إن من أصعب الأمور في العلاقات الإنسانية والدولية سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات والدول، إعادة بناء الثقة بعد فقدانها وهذا الوضع الذي تعيشه اليمن .. ومن أجل التغلب على ذلك تبذل القيادة السياسية والحكومة اليمنية جهوداً حثيثة في اتجاهين نحو إعادة بناء الثقة : الاتجاه الأول : ثقة المواطن بأجهزة الدولة ، والقوانين والأنظمة ، والذي يعبر عنه بتطبيع الأوضاع ، واستعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على أرجاء الوطن . الاتجاه الثاني :ثقة المحيط الاقليمي والدولي باليمن .. وقد نجحت القيادة السياسية والحكومة بالفعل وحتى الآن ضمن خطواتها المتواصلة في اتجاه إعادة بناء ثقة المجتمع الدولي والمحيط الاقليمي باقتدار اليمنيين على محاربة الارهاب ، وتحقيق قدر من النمو الاقتصادي والاستقرار الأمني .. ويعد نجاح مؤتمر أصدقاء اليمن المنعقد في العاصمة السعودية « الرياض» مؤخراً – ليس فقط في أرقام الدعم المادي الذي أعلنه المانحون بمبلغ 6.4 مليار دولار .. ولكن أيضاً فيما يترجمه هذا الرقم من مستوى الثقة التي استعادتها اليمن لدى الأشقاء والأصدقاء والذي يعد شاهداً على أن حكومة الوفاق تسير في الاتجاه الصحيح في مسار حشد الدعم الدولي والاقليمي للنهوض بمهام الفترة الانتقالية وتحقيق قاعدة الانطلاقة الحضارية صوب بناء اليمن الجديد .. ويبقى على الشعب اليمني أفراداً ومؤسسات مجتمع مدني، أحزاباً وتنظيمات سياسية ، ومنظمات جماهيرية شبابية ، عمالية ، نسائية ، ومؤسسات إعلامية وصحفية ، مسئولية العمل المشترك في مساندة جهود القيادة والحكومة ، والمجتمع الدولي في تعزيز مناخات الأمن والاستقرار وتوفير الظروف الملائمه بما يحقق أقصى استيعاب واستفادة من هذا الدعم ، وكذا مساعدة الأجهزة الأمنية في كشف وتعقب الجريمة قبل وبعد وقوعها .. وبالذات تلكم العناصر الإرهابية التي تحاول عبثاً اغتيال إرادة اليمنيين في التغيير والتقدم والتنمية .. ذلك أن النجاح في التغلب على المشكلات الأمنية وتحقيق الأمن والاستقرار وتحقيق سيادة النظام والقانون هو المقدمة الأساسية لتحقيق أهداف التنمية ، وجذب وتحفيز الاستثمار ،وتنشيط السياحة والتوجه نحو بناء اقتصاد وطني يستوعب البطالة ، ويحقق الازدهار والرفاهية للجميع .. [email protected]