الباص الفوكسي: شبح الموت يطارد عدن و يرعبها!    في عملية نوعية: الحزام الأمني يداهم وكراً ويقبض على مختطفي المقدم عشال    الخطوات النهائية لصرف المبالغ للموظفين العسكريين والمدنيين المبعدين في اليمن    "الحوثي بؤرة مريضة، بؤرة سرطانية لا علاج لها إلا بالكيماوي".. صحفي ينتقد سياسات الحوثي: "التنازلات والتطبيل الدولي لا تحل المشكلة"    يورو2024 : فرنسا تسقط البرتغال بضربات الترجيح    كريستيانو رونالدو والبرتغال يخسرون فرصة التأهل بعد مباراة مثيرة مع فرنسا    صاعقة رعدية تصيب ثلاثة جنود في جبهة الضالع    انتشار أمني كبير في عدن..ماذا يجري؟    "كلما سقط الحوثي يصنع كذب وأوهام ليحتفظ بأنصاره الموهومين بأكاذيبه"..الوية العمالقة تشن هجوما على الحوثيين وتفضحهم    مونتيلا: لن نتاثر بسبب ايقاف ديميرال    كيف تعرف الشخص الذي يغار منك ويحسدك؟.. باحث ومستشار سعودي يجيب "فيديو"    - ابتسام محمد أول يمنية عضوا في مجلس العموم البريطاني    اولمو أفضل لاعب في مباراة ألمانيا وإسبانيا    إشادة جنوبية واسعة بدور أبو مشعل الكازمي وقواته    لم تكن تعاني أي أمراض.. سعودية سافرت إلى عيادة شفط الدهون بمصر فخرجت جثة هامدة وزوجها يكشف تفاصيل صادمة    بعد برنامج حافل.. وفد الإصلاح ينهي زيارته للصين    واقعة مؤلمة.. طفل يقتل والدته في مارب خلال حادثة عبث بالسلاح    أول مشهد لوصول الحجاج إلى مطار صنعاء الدولي بعد رضوخ الحوثي ورفع الحجز عن الطائرات    تدخل قوي من توني كروس يخرج بيدري مصاب من المواجهة الألمانية الإسبانية    الشعيبي والارياني يزوران الفنان عوض احمد للاطمئنان على صحته    برعاية ماسية من «كاك بنك».. عدن تتجمل بحفل احيائي بهيج لليالي سبستون    تظاهرات في مارب وتعز تضامنا مع غزة وتنديدا بجرائم الاحتلال    عصابة تسرق محل ذهب في الحديدة    البنك المركزي يوقف تراخيص 5 من شركات ومنشآت الصرافة المخالفة    148 منظمة مدنية: الحديث حول مبادلة قحطان بمسلحين تجاوز صارخ لقوانين العدالة    إعلامي سعودي: المتطرف دينيا إذا أعطيته شبرآ طالبك بألف متر    اليمن كانت على علاقة اقتصادية مع بني إسرائيل    عاجل: بيان صادر عن الحزام الأمني بعدن: القبض على مطلوبين في قضية عشال واستشهاد جندي    كاتب سياسي: لا تسمحوا بأن تتحول قضية الجعدني العادلة إلى شرارة للفتنة    صنعاء .. تدشين العام الدراسي باعتقال وكيل وزارة التربية والتعليم    مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل    نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية    بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة!    "كفاكم إساءة للمقام النبوي الشريف" (2)    وفد الإصلاح الزائر بكين يزور عددا من المصانع والمؤسسات الصينية    انطلاق اعمال الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث سياسة مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي    النفط يتراجع وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة    دور "محمد علي باشا" في إنقاذ اللغة العربية من الطمس على يد الخلافة العثمانية    القراءة في زمن الحرب    وفاة طفل وإصابة والديه بحروق بليغة إثر حريق في مخيم للنازحين بحجة    البنك المركزي يوقف تراخيص 5 من شركات ومنشآت الصرافة المخالفة    إقامة معسكر خارجي لمنتخب الشباب استعدادا للتصفيات الآسيوية    هل سيتم ضرب مطار عدن او هناك    مجازر مستمرة في غزة والمقاومة تواصل تصديها للاحتلال على كافة المحاور    إنتر ميامي يحصد فوزه الرابع تواليا بدون ميسي    عيدورس الزبيدي بانتظار دونالد ترامب    الحوثيون يفرضون على طيران اليمنية أمراً لا يصدق!    محافظة جنونية تشهد معجزة خارقة للشيخ عبد المجيد الزنداني    وفد قريش يصل إلى العاصمة صنعاء !    قناة السعيدة تنسب كلمات أغنية "غلط ياناس تصحوني وانا نايم" للفنان الراحل فيصل علوي    العرب وتقارب القنفذ    تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا    إثر احتجاز المليشيا للطائرات.. الحكومة تعيد الحجاج العالقين إلى مكة للإقامة على نفقتها    "اقتحام وسطو واختطاف".. مؤسسات الأدوية في مرمى الاستهداف الحوثي    توجيهات مباشرة من الرئيس العليمي بشأن حجاج اليمن العالقين بالسعودية بعد اختطاف الحوثيين طائرات نقلهم    بلقيس فتحي تُثير الجدل مجدداً: دعم للصحراء المغربية يُغضب ناشطين يمنيين ويُعيد موجة مقاطعة سعودية    لودر: كارثة بيئية تلوح في الأفق مع غرق الشارع الرئيس بمياه الصرف الصحي وتهديد كارثة وبائية    الدحابشه يحقنون شعب الجنوب العربي بمواد مسرطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم بشاعة العدوان الصهيوني والتخاذل العربي .. غزة تدون التاريخ
نشر في 26 سبتمبر يوم 12 - 05 - 2024

رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال الصهيوني، بل ستكون مقبرة للقوات التي ستتوغل فيها كما كانت مختلف مناطق قطاع غزة العزة،
التي سطر فيها المقاومون الميامين ملاحم بطولية في التصدي لجيش العدو والتنكيل بقواته المتوغلة وإحراق وتدمير دباباته ومدرعاته ومختلف آلياته العسكرية وتكبيد العدو خسائر فادحة ومتوالية ساعة بعد أخرى ويوما بعد آخر.. وكما أدارت المعارك وسحقت العدو بالأمس وقبله وعلى مدى أكثر من سبعة أشهر متواصلة، فها هي اليوم فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة تواصل عملياتها النوعية مسطرة أروع الملاحم البطولية في رفح وفي مختلف مناطق ومحاور التقدم والمواجهة وسط وشمال وجنوب قطاع غزة.. مؤكدة أن النصر لم ولن يكون سوى حليف المقاومين الأبطال، وهو قريب بإذن الله..
في التقرير التالي سنسلط الضوء على أبرز العمليات النوعية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية، كما سنسلط الضوء على واقع التخبط الصهيوني الناتج عن الفشل الذريع في حربه العدوانية وتوغله البري وعدم قدرته على تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة في بداية عدوانه الإجرامي الاثم والمسعور .. فإلى التفاصيل:-
تقرير | محمد أحمد الزعكري
عن اليوم التالي للحرب وعن مدى وضوح وإمكانية تحقيق أهداف الحرب العدوانية التي يشنها كيان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، أوضح خبراء مختصون إن إعلان كيان وجيش الاحتلال الصهيوني عن توسيع العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يدل على التخبط وعدم معرفة الأهداف المراد تحقيقها من هذه الحرب العدوانية، وإن رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو سيصل إلى طريق مسدود مهما فعل.. لافتين إلى ان إسرائيل لا تملك أهدافا واضحة لتحقيقها بعدما فشلت في تحقيق الأهداف الرئيسية التي أعلنت عنها في بداية هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وأشار الخبراء إلى أن تدمير غزة لا يمكن أن يكون هدفا في حد ذاته، وكذلك الحديث عن القضاء على حركة حماس ليس هدفا استراتيجيا وإنما هو ردة فعل على الإهانة التي لحقت بإسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، فضلا عن أنه غير قابل للتحقيق.. وبالتالي فإن غياب الاستراتيجية يعني أن النتن ياهو سيصل إلى طريق مسدود مهما فعل لأنه لم يحقق شيئا سوى تدمير المنازل والمنشآت وقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل من أهالي غزة، وفي الوقت نفسه يدمر هيبة الجيش الإسرائيلي ويسوقه نحو المزيد من المحارق والمهالك.
سبب التخبط
على العكس من ذلك، يرى خبراء عسكريون أن نتنياهو له أهداف واضحة حددها في أول المعركة وهي تدمير المقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى الصهاينة، لكنه فشل في تحقيقها عسكريا وهذا هو سبب التخبط الحاصل حاليا.. مشيرين إلى ان إسرائيل حالياً تواجه تخبطاً عسكرياً ليس لأنها تحارب دون أهداف وإنما لأن الميدان كشف حقيقة أن الأهداف السياسية يصعب تحقيقها عبر القتال.
وأوضح الخبراء العسكريون أن أزمة إسرائيل حالياً تكمن في أنها تواجه مقاتلين أشباح يختفون عندما تهاجمهم ويظهرون في مكان آخر ليضربونها على حين غرة.. لافتين إلى ان المقاومة الفلسطينية نجحت في جلب جيش الاحتلال الصهيوني إلى استراتيجيتها القائمة على القتال اللامتناظر ونجحت في خوض هذا النوع من المعارك.
تحذير هاليفي لنتنياهو
وفي سياق متصل، قال رئيس هيئة أركان جيش العدو الإسرائيلي، هرتسي هاليفي "تلقينا ضربة موجعة وأنا أتحمل المسؤولية".
ومن جانبها قالت القناة ال13 الإسرائيلية ان هاليفي بعث "تحذيرا دراماتيكيا" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأكدت القناة -في تدوينة على موقع إكس- أن هاليفي قال في رسالته لنتنياهو "أنت تستمر في العودة إلى العمل العسكري لأنك لا تتخذ قرارات".
وبدورها نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي قولهم: "هناك صعوبة في الحفاظ على الإنجازات منذ بدء الحرب لغياب أهداف محددة يضعها المستوى السياسي".
اسباب تفوق فصائل المقاومة
تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات العدو المتوغلة في مختلف مناطق ومحاور التقدم والمواجهة.. وفي هذا السياق، يشهد حي الزيتون بمدينة غزة شمالي القطاع مواجهات شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، في تطور يرى خبراء عسكريون أن المقاومة مستعدة له.
وما توثقه وتبثه فصائل المقاومة من مشاهد للعمليات النوعية التي ينفذها المجاهدون الأبطال تؤكد مستوى الاحتراف القتالي الكبير الذي يتمتع به المقاومين.. وفي سياق استمرارية تنفيذ العمليات النوعية من جانب أبطال المقاومة الفلسطينية والتنكيل بالقوات الصهيونية المتوغلة في قطاع غزة، نشرت كتائب القسام أمس الأول، مقطعاً مصوراً يظهر مجاهديها وهم يقصفون بقذائف الهاون قوات صهيونية إثر معارك جنوب حي الزيتون، كما أظهر المقطع إجلاء الطيران المروحي الصهيوني للقتلى والجرحى.
وفي تعليقهم على هذه التطورات، يؤكد خبراء عسكريون أن المقاومة الفلسطينية تملك قدرات تمكنها من التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة مجدداً في حي الزيتون وجباليا شمال قطاع غزة، لأنها تعمل وتنشط في بيئة صديقة تعرف مداخلها ومخارجها، وأيضاً لأنه يسهل على المقاومين رصد القطاعات الإسرائيلية الثقيلة عندما تتوغل وتتقدم في المدن الفلسطينية.
كما أن المقاومة لديها إمكانيات ومعلومات استخباراتية دقيقة جدا لرصد القوات الصهيونية خلال دخولها وخروجها، وهو ما أظهرته عمليات التصوير التي تبثها فصائل المقاومة، كما جرى في محور نتساريم.
وأشار الخبراء العسكريون إلى أن كتائب القسام استخدمت في عدد من عملياتها الأخيرة الهاون "عيار 60 مليمتر" والذي يصلح للاشتباكات في منطقة قريبة جدا.. مشيرين إلى أن هذا السلاح خفيف ويحمل بسرعة، كما يستخدم لشل المنطقة المستهدفة بشكل كامل.
وفي المقابل، يقول الخبراء العسكريون ان قوات العدو الصهيوني تفتقد إلى القطاعات الكبيرة التي تمكنها من التوغل في حي الزيتون وبقية المناطق، وخاصة تلك التي تتقدم إلى اليمين وإلى اليسار.
وأوضحوا أن جيش الاحتلال لديه 13 فرقة، أغلبها مشغولة في مناطق أخرى، وإذا أراد أن يتوغل من جديد في المناطق الشمالية من قطاع غزة، فهو يحتاج إلى قطاعات أكبر من لواء ناحال.. لافتين إلى أن قطاعات الاحتياط تكون قدراتها القتالية ضعيفة بالمقارنة مع القوات النظامية.
وعلى صعيد متصل، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر في جيش الاحتلال الصهيوني قولها إن حركة حماس أعادت تنظيم قواتها بحي الزيتون، مشيرة إلى أن ذلك يعرض قوات جيش الاحتلال في محور نتساريم للخطر.
خلل كبير
إلى ذلك، يرى خبراء عسكريون أن جيش العدو الصهيوني يعاني من إشكال حقيقي في العمليات العسكرية التي يقوم بها في مختلف مناطق قطاع غزة، على المستويين الاستراتيجي والعملياتي.
وأكد الخبراء بان هناك خللا كبيرا جدا في الاستراتيجية الإسرائيلية التي وُضعت للتعامل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، والدليل أنه لم يتم القضاء عليها كما كان يزعم قادة الاحتلال، ولم يتم تحرير الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، مما يعني أن الأهداف العسكرية التي وضعها جيش الاحتلال لم يتحقق منها أي شيء يذكر.
وأشار الخبراء إلى تصريح يسرائيل زيف، المدير السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي وكان قائد فرقة غزة، والذي قال فيه "إن القيادة السياسية جعلت إسرائيل تتحول إلى بلطجي في المنطقة لا يمكن السيطرة عليه نتيجة القتل والتدمير في غزة". وأضاف أن "رئيس الوزراء نتنياهو يضرب في كل مكان وفي كل الاتجاهات دون أن يحقق أي شيء".
وعن ازدياد وتيرة عمليات المقاومة الفترة الأخيرة، يربطها الخبراء العسكريون بتوغل جيش العدو الصهيوني في رفح جنوبي قطاع غزة، وبتوغله في المحور الشمالي من القطاع وخاصة في الزيتون وسط مدينة غزة.. لافتين إلى أن الجيش الأميركي قدم نصائح لنظيره الإسرائيلي من أن البقاء داخل مدن غزة سيسبب له استنزافا كبيرا جدا، وهو ما حدث للقوات الأميركية في العراق بعد عام 2003.
وأوضح الخبراء ان بقاء الجيش الإسرائيلي داخل القطاع سيكبده خسائر كبيرة جدا.
وأشاروا -في السياق ذاته- إلى أن كتائب المقاومة في مدينة رفح لا تزال بكامل عدتها ومتحصنة بشكل جيد، ويمكنها أن توظف الأنفاق والبناء بشكل صحيح للوصول إلى تحقيق أهدافها.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلت -عن مصادر في جيش العدو- أن حركة حماس ستبقى برفح حتى لو استمرت العمليات العسكرية في المدينة كلها، وأنه لا توجد حلول سحرية.
انسحاب جزئي
النتيجة الحتمية لصمود وثبات واستبسال أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتصديهم الشجاع لزحوفات قوات العدو الصهيوني المتوغلة في القطاع، هي النصر المبين وهزيمة جموع المعتدين وزوال كيان المحتلين الغاصبين.
فبرغم القصف المتواصل الجوي والبري والبحري الذي يمارسه جيش العدو الصهيوني في حربه العدوانية الهمجية التي يشنها على قطاع غزة وتعمده تدمير القطاع تدميراً شاملاً وكاملاً بقصف واستهداف الحجر والشجر والبشر دون استثناء وباستخدام مختلف الأسلحة الحديثة والفتاكة بما فيها المحرمة دولياً، ورغم الدعم اللامحدود والمتواصل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ولوجستياً وكذلك المشاركة المباشرة في هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة، برغم ذلك كله لم يستطع العدو الصهيوني وداعميه من قوى الاستكبار والطغيان أن يحققوا شيئاً من أهدافهم التي أعلنوها في بداية العدوان، فلم يستطيعوا أن يدمروا قدرات المقاومة ناهيك عن القضاء عليها، كما لم يستطيعوا استعادة أسيراً واحداً من أسراهم المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة سوى من أطلقت المقاومة سراحهم في صفقة تبادل الأسرى..
وفي هذا السياق، وللشهر الثامن على التوالي تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة تصديها لجيش العدو المتوغل في قطاع غزة والتنكيل بقواته في مختلف مناطق ومحاور التقدم والمواجهة وتكبيدها المزيد والمزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.
وفي سياق المعارك الدائرة في حي الزيتون بمدينة غزة، نقلت وسائل إعلامية عن قائد ميداني في المقاومة، قوله إن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي انسحب بشكلٍ جزئي من محيط مستوصف الزيتون بعد معارك عنيفة مع المقاومة جنوبي مدينة غزّة.
وأشار القائد الميداني إلى أن المقاومة استهدفت في اليومين الماضيين، القوات التي كانت متموضعة في محيط مستوصف الزيتون بقذائف الهاون والصواريخ المُضادة للدروع مما أجبرها على الانسحاب بشكلٍ جزئي من محيط مستوصف الزيتون.
عودة المعركة إلى بداياتها
إلى ذلك، كشف كيان الاحتلال الصهيوني، السبت الماضي، كواليس المواجهات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.. جاء ذلك بعد نحو 5 أيام من عدوانه على رفح، اخر ملاجئ سكان غزة.
واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي بالقناة العبرية ال14 اطلاق المقاومة الفلسطينية للصواريخ بعد 7 اشهر وبنفس القوة التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب يعيد الوضع إلى بدايات "طوفان الأقصى".. مشيراً إلى أن هذه التطورات تعكس فشل الاحتلال بتحقيق أي هدف من العدوان على غزة.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن التغطية لمعارك رفح تتزامن مع تعثر الاحتلال في تحقيق تقدم عقب اقتحامه لمعبر رفح وتعرض قواته هناك لكمائن وهجمات غير مسبوقة.
وتخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك شرسة ضد قوات الاحتلال المتوغلة شرق رفح منذ عدة أيام.. واظهرت مقاطع فيديو لحظة استهداف المقاومة لدبابات إسرائيلية وقوات تمركزت في منازل برفح.
وعمليات التنكيل بالقوات الصهيونية خلال المواجهات المباشرة تزامنت أيضاً مع قصف صاروخي من جانب المقاومة الفلسطينية طال مستوطنات عدة بغلاف غزة وخارج الغلاف وابرزها مستوطنة بئر السبع التي لم تصلها الصواريخ منذ اشهر.
واعترف جيش الاحتلال بسقوط عشرات الصواريخ اطلقت من مناطق متفرقة من غزة أبرزها رفح على المستوطنة الأهم "بئر السبع".
27 قتيلا وعشرات الإصابات بصفوف العدو في رفح
اعترفت مصادر في كيان الاحتلال الصهيوني، السبت الماضي، بسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قواته بالتزامن مع احتدام المواجهات في رفح، جنوب قطاع غزة.
وافادت وسائل اعلام عبرية بأن نحو 27 قتيلا سقوط بينهم ضباط إضافة إلى عشرات المصابين منذ بدء الهجوم على شرق رفح قبل عدة أيام.
وأشارت تلك الوسائل إلى أن جيش الاحتلال يتكتم على أعداد الضحايا رغم التكلفة الباهظة التي يدفعها جيش الاحتلال بتوغل محدود شرق رفح.
وكانت المقاومة الفلسطينية نشرت مقاطع فيديو تظهر لحظات استهداف جنود وآليات عسكرية للعدو الصهيوني في رفح، إضافة إلى مقاطع أخرى تتضمن تفجير انفاق بقوات كبيرة للعدو خلال محاولتها تنفيذ عمليات اقتحام شرق رفح.
وهذه الحصيلة المرتفعة من القتلى والمصابين في صفوف قوات الاحتلال تعد كبيرة نظرا لحجم التوغل المحدود في شرق مدينة رفح وفي مناطق مفتوحة أصلا.
وكانت قيادات في المقاومة الفلسطينية توعدت الاحتلال بمعارك لم يسبق له ان شهدها من قبل، وان رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال.
يوم أسود على العدو
الجمعة الماضية كان يوما أسود على جيش وكيان الاحتلال الصهيوني، حيث شهد عمليات نوعية لأبطال المقاومة الفلسطينية، تم فيها التنكيل بإعداد كبيرة من القوات الصهيونية خلال توغلها المحدود شرقي مدينة رفح.. وبثت كتائب القسام مشاهد للمعارك التي خاضها مجاهدوها في مواجهة جيش الاحتلال شرقي مدينة رفح.. وقصفت كتائب القسام مدينة بئر السبع المحتلة -التي تبعد عن قطاع غزة نحو 40 كيلومتر- بدفعتين من الصواريخ لأول مرة منذ ديسمبر الماضي، وذلك ردا على المجازر بحق المدنيين.
وأعلنت كتائب القسام إنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة.
وبثت كتائب القسام مشاهد للمعارك التي خاضها مجاهدوها في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني.. وأظهرت المشاهد استهداف عناصر القسام لقوات إسرائيلية تحصنت في منازل بالرشاشات والقذائف المضادة للتحصينات، فضلا عن استهداف دبابات إسرائيلية توغلت شرق رفح، وإصابتها بشكل مباشر.
وقبيل تنفيذ هذه العمليات النوعية، كان احد مجاهدي القسام قد وجه رسالة نارية لرئيس وزراء كيان الاحتلال ولكافة قادة وضباط وجنود جيش العدو الصهيوني، قائلاً: "ها نحن جالسون نعد لكم أصنافا من الموت".
في وقت سابق من ذات اليوم (الجمعة الماضية) كانت كتائب القسام قد أعلنت انها أوقعت قوة إسرائيلية بكمين محكم بعد تفجير حقل ألغام معد مسبقا داخل موقع ثكنة "سعد صايل" شرق رفح، مشيرة إلى إيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح.
وكشفت القسام عن استهداف دبابتين إسرائيليتين بقذائف "الياسين 105" في محيط الثكنة نفسها، وتدمير ناقلة جند إسرائيلية واشتعال النيران فيها بمحيط الموقع ذاته، إضافة إلى ضرب دبابة ثالثة في منطقة أبو حلاوة شرقي رفح.
ويتزامن عرض المشاهد مع إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن مقتل 4 جنود وإصابة 2 بجروح خطيرة أحدهما ضابط من لواء ناحال في معارك قطاع غزة.
كما بثت القسام في ذات اليوم، صورا لقنص جندي إسرائيلي بحي الزيتون في مدينة غزة، إضافة إلى مقاطع لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تظهر قصف مقاتليها جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة شرق رفح.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن بئر السبع تعرضت لوابل من 15 صاروخا، وأدى القصف إلى إصابات بين الإسرائيليين وتضرر للأبنية، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ أطلقت من رفح ومن وسط غزة، وأضاف أن بعضها سقط في مناطق مفتوحة.
من جهتها قالت القناة ال14 الإسرائيلية إن حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل بالقوة نفسها التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب.
وفي مدينة غزة شمالا، بثت كتائب القسام مشاهد تظهر قنص أحد مقاتليها جنديا إسرائيليا جنوب حي الزيتون.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس انها قصفت بقذائف الهاون جنودا إسرائيليين وآلياتهم المتوغلة في محيط مستوصف الزيتون بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
كما بثت سرايا القدس مشاهد قالت إنها تظهر إسقاط طائرة إسرائيلية مسيّرة من نوع "سكاي لارك" والسيطرة عليها.
واوضحت سرايا القدس أن إسقاط المسيرة الإسرائيلية تمت في سماء مدينة غزة.
وأظهرت المشاهد أحد المقاتلين وهو يعرض المسيّرة الإسرائيلية التي تم إسقاطها والسيطرة عليها.
وكانت السرايا قد نشرت قبل أيام صورا قالت إنها لسيطرتها على مسيّرة "سكاي لارك" المطورة في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود الأربعة قتلوا في تفجير عبوة ناسفة شمالي القطاع، وينتمي القتلى الأربعة إلى وحدة ناحل.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أمهات جنود إسرائيليين عادوا إلى القتال في شمال قطاع غزة قولهن إن أبناءهن يشعرون بإحباط متنام ولا يثقون في القيادة الإسرائيلية.
وأعربت أمهات جنود الاحتلال عن مشاعر الإحباط التي تنتابهن جراء تلاعب السياسيين الإسرائيليين بحياة أبنائهن الذين يقاتلون في قطاع غزة.
وفي السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم الجمعة الماضية، جعلت منه يوماً أسودا على جيش الاحتلال الصهيوني.. مشيراً إلى أن ما ظهر من قدرات وإمكانات كتائب القسام في هذه المقاطع يعطي صورة جزئية وليست كاملة عما تمتلكه القسام.
ولفت الدويري إلى أن ما تم خلال يوم الجمعة الماضية، أعطى صورة واضحة لإدارة ناجعة للمعركة الدفاعية وبعد احترافي، غُلِّف في النهاية برسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية، عبر اختيار بئر السبع كهدف للقصف.
واعتبر الدويري التقديرات الإسرائيلية باستمرار العملية في رفح جنوبي قطاع غزة، شهرين، هي مجرد توصيف مبدئي وتقدير موقف أولي لابد منه في أي خطة عسكرية يتم وضعها.
وأوضح الدويري أن هذه التقديرات تتم بناء على تقدير يتناول الأبعاد السياسية في المستوى الأعلى، إضافة إلى الأبعاد الاستخبارية والعملية واللوجستية.. مشيراً إلى أن ذلك يستهدف تكوين تصور عام من خلال توقع للمآلات يستند لمرتكزات أهمها حجم القوة وطبيعة المناورة في الميدان.
ولفت الدويري إلى أن معارك خان يونس التي استمرت 4 أشهر، لم تحقق أهدافها، وكذلك الحال في بيت حانون، فبعد 6 أشهر من المعركة البرية في تلك المناطق لا تزال الاشتباكات والمواجهات المحتدمة والمعارك الضارية تجري فيها.
إعادة تنظيم
من ضمن جملة الدلائل والبراهين التي تؤكد وتوضح حجم الفشل الذريع الذي مني به جيش الاحتلال الصهيوني في عملية توغله البري داخل قطاع غزة، وعجزه الفاضح عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة، ما تكبده ويتكبده من خسائر فادحة وكبيرة ومتوالية في الأرواح والعتاد، بالإضافة إلى ما تظهره المقاومة الفلسطينية من قدرات نوعية واحتراف قتالي كبير واستمرار المقاومة في نصب الكمائن وتنفيذ العمليات النوعية والاشتباكات مع العدو والتصدي له في مختلف محاور التقدم والتوغل في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أشارت وسائل إعلام صهيونية إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية أعادت تنظيم قواتها وسط قطاع غزة. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولها إن حركة حماس أعادت تنظيم قواتها بحي الزيتون وسط قطاع غزة.. مشيرة إلى أن ذلك يعرض قوات الجيش الإسرائيلي في محور نتساريم للخطر، في حين أعلنت فصائل المقاومة استهداف قوات إسرائيلية في مناطق مختلفة.
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن حركة حماس ستبقى في رفح حتى لو شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في المدينة برمتها، مضيفة أنه لا توجد حلول سحرية للتأثير على حماس.
موطئ قدم للتوسع
الهدف الرئيسي لسيطرة قوات الاحتلال على معبر رفح، الهدف هو عزل قطاع غزة بشكل كامل، بالإضافة إلى أن السيطرة على هذا المعبر الهام الذي يعد سياديا، ستساعد في إنهاء سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على المنطقة.
وعندما سيطرت قوات الاحتلال على معبر رفح، أشار خبراء عسكريون إلى أن القطاعات الآلية والمدرعة التي شاركت في السيطرة على المعبر، ستستخدم لأغراض الإحاطة والتطويق والحصول على موطئ قدم في مدينة رفح، لتوسعة العملية العسكرية واستهداف مناطق أخرى في مدينة رفح.
لكن المقاومة ردت على خطوة العدو ومحاولاته التقدم والتوغل شرق رفح، واشتبكت مع قوات العدو التي حاولت التوغل كما قصفت بالهاون مواقع تجمع آليات العدو.
ترتيب مع الجانب المصري
وعن طبيعة العملية المحتملة في رفح، قال خبراء عسكريون انها تحتاج إلى ترتيب مع الجانب المصري بشأن دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.. وتساءل الخبراء عن الطريقة التي ستدخل بها قوات الاحتلال بأسلحة ثقيلة إلى منطقة شرق رفح.. لافتين إلى ان تساءلاتهم لا أحد يملك إجابة عليها سوى الجانب المصري.
سندك هيبة جيشكم
وكانت كتائب القسام قد نشرت يوم الخميس الماضي، مقطعاً مصوراً يظهر استعدادها لمواصلة الحرب..
وأظهر الفيديو -الذي حمل "سندك هيبة جيشكم"- مقاتلي القسام وهم يجرون عمليات الرصد وتذخير بطاريات الصواريخ وقذائف الهاون تمهيداً لإطلاقها.
وتناول المقطع عملية إطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون في جهات مختلفة، وذلك بتنظيم عسكري لافت في إحدى مناطق قطاع غزة.
وجاء الفيديو بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي القطاع، والذي قالت حماس إنه لن يكون نزهة، مؤكدة أنها ستلحق بالإسرائيليين هزيمة لا تقل عن تلك التي ألحقتها بهم في مختلف مناطق غزة.
إحصائية قتلى العدو
يوماً بعد آخر ترتفع حصيلة القتلى والمصابين في صفوف جيش العدو الصهيوني، لكن العدو يتكتم على العدد الحقيقي والكبير لقتلاه ومصابيه، وما يعترف به هو 10٪ فقط حسب ما يؤكد ذلك خبراء عسكريون ومتابعون لطبيعة سير معارك المواجهة وللعمليات النوعية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو الصهيوني على مدى أكثر من سبعة أشهر.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزارتي الدفاع والتأمينات في كيان الاحتلال الصهيوني أنه منذ 7 أكتوبر 2023، قتل 1533 إسرائيليا، منهم 822 مدنيا، و711 من أفراد القوات الإسرائيلية بكل قطاعاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.