الخميس مدفوعين من قبل الشيخ القوزي في محاولة للاستيلاء على أرض تابعة لأحد السكان في القرية. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل إمام وخطيب جامع القرية "أحمد علي كزابة" وهو معلم ينتمي لسلك التربية والتعليم، بعد إصابته بطلقات نارية أطلقها المسلحون.
وأطلق المسلحون النار بشكل عشوائي على السكان الذين حاولوا منعهم من هدم بناية كانت مبنية على الأرض التي جاءوا للاستيلاء عليها، ما أدى إلى مقتل المعلم كزابة وإصابة 5 أشخاص، بينهم 3 أصيبوا بطلق مباشر حين حاولوا إسعاف كزابة. ويتلقى أحد الجرحى العلاج في مستشفى الثورة العام بصنعاء بسبب إصابته الخطرة، فيما يرقد باقي الجرحى في أحدى مستشفيات الحديدة.
وعبرت شخصيات اجتماعية في محافظة الحديدة عن استيائها الشديد لما يحدث في مديرية القناوص من انتهاك وقتل على يد المتنفذين الذين استباحوا دماء الأبرياء، في ظل ما أسموه ب"تواطؤ أمن مديرية القناوص وقيادة محافظة الحديدة" الذين تنصلوا عن القيام بواجبهم وأصبحوا في موقف المتفرج.
ويشغل علي بن علي القوزي منصب رئيس لجنة الخدمات في المجلس المحلي بالحديدة، وله سجل حافل بالانتهاكات والتعسفات بحق أبناء مديريته، حيث اختطف الشهر الماضي طفلين من أبناء كزابة وأستخدم ضدهم طرق تعذيب مهينة، حيث قام بإحضار أبناءه ليقوموا بضرب الطفلين وتهديدهم بالسلاح ووضعهم تحت إطارات سيارته، ثم قام بتشغيلها ليوهمهم أنه بصدد دهسهم. ولم تتحرك أجهزة الأمن لردعه إزاء تلك الواقعة.
وفي وقت سابق، قام مرافقوه بالاعتداء على صحفي أثناء تغطيته عملية الاختطاف، ليرقد على إثرها في المستشفى لأكثر من أسبوعين لشدة الإصابات التي لحقت به. كما قام بالاعتداء على منسق فريق هود بمديرية القناوص بأعقاب البنادق هو ومرافقوه.
وتعيش مدينة القناوص في الفترة الأخيرة حالة من الانفلات الأمني، أدت إلى تزايد عمليات الاعتداء على المواطنين من قبل بعض النافذين في المديرية، والاستيلاء على أراضيهم بشكل متكرر.