الحوار الوطني في اليمن هو حديث المستقبل الذي يتطلع إليه اليمنيون في بناء دولتهم اللامركزية الاتحادية التي توفر الصلاحيات الكاملة لوحداتها الادارية بعيدا عن الهيمنة والاقصاء .. وهي بذلك لا تتسع لمفاهيم الماضوية التي تحاول عبثا جعل الحوار محطة تراجعية للخلف .. ولهذا فإن كل الرؤى والأطروحات التي تحاول أن تسطر الماضي هدفا ووسيلة وغاية.. انما هي شكل من أشكال الردة والارتداد الى مربعات المراوحة الرجعية البعيدة كل البعد عن محور التحاور من أجل بناء يمن المستقبل.. سواء كان الهدف الاغراق أو الاستغراق في الماضوية المرفوضة أصلا بحكم تنامي الطموحات الوطنية ، والتغيرات الدولية والاقليمية المحيطة ، أو الدعم اللامحدود الذي تحظى به عملية التغيير في اليمن على قاعدة الاصلاحات الوطنية الشاملة التي تؤطرها مبادرة خليجية أصبحت مطبوعة بالعالمية والاهتمام الدولي .. والتي هي جميعها تنطلق في محدداتها ، ومضامينها من اجماع على مغادرة الماضي والسير قدما نحو بناء دولة تقوم على الحكم الرشيد ، الشفافية، المساءلة .. وأيا كانت التشخيصات ، والشخوص التي تحاول رصد قائمة من حسابات الجرد لما مضى لتحويلها عبئا على الحاضر والاجيال القادمة فإن تلك ما هي إلا مجرد محاولات لن يسعفها الوقت ولن تصمد أمام موجة التوجه للأمام ورفض البقاء في الصفوف الخلفية التي أصر ويصر اليمنيون على مغادرتها مهما كان الثمن غاليا.. التقارير المتتالية التي يقدمها جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة الى مجلس الأمن الدولي عن حالة اليمن تدل بشكل كبير على أن المجتمع الدولي بات يلم إلماما كاملا بما يعتمل ، وما يحكم عملية الصراع السياسي من تفاعلات ، كما يدرك بالضبط عناصر الدفع للأمام وكذلك عناصر الرجعية البائسة التي لا زالت بعيدة عن تصور ميلاد يمن متحرر من القيود والأعراف البالية .... شيئا فشيئا تتلاشى ملامح الظلام الدامس رغم الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي .. شيئا فشيئا تندفع عربات قطار التغيير بثبات وقوة ، ولم تعد جدلية فلسفة الانشغال بالخلاف بين من يفهمها أنها أزمة، ومن يفهمها أنها ثوره قائمة .. لكنها تتلاشى تدريجيا في أفق لا يمكن الا أن يكون ملامح الدولة اليمنية الحديثة التي تتشكل شيئا فشيئا في حوار متجدد يتجاوز حدود فندق (موفنبيك) ليحتل كل حدود الوطن، ويمتد الى مواطن الاغتراب حيث كل يمني وكل يمنية، يتابع ويعيش الأمل في المستقبل الافضل حيث لا مكان لخفافيش الماضي، وأدعياء الوصاية على الشعب والوطن .. الجميع ينظر للأمام .. للتقدم ، ولا شيء غير التفاؤل يرتسم في ابتسامات الأطفال ، والطلاب وهم يتجهون الى مراكز وقاعات الامتحانات النهائية .. والى حيث يسيرون يتجه اليمن .. وتتجه مسيرة الحوار اليمني الحر .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك