بدأت صباح اليوم الاثنين أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و14 متهما آخرين في مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة في قضية التحريض على قتل متظاهرين. وأصدر قاضي محكمة جنايات القاهرة قراره بتأجيل القضية إلى الثامن من يناير المقبل، للإطلاع على المستندات. وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية المصرية وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى مقر محبسه بسجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية. وأوضح أنه فور هبوط المروحية التي كانت تقل الرئيس المعزول بمهبط الطائرات بسجن برج العرب, تم اقتياده على الفور إلى مقر محبسه وسط إجراءات أمنية مشددة. فيما أكد مدير أمن الاسكندرية اللواء أمين عز الدين أن مقر سجن برج العرب مؤمن بشكل كامل من كافة المداخل والمخارج وبالاشتراك مع القوات المسلحة. وقال عز الدين "إن كافة المناطق المحيطة بالسجن مؤمنة بقوات من الأمن المركزي والقوات المسلحة، وداخل السجن فهناك تأمين كامل للأسوار والمناطق المحيطة به مؤمنة بمدرعات تابعة للقوات المسلحة والأمن المركزي". وكان مدير أمن القاهرة أعلن في وقت سابق اليوم وصول مرسي وسبعة من المتهمين إلى مقر المحاكمة بينما يحاكم 7 آخرون غيابيا. ورفعت الجلسة للمرة الثانية بعد استأنفها بدقائق بعد مشادات داخل القاعة، بسبب رفض الرئيس السابق ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء وتعالي الهتافات من المتهمين المنددة بالمحاكمة. وفي سياق مجريات المحاكمة طالب مرسي القاضي بإخلاء سبيله ليمارس مهام منصبه كرئيس للبلاد.. مشيرا إلى أنه متواجد في هذا المكان قسراً وبالقوة، كما انفرد رئيس هيئة الدفاع د. سليم العوا بالرئيس المعزول لتهدئته بعد هتافه ضد العسكر. من جانبه دعا القيادي في جماعة الاخوان عصام العريان والذي يحاكم مع مرسي لاتهامه بقتل المتظاهرين، إلى محاكمة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.. ووصف المحكمة بأنها غير دستورية. واتهم القيادي الإخواني محمد البلتاجي وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بأنه وراء عمليات القتل. من جانب آخر أكد رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور أحمد الأنصارى إن غرفة العمليات المركزية بالهيئة تلقت بلاغات عن وقوع عدد من الإصابات خلال الاشتباكات الجارية بمناسبة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى بلغت 4 اصابات على مستوى الجمهورية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية اليوم عن الأنصارى قوله: لم يتم تسجيل أى حالة وفاة جراء الاشتباكات.. مبيناً أن المحافظات التى شهدت إصابات هى القاهرة، الاسكندرية، الشرقية. وأضاف إنه تم نقل المصابين الى مستشفيات: الهلال بالقاهرة، جامعة الزقازيق بالشرقية، الميرى بالاسكندرية.. مشيراً الى أنه يوجد 13 مصابا قد تم إسعافهم داخل سيارات الاسعاف فورا وغادروا بعد استقرار حالاتهم. وأفاد الأنصارى بأن جميع الإصابات طفيفة كاختناقات بسبب الغاز المسيل للدموع، وبعض الجروح البسيطة. إلى ذلك قال المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء المصري شريف شوقي، إنه لا صحة مطلقًا لما يتردد من إشاعات حول تعطيل العمل ببعض مرافق الدولة، والمصالح الحكومية، اليوم، بسبب بدء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف شوقي في تصريحات صحفية الليلة الماضية "إن العمل سيسير بشكل طبيعي تمامًا وفق مواعيد العمل الرسمية كأي يوم عادي، كما أن موعد سريان حظر التجول كما هو لم يطرأ عليه أي تغيير". وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري اليوم بياناً رفض فيه محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، مؤكدا تمسكه بالشرعية والحفاظ على إرادة الشعب. ورأى التحالف في بيانه "أن مد أجل القضية لمدة شهرين يؤكد خشية الانقلابيين من استمرار الحشود الهائلة التي خرجت اليوم لرفض المحاكمة وعجز قادة الانقلاب عن أيجاد مبرر ﻹقناع الشعب بهذه المحاكمة الباطلة".. بحسب بيان التحالف. ودعا التحالف إلى النزول غدا للمشاركة في مليونية "العالم يحيي صمود الرئيس" في جميع ميادين مصر وأمام السفارات والقنصليات المصرية في مختلف دول العالم. هذا وعادت الحركة المرورية إلى طبيعتها بشارع رمسيس بعد توقفها لنحو نصف ساعة جراء الاشتباكات التي دارت بين أنصار الرئيس المعزول وقوات الأمن، وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على الموقف. وكان محيط مسجد الفتح برمسيس قد شهد اشتباكات بين قوات الأمن ومؤيدي مرسي وذلك في أعقاب انتهاء الجلسة الأولى لمحاكمته مع قيادات من جماعة الإخوان في قضية أحداث الاتحادية. وفي سياق متصل، شهد الهدوء محيط دار القضاء بعد توقف الاشتباكات بين مؤيدي مرسي والمؤيدين للقوات المسلحة. وقطع العشرات من أنصار مرسي الطريق الدائري بين المعادي والجيزة، باستخدام قطعا خشبية وإطارات مشتعلة, احتجاجا بدء اولي جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي. وكان أنصار مرسي قد تظاهروا صباح اليوم لبعض الوقت في محيط المحكمة الدستورية العليا بطريق كورنيش النيل بالمعادي وقطعوا طريق الكورنيش في الاتجاهين لبعض الوقت قبل أن يتجهوا إلى مطلع الطريق الدائري باتجاه الجيزة. وتأتي هذه التظاهرات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم مؤيدين لمرسي بالتظاهر اليوم بالتزامن مع أولى جلسات محاكمته, بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية في شهر ديسمبر الماضي. وشهد محيط منزل الرئيس المعزول محمد مرسي بالزقازيق اشتباكات، اليوم، بين مؤيديه ومعارضيه حيث تبادلوا التراشق بالطوب والحجارة دون وقوع إصابات أو تلفيات بالمنشآت. وكان الجيش المصري قد اعلن حالة الاستعداد القصوى تزامنا مع بدء محاكمة مرسي.. وتعهد "بالحسم" في مواجهة أي اقتحام للسجون أو المرافق العامة. وقررت السلطات المصرية فجأة نقل مقر المحاكمة من مجمع سجون طرة، جنوبي القاهرة، إلى أكاديمية الشرطة، شرقي المدينة. وأعلنت أسرة الرئيس المعزول عدم حضورها المحاكمة "لعدم شرعيتها". ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن أسامة مرسي، نجل الرئيس المعزول، قوله إن العائلة لا تعترف بشرعية المحاكمة.. وقال أسامة إن والده "مختطف .. ويجرى احتجازه رهينة". يذكر أنه في شهر ديسمبر من العام الماضي اندلعت تظاهرات حاشدة رفضا للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره مرسي في 21 نوفمبر 2012 والمتضمن تحصينا لقراراته من الطعن عليها قضائيا. ويواجه مرسي و14 آخرون من قادة الإخوان المسلمين، اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين، وهى تهمة تبلغ عقوبتها القصوى، وفق القانون الجنائي المصري، الإعدام. واعتبرت منظمة العفو الدولية محاكمة مرسي "اختبارا" للحكومة المصرية التي نصبها الجيش بعد عزل مرسي. وقالت المنظمة في بيان رسمي أمس الأحد إنه يجب أن تضمن السلطات المصرية حضور مرسي المحاكمة مع ضمان كل حقوقه في الدفاع عن نفسه. وقال البيان إنه لابد من ضمان محاكمة نزيهة للرئيس المعزول بما في ذلك "حقه في تفنيد الأدلة الموجهة ضده في المحكمة".. وترى المنظمة أن عدم تحقق ذلك "سوف يثير علامات استفهام حول دوافع المحاكمة".