ذكرت مصادر في المعارضة اليمنية أمس أن الرئيس علي عبد الله صالح يسعى لإقناع دول الخليج بإدخال تعديلات جوهرية على المبادرة الخليجية وبما يضمن عدم إلزامه بنقل السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة في وقت تستمر ردود أفعال المعارضة على خطابه الذي وجهه للشعب السبت مطالبة دول مجلس التعاون باتخاذ موقف حازم، وأكدت تأييدها نقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن. وبحسب المصادر فإن الرئيس اليمني بعث وزير خارجيته أبوبكر القربي إلى عدد من العواصم الخليجية لإقناعها بتبني خيار الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة دون الحاجة إلى أن يقوم بنقل السطة إلى نائبه أو مطالبته بإبعاد أقاربه عن قيادة قوات الجيش وقوات الأمن قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
ووفق المصادر ذاتها فان المقترحات الرئاسية تهدف إلى استباق مناقشات مجلس الأمن الدولي لملف الأزمة اليمنية في ضوء التقرير الذي سيقدمه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر والذي ترجح المصادر أن يدعو إلى تنفيذ المبادرة الخليجية بدون أي تعديلات وان أي طرف يرفض الالتزام بالمبادرة سيتعرض لعقوبات.
وأكدت أن الوفد الرئاسي سيسعى إلى إقناع دول مجلس التعاون بالتعديلات المقترحة من الرئيس صالح وعلى غرار المهمة التي استبقت إعلان تفاصيل المبادرة الخليجية في ابريل الماضي والتي كان مشروعها المبدئي ينص على أن يتنحى الرئيس اليمني عن السلطة بصورة فورية وتم تعديل النص بحيث منح صالح مهلة شهر منذ التوقيع على المبادرة قبل أن يقدم استقالته إلى البرلمان.
واعتبرت المصادر تجاهل صالح ذكر المبادرة الخليجية في خطابه أول من أمس ينسجم مع هذه الرغبة التي سينقلها وزير خارجيته خصوصا انه اغضب مستشاريه بسبب رفضه نصائحهم بالقبول بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتجنيب النظام عقوبات دولية.
ردود الأفعال على صعيد آخر، تواصلت ردود الأفعال المعارضة على خطاب صالح حيث اعتبر الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان إنه «استنساخ لخطابات ماضية»، مضيفاً أنه «سبق للرئيس أن أعلن رفضه أن يكون تاكسي تقل الفاسدين والمتمصلحين وأصحاب المصالح وذلك قبيل انتخابات 2006» وأضاف صالح أنه لن يترشح، لكنه تراجع عن ذلك. وسبق له أيضاً أن أعلن ثلاث مرات أنه سيوقع على المبادرة الخليجية ولكنه يتراجع في كل مرة.
وشدّد قحطان على أن المعارضة تؤيد نقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن لإنهاء حالة الجمود. وتابع القول إنه «على العالم أن يدرك أن الرئيس صالح يعد لحرب ونطلب من أشقائنا رفع الحرج عنا ونحن كفيلون بإسقاط بقايا النظام خلال ساعات.
ونحن منحنا أشقاءنا فرصاً لتنفيذ المبادرة الخليجية وتحاشينا أن نكون عقبة في تنفيذها وقبلنا آلية مبعوث الأممالمتحدة وقبلنا بالمبادرة بعد تعديلاتها، وجلسنا للحوار مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية لكي لا نكون عقبة أمام هذه الجهود، لكننا نعتب على إخواننا وأشقائنا في الخليج لعدم تحديدهم موقفاً حازماً من الطرف الذي تسبب في عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية».
وأضاف: »اعتقد أن مجلس الأمن اذا ما تعاطى (مع الملف اليمني) سينهي هذه الحالة من الجمود السياسي»، ورأى أن «المقاربة الأممية أكثر جدية من المقاربة الإقليمية وستكون تتمة لها».
وأفاد قحطان: «أصعب شيء أن نتخيل أن صالح قد يتخلى عن السلطة ... صالح لن ينقل السلطة راضيا مختارا». من جانبه اعتبر أمين عام حزب الحق حسن محمد زيد إعلان الرئيس اليمني انه سيتخلى عن السلطة خلال أيام بانه غير جاد وانه على استعداد لمزيد من القتل الجماعي للشعب اليمني من اجل البقاء في السلطة.
وقال إن «صالح لن يستقيل إطلاقا، وإنما يتلاعب بعامل الوقت من اجل إلهاء باقي الأطراف السياسية، وهو مستعد عبر حلفائه ومن هم موضع ثقته لمزيد من القتل الجماعي للشعب اليمني بطريقة مباشرة، أو عبر قطع كل الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء منذ تسعة شهور».
وأضاف زيد أن صالح في خطابه «كان أكثر تهربا في عملية نقل السلطة بحيث أكد انه سينقلها إلى من يريد هو وهنا مكمن الخطورة، وكأنما هو يحدد مصير اليمنيين في مرحلة الحكم المقبلة بإشرافه ، ولم يكتف بزمنه ولا بعصره ولا بحياته، وإنما يريد أن يحكمنا فيما بعد».