استطاعت مسابقة الإمارات للتصوير الضوئي في السنوات الأخيرة أن تثبت نفسها كواحدة من أكبر الفعاليات الفوتوغرافية في المنطقة، التي يحرص على المشاركة فيها عدد كبير من محترفي وهواة التصوير الضوئي من مختلف دول العالم، وفي كل عام تعتمد المسابقة ثيمة رئيسية، وفي دورتها السابعة كانت الثيمة بعنوان انعكاسات ثقافية، فكانت النتيجة مزيجاً انسانياً فنياً رائعاً، "الخليج" كانت موجودة خلال توزيع جوائز المسابقة في دورتها السابعة والتقت عدداً من الفائزين فكانت هذه المتابعة: بداية التقينا المصور السعودي محمد الخراري الذي فاز بجائزة أفضل صورة عربية، يقول الخراري: صورتي الفائزة التقطتها في مصر وهي عبارة عن صورة حركية لراقصين صوفيين، اعتمد فيها أن أبرز الحركة من خلال استخدام تقنيات معينة في التصوير منها تبطئة سرعة غالق العدسة، وقد جاءت الفكرة لهذه الصورة من الثيمة الرئيسة للمسابقة "انعكاسات ثقافية"، فذهبت إلى مصر لتصوير هذا النوع من الفنون التراثية الثقافية، الذي يجمع ما بين التراث واللون والحركة السريعة، ويؤكد الخراري ثقته المسبقة بالفوز فقد سبق لأحد أعماله أن عرض في المسابقة في دورة سابقة كأحد الأعمال المميزة، وعن هواية التصوير الضوئي وتكلفتها المرتفعة يقول: "قبل سنوات مضت كانت تكلفة التصوير الفوتوغرافي مرتفعة نتيجة غلاء آلات التصوير وملحقاتها، أما اليوم فقد اختلف الأمر، فيمكن للمرء أن يشتري آلة تصوير فوتوغرافي احترافية بسعر معقول لا يتجاوز سعر جهاز الهاتف المحمول، ولهذا نجد ازدياداً كبيراً في أعداد المصورين الفوتوغرافيين، وكانت النتيجة صوراً رائعة كالتي شاهدناها في معرض المسابقة" . المصور الإماراتي ناصر حاجي مالك حصل على "ميدالية الفياب الذهبية" عن صورة بعنوان دخان، يقول: "لا يستطيع أحد أن ينكر أن مسابقة الإمارات للتصوير الضوئي أخذت مكاناً متقدماً في عالم هذا الفن، وباتت إحدى المحافل المعترف بها دولياً وهذا ما تؤكد عليه كثرة الأعمال المشاركة في مسابقة هذا العام، وقد كان اختيار ثيمة هذا العام اختياراً موفقاً، فكما أن الإمارات تجمع مختلف ثقافات العالم، كذلك مسابقة الإمارات للتصوير، فقد سلطت الضوء على حضارات شتى وأوغلت في التاريخ لتكون النتيجة هذه الصور الرائعة لما أنتجته الإنسانية خلال مسيرتها الطويلة"، وأكد حاجي مالك أن المصور العربي بشكل عام والمصور الإماراتي على وجه الخصوص بات أحد المنافسين المهمين في هذا المجال، يقول حاجي قادر: "تشهد الأعمال العربية التي قدمت هذا العام على المستوى الرفيع الذي وصل إليه التصوير الضوئي في العالم العربي، وفي دولة الإمارات العربية" . أما المصور الكويتي ماجد سلطان فقد استطاع أن يضرب عصفورين بحجر واحد من خلال عمله الإغاثي يقول سلطان: "أعمل في هيئة إغاثية ونقوم بمساعدة المحتاجين في مختلف دول العالم، وخلال رحلاتي هذه لا تفارقني آلة التصوير، فأقوم بتصوير الناس وإيصال معاناتهم للعالم، فلا يكفي أن نقدم لهم وجبة غذائية، بل علينا إيصال صوتهم وشكواهم إلى مختلف دول العالم، وبالنسبة للصورة التي التقطتها فهي كانت أثناء رحلة إغاثية للصومال خلال المجاعة الأخيرة التي ضربته، فالصورة لحائط مهدم نتيجة اصابته بقذيفة متفجرة يقف بجانبه أحد المقاتلين بكامل زيه العسكري وأسلحته القاتلة تبدو عليه علامات الفخر بما أنجزه، فهذا الحائط بدا كأنه جسد الصومال المتعب الذي لم يكفه ما لحق به من ضرر نتيجة المجاعة والفقر ليأتي الاقتتال القبلي والمصالح الشخصية لتقضي على ما تبقى منه" . المصور السعودي أحمد عبد الله السيف هو عضو في فريق وجهة، فاز خلال المسابقة بميدالية الفياب الذهبية عن مشاركته في مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي يقول: "نحن مجموعة من المصورين الشباب شكلنا فريقاً وجهة، ونقوم نحن أعضاء الفريق بزيارة أماكن مختلفة من العالم غنية بتراثها الإنساني ونلتقط لها صوراً ونقوم بعرضها في مختلف الفعاليات والمعارض المختصة بالتصوير الفوتوغرافي، وكون دوره هذا العام جاءت تحت عنوان انعكاسات ثقافية وهو الموضوع الذي نعمل عليه في فرقة وجهة قررت المشاركة من خلال عدد من الصور، أما بالنسبة للصورة الفائزة فقد التقطتها في الهند لمدرسة تفتقد لأبسط المقومات المادية، فهي مؤلفة من ثلاث غرف دراسية وتضم ما يزيد على 300 تلميذ، وبالرغم من ذلك إلا أنها استطاعت أن تخرج اثنين من الخبراء الذين يعملون اليوم في وكالة "ناسا" الفضائية، وهذه هي الرسالة التي حاولت إيصالها من خلال صوري بأن العلم ليس بالإمكانات المادية فحسب، وأن الفقر لا يستطيع أن يقتل النجاح . أما المصور العراقي غيث صالح الشمري فحصل على ميدالية الفياب الذهبية من خلال المشاركة بصورة حملت عنوان "الروح الصامتة" وعن مشاركته يقول الشمري: "الصورة التي فزت فيها هي صورة تركيبية، فأنا الذي قمت بتركيب المشهد لإيصال رسالة معينة للعالم عن الظروف السيئة التي عاشها ويعيشها أطفال الشعب العراقي، فالطفلة التي تظهر في الصورة هي اختي الصغيرة، وقمت باختيار المكان وهو أحد البيوت القديمة التي يجري ترميمها في العراق، ووزعت الإضاءة وجهزت المكان بحسب الرؤية التي لدي" . وعن المسابقة قال عبدالله سالم العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "إن هذه المسابقة التي لولا تضافر جهودنا جميعا وحرصنا على أن تحقق أهدافها ما كان لها أن تصل، دورة بعد دورة، إلى ما وصلت إليه من نجاحات مشهودة، وما كان لها أن تتجاوز بعدها المحلي إلى أفق دولي رحب تتشارك فيه مع الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي وتنال فيه عضوية الجمعية الأمريكية للتصوير الضوئي" . وبدوره أكد مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تواصل تعزيز جهودها لتطوير مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي والارتقاء بها، والاهتمام بالمواهب المواطنة ودعم المحترفين، والنهوض بواقع التصوير الفوتوغرافي المحلي ليكون في مستوى الطموحات بأن تصبح الصورة الفوتوغرافية دليلاً ثقافياً، ومؤشراً سياحياً يعكس ما تشهده أبوظبيوالإمارات عموماً من ارتقاء بالفنون، وما تمتاز به من طبيعة خلابة وتراث عريق، ومرافق سياحية ذات معايير عالمية .
