يثير توسع نشاط تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به في اليمن قلقا سياسيا في ظل الفراغ الأمني الذي تعيشه البلاد وعجز الجيش اليمني عن حسم المعارك الدائرة مع جماعة أنصار الشريعة التي تتخذ من محافظة أبين معقلاً لها منذ أكثر من عام. ووفقًا للخبير العسكري في وزارة الدفاع مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الأكاديمية العسكرية العليا العميد الركن علي ناجي عبيد فإن فترة نقل السلطة في البلاد -التي وصفها بأنها لم تكن حاسمة- تركت ثغرات كثيرة أتاحت لأنصار الشريعة استغلالها في عملية التوسع. وأشار عبيد إلى أن غياب منظومة الإعداد التكتيكي والإستراتيجي للجيش التي تمكنه من خوض المعركة بمجموعات قتالية تتقن أساليب الصراعات الملائمة مع الخصم، أضعف فرص الجيش في الحسم. وأوضح الخبير العسكري أن حرب العصابات التي يخوضها الجيش في أبين مع جماعات مسلحة تنتمي للقاعدة لم تكن ضمن منظومة تدريب القوات المسلحة، وأكد أن ضعف التأهيل المعنوي للجيش قبل المعركة شكل أحد العوامل الرئيسية في تأخر الحسم. وتوقع أن تشهد المرحلة القادمة انحسارا لسيطرة تنظيم القاعدة على مناطق وجوده بعد دخول اللجان الشعبية للقتال مع الجيش في مناطق المواجهات بمدينة لودر. وبينما أكد اعتقاده عدم إقدام القاعدة على السيطرة على مناطق جديدة لتفادي خسائر كبيرة قد يتكبدها مقاتلوها في حال التمدد العسكري خارج أبين، لم يستبعد عبيد لجوء مقاتلي التنظيم إلى تسريب عناصر منهم إلى بعض المدن المهمة في البلاد لضرب أهداف حيوية وحساسة.