الباص الفوكسي: شبح الموت يطارد عدن و يرعبها!    في عملية نوعية: الحزام الأمني يداهم وكراً ويقبض على مختطفي المقدم عشال    الخطوات النهائية لصرف المبالغ للموظفين العسكريين والمدنيين المبعدين في اليمن    "الحوثي بؤرة مريضة، بؤرة سرطانية لا علاج لها إلا بالكيماوي".. صحفي ينتقد سياسات الحوثي: "التنازلات والتطبيل الدولي لا تحل المشكلة"    يورو2024 : فرنسا تسقط البرتغال بضربات الترجيح    كريستيانو رونالدو والبرتغال يخسرون فرصة التأهل بعد مباراة مثيرة مع فرنسا    صاعقة رعدية تصيب ثلاثة جنود في جبهة الضالع    انتشار أمني كبير في عدن..ماذا يجري؟    "كلما سقط الحوثي يصنع كذب وأوهام ليحتفظ بأنصاره الموهومين بأكاذيبه"..الوية العمالقة تشن هجوما على الحوثيين وتفضحهم    مونتيلا: لن نتاثر بسبب ايقاف ديميرال    كيف تعرف الشخص الذي يغار منك ويحسدك؟.. باحث ومستشار سعودي يجيب "فيديو"    - ابتسام محمد أول يمنية عضوا في مجلس العموم البريطاني    اولمو أفضل لاعب في مباراة ألمانيا وإسبانيا    إشادة جنوبية واسعة بدور أبو مشعل الكازمي وقواته    لم تكن تعاني أي أمراض.. سعودية سافرت إلى عيادة شفط الدهون بمصر فخرجت جثة هامدة وزوجها يكشف تفاصيل صادمة    بعد برنامج حافل.. وفد الإصلاح ينهي زيارته للصين    واقعة مؤلمة.. طفل يقتل والدته في مارب خلال حادثة عبث بالسلاح    أول مشهد لوصول الحجاج إلى مطار صنعاء الدولي بعد رضوخ الحوثي ورفع الحجز عن الطائرات    تدخل قوي من توني كروس يخرج بيدري مصاب من المواجهة الألمانية الإسبانية    الشعيبي والارياني يزوران الفنان عوض احمد للاطمئنان على صحته    برعاية ماسية من «كاك بنك».. عدن تتجمل بحفل احيائي بهيج لليالي سبستون    تظاهرات في مارب وتعز تضامنا مع غزة وتنديدا بجرائم الاحتلال    عصابة تسرق محل ذهب في الحديدة    البنك المركزي يوقف تراخيص 5 من شركات ومنشآت الصرافة المخالفة    148 منظمة مدنية: الحديث حول مبادلة قحطان بمسلحين تجاوز صارخ لقوانين العدالة    إعلامي سعودي: المتطرف دينيا إذا أعطيته شبرآ طالبك بألف متر    اليمن كانت على علاقة اقتصادية مع بني إسرائيل    عاجل: بيان صادر عن الحزام الأمني بعدن: القبض على مطلوبين في قضية عشال واستشهاد جندي    كاتب سياسي: لا تسمحوا بأن تتحول قضية الجعدني العادلة إلى شرارة للفتنة    صنعاء .. تدشين العام الدراسي باعتقال وكيل وزارة التربية والتعليم    مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل    نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية    بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة!    "كفاكم إساءة للمقام النبوي الشريف" (2)    وفد الإصلاح الزائر بكين يزور عددا من المصانع والمؤسسات الصينية    انطلاق اعمال الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث سياسة مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي    النفط يتراجع وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة    دور "محمد علي باشا" في إنقاذ اللغة العربية من الطمس على يد الخلافة العثمانية    القراءة في زمن الحرب    وفاة طفل وإصابة والديه بحروق بليغة إثر حريق في مخيم للنازحين بحجة    البنك المركزي يوقف تراخيص 5 من شركات ومنشآت الصرافة المخالفة    إقامة معسكر خارجي لمنتخب الشباب استعدادا للتصفيات الآسيوية    هل سيتم ضرب مطار عدن او هناك    مجازر مستمرة في غزة والمقاومة تواصل تصديها للاحتلال على كافة المحاور    إنتر ميامي يحصد فوزه الرابع تواليا بدون ميسي    عيدورس الزبيدي بانتظار دونالد ترامب    الحوثيون يفرضون على طيران اليمنية أمراً لا يصدق!    محافظة جنونية تشهد معجزة خارقة للشيخ عبد المجيد الزنداني    وفد قريش يصل إلى العاصمة صنعاء !    قناة السعيدة تنسب كلمات أغنية "غلط ياناس تصحوني وانا نايم" للفنان الراحل فيصل علوي    العرب وتقارب القنفذ    تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا    إثر احتجاز المليشيا للطائرات.. الحكومة تعيد الحجاج العالقين إلى مكة للإقامة على نفقتها    "اقتحام وسطو واختطاف".. مؤسسات الأدوية في مرمى الاستهداف الحوثي    توجيهات مباشرة من الرئيس العليمي بشأن حجاج اليمن العالقين بالسعودية بعد اختطاف الحوثيين طائرات نقلهم    بلقيس فتحي تُثير الجدل مجدداً: دعم للصحراء المغربية يُغضب ناشطين يمنيين ويُعيد موجة مقاطعة سعودية    لودر: كارثة بيئية تلوح في الأفق مع غرق الشارع الرئيس بمياه الصرف الصحي وتهديد كارثة وبائية    الدحابشه يحقنون شعب الجنوب العربي بمواد مسرطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفأر
نشر في نبأ نيوز يوم 19 - 11 - 2008


- بقلم:لؤي يحيى عبد الرحمن الارياني -
عندما تواجه الشعوب أوقات عصيبة, وتحاصرها المشاكل من جوانب عديدة فإنها عادة ما تستعين بقراءة تاريخها.. تبحث فيه عن حكمة الأجداد العظماء وتحاول أن تستلهم من ماضيها ما تواجه به حاضرها ومستقبلها.. ومن الجميل والمؤثر أن أجدادنا الطيبين تركوا لنا رسالة تحذير لكل الأجيال وكل العصور, تركوا لنا- على طريقة شفرة دافنشي- رسالة رمزية تحذرنا وتدق نواقيس الخطر في عقولنا..
ترك لنا الأجداد تلك الأسطورة الرائعة التي أرادوا تحذيرنا من خلالها ولكننا تهنا في الساعة السليمانية التي امتدت بنا عشرات السنين, حذرنا أجدادنا ببساطة من الفأر!! الفأر كان العدو الذي تسبب في تدمير حضارتهم وهو العدو الذي نواجهه اليوم.. وإن كنا لم نستطع في وقت سابق أن نعرف شكل وحجم هذا الفأر الذي دمر حضارة أبناء قحطان فإنه اليوم أصبح أوضح ما يكون.. أصبحت ملامحه القبيحة واضحة جلية بل إنني ومن خلال السطور القادمة أستطيع أن أصف لكم تلك الملامح مع التأكيد على أن الفأر وإن كان قد أصبح ضخما ذو ملامح شرسة بالفعل إلا أنه بالتأكيد ليس إلا فأرا حقيرا.
أول تلك الملامح وأشرسها هو ذلك الذي يزور اليمنيين في كوابيسهم, الفساد.. ذلك الوحش الذي لا يحمل ملامحاً, فالجميع يتهم الجميع بالفساد.. هل هو السيارات والبيوت الفارهة للمسئولين- حيث اعتدنا على الإشارة إلى أي بيت فخم ونعت صاحبه بالسارق؟!- أم انه تلك الرشاوى التي يتلقاها صغار الموظفين لتمرير المعاملات؟ هل هو في التحايل في المناقصات؟ أم هو غياب الرقابة وغياب العقاب؟ أمضينا سنيناً طويلة في الحديث عن الفساد دون أن نستطيع حتى تحجيمه برغم أنه قد تحول من ثقب كبير في خزينة الدولة إلى خزينة الدولة بأكملها..
تعددت الأجهزة والهيئات دون أن تحرز تقدما في الحرب على الفساد, بل إنه في حد ذاته أصبح قيمة ايجابية فتجد الفاسد يتفاخر بفساده والنزيه لا يدري أين يخبئ وجهه من الخجل, فيصبح الفساد أسلوباً للحياة يصعب تجاوزه.. عندما لا تسمع عن شخص واحد حوكم بسبب تهمة فساد فاعلم أنك في بلد لا يوجد فيه فاسد واحد أو.. بلد أصبح الفساد فيه في كل مكان.
عندما يكون المسئولين عن الثقافة رجال لم يدخلوا في حياتهم مسرحا ويكون المسئولين عن الثروة السمكية لا علاقة لهم بالسمك إلا خلال ساعة الغداء ويكون المسئولين عن الصحة لا يعرفون عن الصحة إلا أنها أغلى من الذهب, فأنت تواجه مشكلة كبيرة في الإدارة.. هذا غير الكثير من المناصب الهامة التي لا تمثل إلا معادلات توازن بغض النظر عن الكفاءة, ذلك المسئول الذي يخاف من عمل أي شيء كي لا يتهم بالفساد والآخر الذي يقوم بالكثير دون فائدة لأنه فاسد بالفعل, سوء الإدارة يجعل من الفرص الجيدة مجرد نظريات تحتاج إلى مئات السنين من الدراسة من أجل تحقيقها.
قلة العقل! و تتمثل في العديد من السلوكيات والتصرفات, فهذه السطور مثلا ليست سوى هرطقة وتخاريف بل وقلة أدب بالنسبة للبعض حيث أن الحديث في أي شيء سلبي لا يمثل لهم إلا صوتاً مزعجاً.. صوت أظافر تخدش سطح أملس فيقومون بسد آذانهم فورا معتقدين أنهم بهذا سوف ينهون المشكلة من أساسها وللأسف تتمثل قلة العقل في إتباع أسلوب النعامة هذا في حل المشاكل وبأن "البهررة" في وجه أي شخص يتحدث عن أي مشكلة كفيل بحلها, وهناك جانب آخر يرى كل شيء سيئاً وأن أي شخص يتحدث عن شيء إيجابي في البلد فهو يستلم راتب من الحزب الحاكم وسيارة فارهة ويعين هو وأهله وأصحابه في أعلى المناصب وهي أيضا قلة عقل عجيبة, وهذا المبدأ البوشي "من ليس معنا فهو ضدنا" أحد أكبر مشاكل الحياة السياسية في اليمن, فأي سياسي محرم عليه الوقوف في منطقة رمادية أو منطقة وسط.. حتى ولو كانت اليمن تقف في تلك المنطقة!!
ابتليت بلادنا بالكثير من (حمران العيون) يقفون في طريق تقدم اليمن حاملين (صميلا) ضخما حالفين أغلظ الإيمان أن لا يعيش أحد إلا هم ولا يثرى أحد إلا هم ولا يضحك إلا هم, المشكلة أن ضحكاتهم ينتزعونها مباشرة من صدور اليمنيين ومن تعبهم وغربتهم, يستولون على كل شيء دون ترك حتى بعض الفتات, منهم من يشعر أن كلمة الرحمة والقناعة كلمات توجد في قاموس اللغة الروسية وليس العربية فلا يفهمها ولا يتعامل معها ولا يرى في الإنسان إلا محفظة تمشي على قدمين ولا يرى في الفقراء إلا صفقة خاسرة ومنهم من يستطيع بمهارة كبيرة إبقاء المعارك مشتعلة فهو يدرك أن الجماجم التي تتبعثر في كل مكان تتحول بقدراته السحرية إلى أطنان من الذهب والسلاح ومنهم من لا يرى في رعيته إلا تروسا في آلته الضخمة لكسب الأموال ومنهم من يعرف التقنية المعقدة "لحلب القملي" ويخرج القرش "من عين الطاهش"..
هم بالتأكيد من لا يعرفون الإجابة عن سؤال الجغرافيا البسيط: أين تقع اليمن؟؟ فهي بالنسبة لهم لا توجد على الخريطة بل تقع في خزائنهم ولا يستطيعون الإجابة على سؤال التعبير البسيط: ماذا يعني لك الوطن؟.. فكلمة وطن ليست عملة ولا أسهم بورصة وبالتالي لا يعرفونها أصلا.. ولكنهم يستطيعون الإجابة عن سؤالنا الهام حول ملامح الفأر.. فهم يرونه كل يوم صباحا عندما يحلقون لحاهم!!
بشع هو بالفعل ذلك الفأر.. ذلك الفأر الذي رمز به الأجداد للعدو الحقير الشأن الذي إن لم ننتبه له فإن نتائج أفعاله تكون خطيرة للغاية.. رمز به أجدادنا إلى عدم تماسكهم.. إلى عدم تعاونهم وحزمهم في تعاملهم مع مشاكلهم والذي أدى إلى أن شيئا حقيرا كالفأر استطاع أن يفعل بهم ما فعل.. رسالة عبر القرون الطويلة تقول لنا أن نتحد وأن نقف صفا واحدا في مواجهة مشاكلنا.. أن ننتبه ولا نتبلد أمام تلك الاختلالات التي بدأت تقرض حجارة السد من جديد..
أن نرسل رسالة قوية وحازمة إلى كل تلك المشاكل التي عبر عنها بالفأر بأن اليمنيين يرفضون التحول إلى لصوص فاسدين, وأن اليمنيين لن يرحلوا فهنا بيوتهم وأصدقاؤهم وهنا الناس الذين يحبون والشوارع ورائحة البن, هنا الجبال العظيمة التي يتضاءل بجانبها أي متجبر, إن اليمنيين يرفضون الموت فالحياة ممكنة بل والأدهى أن الحياة الجميلة ممكنة وليست من مستحيلات العرب كما يوهمنا البعض, إن اليمنيين يرفضون أن يستمر الفأر في قرض حياتنا ووطننا.. فالحل ممكنا ويكمن في اتحادنا وعزيمتنا الحل يكمن في العمل بجد وإخلاص لهذا الوطن.. محبته والرغبة في أن يعيش اليمن واليمنيون حياة جميلة وهي ليست كلمات إنشائية وإنما أفعال عظيمة.. اليمنيون لا يرون في اليمن إلا بلدا عظيماً تسكنه أعرق الشعوب وأكرمها ولن يعيش إلا في عزة وكرامة.
اليمنيون.. كل اليمنيين, يحرسون السد هذه المرة.. فمن مع الفأر..؟؟؟!!!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.