يعشق المدرب الروماني أوريلين كوزمين أولاريو المولود في 10 يونيو 1969، قائد الجهاز الفني للأهلي في الموسم الحالي، الأداء الهجومي الذي انتهجه في مسيرته الاحترافية كمدرب لأندية كبيرة بدأها في موسم 2000-2002 مع ناشيونال بوخارست، ومر خلالها بأندية ستيوا بوخارست وبوليتنكا تيميسورا والهلال السعودي والسد القطري والعين. ومع كل تلك الأندية استطاع الفوز بلقب الدوري في رومانيا والسعودية وقطر، وصولاً إلى الأهلي الذي قاده أول من أمس، للقب الدوري وهو الثالث في مسيرة المدرب بالإمارات، بعدما قاد العين في الموسمين الماضيين للتتويج بلقب الدوري. الغريب في الأمر، أن طبيعة كوزمين كلاعب مدافع في أندية جلوريا وبيوزاو وميكون وجيروتا بوخارست وناشيونال بوخارست ويونيفرسيتاتيا كريوفا، وفي مسيرته الاحترافية الخارجية في أندية سوان سامسونج الكوري الجنوبي، وشيبا الياباني، لم تطغ على تفكيره التدريبي حتى أن الجماهير أطلقت عليه ألقابا شعبية كبيرة مثل "الداهية" و"السير كوزمين" و"فيرجسون العرب". وبات ممكناً تشبيهه بكل سهولة بنجوم التدريب الكبار أمثال مورينيو وغوارديولا في المنطقة الخليجية، نتيجة الإنجازات الكبيرة التي حققها مع الفرق التي تولى تدريبها، والغريب أنها تلك الفرق تتعرض للانهيار فور رحيله عنها. يسعى كوزمين إلى صناعة تاريخ جديد مع الأهلي في الموسم الجاري، بقيادته إلى تحقيق الرباعية المحلية، إذ بعد فوز "الفرسان" بكأس السوبر في افتتاحية الموسم على حساب العين. ها هو يتوج بلقب الدوري للمرة السادسة في تاريخ الأهلي والثانية في عالم المحترفين، ويضع عينه حالياً على الفوز بكأس الخليج العربي عندما يواجه الجزيرة في استاد هزاع بن زايد بمدينة العين يوم 19 إبريل الجاري، وبكأس رئيس الدولة عندما يواجه العين في استاد مدينة زايد الرياضية يوم 18 مايو المقبل، بخلاف الطموح المتزايد بالوصول مبدئياً إلى الدور التالي لدوري أبطال آسيا. كيف يشعر كوزمين بعد فوز الأهلي بدرع الدوري؟ بالتأكيد أشعر بالسعادة لأن التتويج بطلاً لدوري الخليج العربي لكرة القدم، جاء قبل نهاية البطولة بثلاث جولات، وأيضاً لاحتفاظي شخصياً بدرع الدوري للموسم الثالث على التالي، بعدما قدت العين في الموسمين الماضيين إلى الفوز بلقب الدوري. فوز صعب هل فوز الأهلي بالدوري يعني أنك أفضل مدربي المسابقة بعد فوزك مع العين باللقب في الموسمين الماضيين؟ الفوز بلقب دوري 2013-2014، لم يكن سهلاً وجاء بعد مشوار صعب وشاق نتيجة الظروف التي مر بها الأهلي طوال الموسم الحالي، وفوز الأهلي بالبطولة لا يعني أنني أفضل مدرب في تاريخ الدوري الإماراتي، لأنه لا يزال أمامي الكثير لتقديمه مع (الفرسان). ماذا تقول بعد هذا التتويج ولمن تتوجه بالشكر؟ بمناسبة فوزنا باللقب، أتوجه بالشكر والتهنئة إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي رئيس النادي، على دعمه ومساندته الدائمة للفريق طوال الموسم، حتى حققنا لقب الدوري في ظل الظروف الصعبة التي مررنا بها، ونتطلع الآن إلى تحقيق المزيد من الألقاب المحلية، مع طموح التأهل إلى الدور ال16 لدوري أبطال آسيا. هل تشرح لنا الظروف الصعبة التي مر بها الأهلي خلال الموسم الحالي؟ تعرضنا في بداية الموسم لإصابات مؤثرة لنجوم الفريق أبعدتهم عن الفريق في موسم صعب، ومن هؤلاء النجوم مدافعنا سعد سرور، وحارسنا ماجد ناصر، ثم تم إيقافي لمدة 6 أشهر، وبعدها خسرنا 3 نقاط في توقيت مهم أمام الظفرة بسبب مشاركة لاعبنا عدنان حسين رغم إيقافه، وأضف إلى ذلك ضغط المباريات الذي لا يزال يعاني منه الفريق حتى الآن، إذ بعدما توجنا بلقب الدوري، تتبقى لنا ثلاث جولات من المسابقة، إلى جانب مواجهتين آسيويتين على الأقل، ومباراتي الجزيرة والعين يومي 19 إبريل الجاري و18 مايو المقبل في نهائي كأس المحترفين وكأس رئيس الدولة. ما هو المطلوب من الأهلي في المرحلة المقبلة؟ المرحلة المقبلة تتطلب منا المزيد من التركيز حتى نتجاوزها بسلام، وأرى أنه لا يزال أمامي الكثير لتقديمه مع الفريق لتحقيق المزيد من النجاح، وعلينا إغلاق صفحة دوري الخليج العربي بعدما فزنا باللقب، والتفكير الآن في مواجهتنا الآسيوية المقبلة أمام الهلال السعودي يوم الثلاثاء، لأنها مواجهة مهمة للغاية ومؤثرة على مشوارنا القاري. راحة اللاعبين ما هي أصعب مباريات الأهلي في الموسم الحالي من وجهة نظرك؟ كل مباريات الأهلي في الدوري صعبة، وكلها جرت أمام فرق كبيرة قوية مثل الجزيرة والعين والشباب، وحتى الوصل الذي فزنا عليه أول من أمس، سبق وأن منينا بخسارتنا الوحيدة في الدوري أمامه. هل هناك إمكانية أن تمنح اللاعبين الأساسيين راحة بعد التتويج بلقب دوري الخليج العربي؟ نتبع سياسة تدوير اللاعبين منذ فترة طويلة، لمواجهة ارتباطاتنا الكثيرة، ويساعدني على النجاح في هذا، قدرات اللاعبين العالية الذين نثق في تمكنهم من مواصلة مشوار الأهلي بنجاح في الموسم الحالي، ونتمنى فقط من اللاعبين نسيان فرحة الدوري. والتركيز على مباراتنا المهمة مع الهلال والحاسمة بدرجة كبيرة لمشوار تأهلنا إلى الدور التالي لدوري أبطال آسيا الذي نفكر حالياً في الوصول إليه فقط، وبعدها نبدأ بالتفكير في الخطوة التالية تلك البطولة، إلى جانب التفكير فيما ينتظرنا في الموسم الحالي من مسابقات مهمة نسعى للفوز بلقبها، وأقصد هنا كأس المحترفين وكأس رئيس الدولة، بعد وصولنا إلى المباراة النهائية في البطولتين. إبعاد تعرض كوزمين للإبعاد من الملاعب السعودية بعد نهائي كأس ولي العهد لموسم 2008-2009، بأمر من الأمير سلطان بن فهد بسبب قيام كوزمين برمي القميص الذي عليه صورة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وأكد كوزمين نفيه من المزاعم عبر أكثر من لقاء تلفزيوني، وفي المباراة التي تلت تلك الأحداث بين الهلال والشباب في جولة الإياب من دوري المحترفين السعودي، رفع جمهور نادي الهلال العلم الروماني تقديراً وتكريماً من المدرب كوزمين، والذي حصل على كأس ولي العهد السعودي والدوري السعودي الممتاز مرة واحدة. عودة عاد كوزمين إلى ناشيونال بوخارست 2003-2004، ثم فريق بوليتنكا تيميسورا 2005، ومن ثم بلوغ مرحلة النضوج والدهاء التدريبي مع فريقه ستيوا بوخارست 2006-2007، والذي عاش فيه أقوى تجاربه التدريبية عندما لعب فريق ستيوا في بطولة الأبطال الأوروبية، ليقوده كوزمين أولاريو إلى الدور نصف النهائي في تلك السنة. التحق كوزمين أولاريو بتدريب نادي الهلال في صفقة هي الأكبر بين عقود المدربين في المنطقة العربية، ومنذ قدومه للهلال يوم 4 يوليو 2007، وهو يقدم فكرا جديدا في عالم التدريب في المنطقة، وهو الانضباطية ولا سواها، واعتمد على أسلوب توافق كثيرا مع الطاقات الموجودة بنادي الهلال، وعمد على بناء خطوط ثلاثة مترابطة وبقوة واحدة. البيان الاماراتية