أعلنت الحكومة اليمنية في اجتماعها الاستثنائي موافقتها على مناقصة مشروع إنشاء منظومة رادارات مراقبة ساحلية ينفذ خلال السنتين القادمتين ويشمل التصاميم والتوريد والتشغيل التجريبي والتدريب المركزي لمراقبة نظام الرادارات في صنعاءوعدن بالإضافة إلى محطتين متنقلتين وستة مراكز تحكم محلية وعدد من المحطات الطرفية بحسب الاحتياج لتشكل منظومة مراقبة لتغطية الخط الساحلي من الخوخة بمحافظة الحديدة "شمالاً" وحتى شقرة بمحافظة حضرموت "شرقاً" مروراً بمحافظة عدن وسواحل بحر العرب "جنوباً" ، وبتكلفة إجمالية بلغت 18 مليون و970 ألف يورو ممولة من الحكومة الإيطالية. وأضافت الأنباء الرسمية أن اتفاقية المشروع الذي يأتي ضمن تطوير نشاط خفر السواحل اليمنى يشمل أعمال الصيانة لمدة سنتين بعد الاستلام. وكان رئيس قوات خفر السواحل الايطالية أكد أواخر كانون الأول "ديسمبر" الماضي أن بلاده ستقوم بتغطية تكاليف المرحلة الثانية من منظومة الرادار البحري في اليمن وبتكلفة تبلغ أكثر من 30 مليون يورو ، في إطار الدعم الإيطالي الدائم والمستمر لقوات خفر السواحل اليمنية ، حيث قامت بتغطية الشواطئ اليمنية بالرادار البحري في مرحلته الأولى ، إضافة إلى دورها الكبير في مجال التدريب والتأهيل والجوانب الفنية. جاء ذلك أثناء اللقاء الذي جمع الجنرال لوتشاينو رئيس قوات خفر السواحل بجمهورية إيطاليا والرئيس علي عبد الله صالح أواخر العام الماضي 2005م الذي بحث معه مجالات التعاون بين اليمن وإيطاليا خاصة في المجالات الأمنية وخفر السواحل ومكافحة الإرهاب ، واصفاً العلاقات اليمنية الإيطالية بأنها تاريخية ومتطورة ، مؤكداً الحرص على تعزيزها وتنميتها وتوسيعها في المجالات كافة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين. وكان نائب السفير الأميركي بصنعاء نبيل خوري "من أصل لبناني" الذي زار محافظة حضرموت "777 كيلو متر شرق صنعاء" أواخر آذار "مارس" الماضي وبحث مع السلطة المحلية هناك إقامة ودعم وتعزيز خفر السواحل اليمنية وحماية السواحل الممتدة لأكثر من ألفين كيلو متر على البحرين الأحمر وبحر العرب من خطر الإرهاب ، وظاهرة التسلل المستمرة وبأعداد هائلة يومياً من القرن الإفريقي إلى سواحل شبوةوحضرموت وتزايد هذه الظاهرة وما تفرزه من مآسٍ إنسانية وكارثية ، وأيضاً ما تحمله من آثار في تنامي التهريب للبشر والمخدرات والسلاح والإرهاب الذي سيعم المنطقة ودول الجوار، إذا لم تتوفر الإمكانيات نظراً لطول السواحل اليمنية ، وأبدى الجانبان تفهماً لهذا الأمر وما له من تداعيات. وكانت مصادر أميركية كشفت في وقت سابق أن الولاياتالمتحدة الأميركية حذرت السفن التجارية والعسكرية من المرور قرب السواحل اليمنية الجنوبية والسواحل الصومالية ، وذلك تخوفا من تزايد أعمال القرصنة التي وقعت لعدد من السفن في الآونة الأخيرة ، مشيرة إلى أنه من الضرورة أن تكون السفن المسافرة بالقرب من هذه السواحل ضمن مجموعات وبحماية عالية وأن تبقى الاتصالات الإذاعيةَ جيدةَ في جميع الأوقات. يذكر أن اليمن تمتلك شواطئ تمتد من ميدي على الحدود السعودية شمالاً إلى نشطون على الحدود مع سلطنة عمان شرقاً على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن تصل إلى أكثر من 2300 كلم