نفت الولاياتالمتحدة رسميا أن تكون علقت مساعداتها لمصر، بينما بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما مشاورات مع فريقه المقرب لمناقشة نتائج الاضطرابات التي تشهدها مصر من عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي. وقالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "لم نتخذ قرارا بوقف مساعدتنا لمصر، نقطة على السطر. لم نتخذ قرارا بوقف كل مساعدتنا لمصر أو بإبطائها، وكل المعلومات التي تؤكد العكس خاطئة بكل بساطة". كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست إن القرارات حول المعونات والمساعدات هي أمور يجري تقييمها على أساس يومي، وبالتالي فإن التقييم قد يتغيّر أو لا يتغيّر. وذكر إرنست أن أوباما أمر بمراجعة المساعدات لمصر بعد العزل العسكري للرئيس محمد مرسي. بدوره نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل اتخاذ أي قرار بوقف أو تعليق المساعدات لمصر. واعتبر المتحدث أن المساعدة "ليست حنفية نفتحها أو نغلقها" لافتا إلى أنها "تقدم في شكل مرحلي وعلى دفعات". وكانت شبكة (سي إن إن) الأميركية نقلت عن مصدر بالكونغرس أن البيت الأبيض طلب مراجعة برنامج المساعدات وإعادة جدولته بما يعلّق فعليا بعض المعونات العسكرية، الأمر الذي يمنح الإدارة الأميركية مرونة في وقف تقديم الدعم إلى القاهرة من دون الاضطرار إلى التصعيد معها سياسياً. وقد ذكر موقع "دايلي بيست" الإلكتروني في وقت سابق أمس أن المساعدة الأميركية لمصر أوقفتها إدارة أوباما "في شكل سري". بدوره، أوضح أحد مساعدي السناتور الديمقراطي باتريك ليهي المسؤول باللجنة الفرعية المشرفة على مساعدة الدول الاجنبية أن تحويل المساعدة العسكرية لمصر قد "توقف". يُشار إلى أن أوباما ندد بالعملية الدامية لفض اعتصامي مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة، وأعلن إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مؤكدا أن موضوع المساعدة لمصر يخضع للتقييم. أشتون التقت السلطة ومعارضي الانقلاب خلال زيارتها القاهرة الشهر الماضي (الأوروبية) وقال محللون إن الإجراء يعني أنه بات لواشنطن القدرة على التحرك في اتجاه قطع المساعدات نهائيا أو مواصلتها بعد حصول تطورات تتيح التوصل إلى قرار حاسم. تحذير مصري في مقابل ذلك, حذر رئيس الحكومة المصرية الولاياتالمتحدة في حال ارتكبت أي خطأ بتعليقها مساعداتها العسكرية السنوية بقيمة 1.3 مليار دولار، مؤكدا أن القاهرة قد تجد حلا لهذا الأمر بدونها. وقال رئيس الحكومة حازم الببلاوي في مقابلة مع محطة (إي بي سي نيوز) الأميركية إنه في حال قررت واشنطن تجميد أو قطع مساعداتها العسكرية لمصر "فهذا يعني إشارة سيئة وسوف تؤثر على الجيش لبعض الوقت". وأضاف "يجب ألا ننسى أن مصر عاشت مع الدعم العسكري لروسيا وقد نجحنا ولن يكون الأمر إذن آخر الدنيا ويمكننا أن نعيش في ظروف مختلفة". الوساطات الدولية دبلوماسيا, قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس إنها مستعدة للسفر مجددا للقاهرة للتوسط مجددا بين السلطة الحاكمة ومعارضيها من أجل إنهاء الأزمة القائمة منذ الإطاحة بمرسي. وقالت أشتون في تصريحات لها ببروكسل إنها أبلغت وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بأنها مستعدة للعودة في حال رغب المصريون في ذلك. وعبرت في الوقت نفسه عن قلق الاتحاد الأوروبي الشديد من العنف في مصر. جاء ذلك بينما يستعد وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي للاجتماع اليوم الأربعاء لمناقشة الوضع في مصر. وفي وقت سابق أمس, بدأ الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان زيارة للقاهرة تستغرق يومين يلتقي خلالها المسؤولين في السلطة الحاكمة لبحث الأزمة.