تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد المرافق له من إيصال رسالة هامة الى مؤتمر أصدقاء اليمن الذي انعقد في نيويورك مفادها بأن يمن اليوم قيادة وحكومة وشعباً قد بات جاهزاً للانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة ، وأن بوسع المجتمع الدولي أن يثق ثقة كاملة بأن ما سوف يقدم من دعم لهذا الشعب سيتجه الى الإنفاق على الأولويات والمشروعات العاجلة ومتوسطة المدى للبرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية 2012-2014.. على أن تتبنى الحكومة مساراً سريعاً لاستيعاب المساعدات الخارجية يقوم على آليات عمل أكثر كفاءة وسرعة لتنفيذ وتمويل المشروعات الممولة خارجياً. . والذي يتطلب من الدول المانحة المبادرة العاجلة لتقديم ما تعهدت به في مؤتمرات أصدقاء اليمن في السعودية ، ونيويورك .. والعمل مع الحكومةِ اليمنية على وضع الآلياتِ الفاعلةِ والسريعة للتنفيذ والحد من البيروقراطية والتركيز على الأولويات والمشاريع الإستراتيجية التي تخدمُ النمو الاقتصادي . كنت على يقين مسبقاً بمجرد معرفتي بالوفد المرافق للرئيس في جولته التي شملت فرنسا ، بريطانيا ، أمريكا، أن الزيارة ستكون ناجحة بكل المقاييس .. فوزير خارجية بمستوى الدكتور أبوبكر القربي المعروف بكفاءته السياسية والديبلوماسية ، الدكتور علي منصور بن سفاع - شعلة من النشاط والديناميكية حتى آخر عمل له سفيراً في مملكة البحرين قبل أن يعين أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية إلى الوزير الجديد الدكتور محمد السعدي وزير التخطيط الذي لا زال يتمتع بملف نظيف والذي منذ تسلمه لحقيبة التخطيط لم يمارس سياسات التهميش والاقصاء ،محتفظاً بالكوادر الممتازة في وزارته في الوقت الذي واءم متطلبات التغيير في النهج وأسلوب العمل بما يتناسب ومهام المرحلة الجديدة ..بالإضافة إلى الصحفي والإعلامي القدير يحيى العراسي سكرتير رئيس الجمهورية . وقد اكتملت مقومات النجاح في الخطاب الرصين والواضح للرئيس عبدربه منصور هادي في الهيئة العامة للأمم المتحدة الذي استهله بتأكيد الموقف الرافض للإساءة الى ديننا الاسلامي ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام .. ومن ثم استعراض التطورات على الساحة اليمنية وما تحقق على صعيد تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وما تخوضه اليمن من حرب ضد الارهاب .. موجهاً الشكر لكل من أسهم في تحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة في اليمن بدءاً بدول مجلس التعاون الخليجي ، ومروراً بدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالامريكية ، وانتهاء بالهيئة العامة للأمم المتحدة .. وسجلت الكلمة موقف بلادنا الداعم للشعب العربي الفلسطيني وإعلان دولته الفلسطينية .. وتطرقت بكثير من الاهتمام الى تطورات الوضع في سوريا ، والصومال .. نستطيع أن نطمئن بأن نتائج جولة الرئيس إيجابية ومبشرة بالخير لأن الخير إنما يرتبط بالرجال الأوفياء الصادقين مع وطنهم وشعبهم ، الأمناء على سمعة بلادهم .. ويحق لنا أن نتفاءل بهذه الزيارة بقدر تفاؤلنا بالقرارات الجريئة التي يصدرها الرئيس بين وقت وآخر لإنهاء الانقسام في المؤسسة العسكرية ، استكمال تحديث مؤسسات الدولة ومواصلة تحقيق متطلبات التحول السياسي المنشود .. [email protected]