سوف يسجل التاريخ وقد سجل بالفعل أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو أول رئيس يمني يتعامل مع القوات المسلحة بحرفية عالية ، وبطريقة علمية دون استهداف شخصي أو اعتبارات مناطقية أو حزبية أو مذهبية ضيقة .. ذلك ما عبرت عنه القرارات الحاسمة والتاريخية التي أصدرها الرئيس يوم الأربعاء الماضي عقب دراسة متأنية وبالاستعانة بخبرات علمية محلية وعربية ودولية أكاديمية متخصصة في هيكلة الوحدات العسكرية. تستحق تلك القرارات ذلك التأييد الكبير على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية .. فلاول مرة في تاريخ اليمن تقابل قرارات رئاسية بهذا القدر من التأييد والمباركة التي أنهت حالة الترقب في الشارع اليمني منذ توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في ال23 من نوفمبر العام الماضي .. يعد ذلك التأييد امتداداً للثقة التي عبر عنها اليمنيون واليمنيات في الانتخابات الرئاسية المبكرة . إن أهمية تلك القرارات التي نشطت الدورة الدموية في الجسد اليمني ليس فقط في كونها تنفيذاً لمضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، واستجابة لمتطلبات التغيير المنشود .. لكنها أيضاً تفتح البوابة الكبرى للحوار الوطني ، وتهيء مناخات الاطمئنان للجميع في التوجه الى مؤتمر الحوار الوطني بكثير من الثقة والروح الايجابية العالية بعيداً عن هواجس الخوف والقلق ..إن من شأن تلك القرارات إنهاء حالة الانقسام في المجتمع والقوات المسلحة اليمنية، وتزويد أفراد وصف وضباط تلك القوات بمعنويات عالية ، استعداداً وجاهزية للتكيف مع متطلبات بناء الدولة المدنية التي يشكل فيها حياد المؤسسة العسكرية أهم مقومات الديمقراطية ، والتداول السلمي للسلطة لتكون حقاً صمام أمان الشرعية الدستورية.. إعادة بناء وهيكلة القوات المسلحة على أسس احترافية وطنية يعمق ثقافة حب الوطن ، ويعكس أبرز معاني المواطنة المتساوية التي ينشدها جميع اليمنيين ، وان تنفيذ عملية إعادة الهيكلة في صفوف القوات المسلحة بما يتلاءم مع مهامها كقوات لحماية الوطن، وتحقيق الأمن والاستقرار هي المقدمة الأساسية لتحقيق المواطنة المتساوية على مستوى جميع المواطنين اليمنيين .. إن على الجهات المعنية بمتابعة التنفيذ وفقاً للقرار سرعة (وضع خطة مرحلية ممنهجة للانتقال إلى الهياكل الجديدة وملكاتها البشرية والمادية وفقاً لجدول زمني يستوعب متطلبات إعادة التشكيل .. يشمل ذلك إعادة النظر في قانون إنشاء مجلس الدفاع الوطني الأعلى بما يتواكب والتنظيم الجديد ) . لقد تفتحت أزهار الربيع اليمني فعلاً مع قرارات الرئيس بإعادة هيكلة القوات المسلحة .. تجدد الربيع اليمني حقاً منذ يوم الأربعاء ال19 من ديسمبر 2012 .. فتحية للرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة .. تحية للشعب .. تحية للقيادات العسكرية التي فقدت مواقعها وتقبلت تلك القرارات بانضباط عسكري وروح رياضية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك