كلما شعر اليمنيون بالخطر المحدق والتحديات تحيط بمسيرتهم نحو التقدم، تجددت لديهم الرغبة في التواصل والحوار، باعتباره الوسيلة الأنسب لإعادة بناء وهيكلة البيت اليمني ، ومعالجة ما أحدثه الدهر ، وأخطاء البشر .. مؤمنين بأن الحوار هو خيار الشعوب الحية التي تمتلك قدراً هائلاً من الطاقة للسير بثبات نحو المستقبل بخطى واثقة متحررة من الخوف . . مدركين بأن الظروف التي تعيشها اليمن عقب عملية جراحية عميقة تدل على أهمية هذا الحوار لإيقاف النزيف ، معالجة الجراح ، تقوية اللحمة ، جمع الكلمة ، تأليف القلوب .. منح الإنسان اليمني فرصة جديده لبناء وطن أفضل .. لا توجد قوة مهما كان حجمها قادرة على اختطاف حلم اليمنيين في بناء يمن جديد .. لهذا كان لابد للجنة الفنية للحوار أن تتأنى حتى تكتمل أطراف الحوار ويشتد ساعده، مبددة ما تبقى من أوهام تلك القوى التي اعتقدت خطأً أن بإمكانها إفشال مهمة المؤتمر أو العودة بعجلة التغيير إلى الوراء . إذا كانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بما حظيت به من دعم دولي وإقليمي، قد رسمت خارطة الطريق نحو بناء الدولة واستيعاب أهداف ومتطلبات التغيير.. فإن مؤتمر الحوار الوطني هو المعني بوضع النقاط على الحروف وجعل هذه الخارطة فعلاً حقيقياً ، وتواصلاً حياً مع نضالات اليمنيين من أجل العدل والحرية والتقدم .. والتأسيس لما هو قادم من مؤسسات وطنية على قاعدة الديمقراطية والحكم الرشيد . إن الحرص الذي أكدته اللجنة الفنية للحوار على مشاركة واسعه لكل الأطياف ، وتحديد نسبة تمثيل الجنوب بما لا يقل عن 50 % ، والاهتمام بتمثيل الشباب والمرأه كمكون قائم بذاته ضمن المكونات ال8 لمؤتمر الحوار الوطني الذي تحدد قوامه ب565 مشاركاً يوفر القدر الأكبر من عوامل ومعطيات النجاح والتفاعل بين تلك المكونات التي تعكس تركيبة المجتمع اليمني بكل فعالياته وفئاته وأمام الأخذ بأسلوب التوافق في اتخاذ القرارات لم يعد هناك مجال للاستقواء بالأغلبية العددية .. كما لم يعد هناك مكان للعقليات الصدامية التي تحتمي بقوة السلاح، سعياً منها إلى التحكم بمسار الحوار ونتائجه لإعادة إنتاج نفسها ، والابقاء على مصالحها الضيقة فيما هو قائم وقادم . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468275129878234&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater