استكمال التحضيرات النهائية لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني في ال18 من مارس القادم برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد قبول جميع الفعاليات الوطنيه الانخراط فيه ،هو فعلاً تأكيد بأن الوطن يسير إلى الأمام .. وأن من يتأخر عن هذا الاستحقاق أو يحاول التشكيك في مقاصده ونواياه هو العدو الحقيقي للشعب والوطن وسوف تلاحقه لعنة التاريخ والجغرافيا حاضراً ومستقبلاً .. لا مبرر لمخاوف بعض العلماء حول الشريعة أو الشكوى من الاقصاء ،فللعلماء أحزابهم كغيرهم من فئات المجتمع وبوسع كل عالم إذا لم يكن قد استوعبه حزبه ضمن قائمة مشاركيه أن يتقدم بكل ما يريد من أفكار أو تصورات أو مقترحات عبر الحزب الذي ينتمي إليه .. وكذلك الحال لكل من يعتقد بأنه عنصر هام لم يتمكن من نيل شرف عضوية مؤتمر الحوار الوطني .. فللحوار سقف مفتوح على كل قضايا الوطن .. وللشريعة رب يحميها .. أما اليمن فهي ملك الجميع مشاركين وغير مشاركين .. الدستور اليمني الجديد ، النظام السياسي ، النظام الانتخابي .. وكل ما يتصل ببناء الدولة اليمنية الحديثة ، هي من أهم مضامين أجندة مؤتمر الحوار الوطني القادم ، وأن جميع المشاركين في المؤتمر من كل الأحزاب هم حريصون كل الحرص كغيرهم من اليمنيين على الشريعة الإسلامية ، وعلى الكتاب والسنة ، باعتبارها الثابت الوحيد غير قابل للجدل والنقاش .. وبالتالي لا مجال لمحاولة البعض تسويق خوفه على الشريعة الاسلامية كمصدر رئيسي للتشريع أو الخوف من الخلاف على مرجعية العودة إلى مبادئ وقيم الإسلام عند الاختلاف . لم يعد هناك مبرر للمراوحة بعد هذا التدافع نحو بوابة الحوار التي فتحت ولن تغلق .. حتى الذين لا يزالون على أرصفة الانتظار ، طمعاً في عقوبات أخرى ضد طرف من الأطراف لتحسين ودعم موقفهم نقول لهم لا تنتظرون فلن يسعفكم الوقت ،لأن مجلس الأمن الدولي نفسه قد حسم موقفه ،تأييداً ومباركة ومناصرة ومساندة لإرادة اليمنيين واليمنيات في مواصلة مسيرة التغيير الايجابي عبر الإرادة اليمنية نفسها ، وأن لا مجال لتلكم القوى أو مراكز النفوذ القبلي والعسكري والديني التي تحاول إعاقة عملية التغيير أو انطلاق الحوار .. كانت رسائل مجلس الأمن الدولي، سواء من نيويورك ، أو أثناء زيارته الأخيرة التاريخية لليمن رسائل واضحة لا تقبل مزيداً من التفسير والتأويل بأن قرارات الرئيس هادي في اتجاه استكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وتهيئة ظروف الحوار ،هي قرارات هامة غير قابلة للتراجع والمساومة ، وأن هيكلة وتوحيد الجيش ستمضي إلى الأمام بما يحفظ لليمن وحدته واستقراره ودوره الاقليمي . إن اليمن عمق استراتيجي هام في المعادلة الدولية وعلى مستوى الأمن الأقليمي في البحر الأحمر والخليج العربي يتحكم بأهم ممرات التجارة الدولية، وبالتالي فإن دعم المجتمع الدولي لبناء اليمن الجديد هو دعم للأمن والسلام الدولي .. وإن هذه الأهمية يجب أن تدفع اليمنيين بقوة نحو إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والتفاؤل بمستقبل أفضل . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك