لا تراجع عن تحقيق أهداف الثورة .. ولا استسلام لرموز الرجعية وقوى الشر، ورصاصات الغدر والخيانة التي حاولت وبوحشيتها المريضة اغتيال صوت الحقيقة ولسان حال الإعلام الحر الاستاذ علي أحمد العمراني وزير الإعلام .. تلك القوى التي تتحين الفرص وتحاول عبثاً البحث عن اللحظة التي تتمكن فيها من ابتلاع الوطن بعد أن عجزت عن فهم واستيعاب دروس الماضي ، وعن الإصغاء لصوت العقل فأعمتها نار الحقد وثقافة الكراهية عن قيم الخير والحرية والانتماء للوطن. لا تراجع عن بناء الدولة المدنية وعن إعادة هيكلة القوات المسلحة .. وعن حيادية الوظيفة العامة، والإعلام، والمال العام، لا تراجع عن تطبيق مبدأ سيادة القانون والمساواة وتكافؤ الفرص بين كل اليمنيين رجالاً ونساءً من كل المذاهب والمناطق .. اليمنيون سواسية كأسنان المشط لا فرق بين يمني وآخر الا بما يقدمه لليمن من إسهام ومشاركة إيجابية. لا تراجع عن التصويت لمرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي لأنه القائد الذي لابديل عنه لقيادة سفينة اليمن إلى بر الامان .. ولا استسلام لكل من يحاول تزييف وعي الناس أو محاولة إقناعهم بالعزوف عن ممارسة حقوقهم السياسية في هذا التحول الوطني التاريخي الأول من نوعه منذ قيام الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية المجيدتين. لا استسلام للقوى التي تحاول عبثاً الشد إلى الخلف ، والإغراق في الماضي والبحث عن مكاسب شخصية في الوقت الضائع .. بل إنه لم يعد هناك ما يسمى بالوقت الضائع .. فكل دقيقة باتت محسوبة من عمر الشعب اليمني الذي سيبدأ مجدداً بعد أسبوعين. لقد كان أمام اليمنيين فرصتان تاريخيتان لبناء المشروع الوطني المتكامل .. مشروع الدولة المدنية الحديثة .. الفرصة الاولى عند توقيع اتفاقية الوحدة وإعلان قيام الجمهورية اليمنيه في ال22 من مايو 1990 ، تلك الفرصة التي استنفدتها سلبيات شياطين الفساد والرجعية الذين عملوا على إحداث الوقيعة بين شركاء الوحده آنذاك، وكانت تلك القوى هي نفسها التي أرسلت سيارات (الهيلوكس غمارتين) لاغتيال رموز التقدم .. ففقد شركاء الوحدة الثقة فيما بينهم ، مما ادى إلى نزاعات وأزمات سياسية استهلكت وقتا طويلا من حياة اليمنيين ولا زال المجتمع اليمني وقواه السياسية يعانون من موروثاتها حتى اليوم ، تلك الازمات التي ألقت بظلالها الكئيبة على الوحدة اليمنية ، وأفرغت المشروع الديمقراطي التعددي من مقومات الفعل المتكافئ بين أطراف الحكم والمعارضة على حد سواء .. كانت حرب صيف 94 هي النتيجة الدامية لتطورات ذلك الصراع وغياب الثقة .. أما الفرصة الثانية وربما الاخيرة هي فرصة الربيع العربي التي من المستحيل اغتيالها مهما امتلك الرجعيون من (سيارات الهيلوكس) وأسلحة الدمار ، الفرصة التي توفرها المبادرة الخليجية ، وبالتحديد فرصة ال21 من فبراير ، وما سيعقبه من فترة انتقالية لمدة عامين هي في الواقع ما تبقى لليمنيين من أجل بناء أسس الدولة العصرية والانطلاق صوب التنمية الشاملة والنهضة الحقيقية التي تحقق العزة والكرامة والشموخ لكل اليمنيين .. وتتيح لكل عنصر المشاركة من موقعه في رفع راية الجمهورية اليمنية خفاقة عالية في كل ربوع الوطن ، ومعها يرتفع رأس كل مواطن يمني حر. [email protected]