تونس - 25 - 7 (كونا) -- دعت الجبهة الشعبية التونسية المعارضة هنا اليوم التونسيين الى عصيان مدني سلمي في البلاد لاسقاط الائتلاف الحاكم ورئاسة الجمهورية والحكومة وحل المجلس التأسيسي في ظل استنكار شعبي واسع لعملية الاغتيال. وحث المتحدث الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي في بيان قبيل اجتماع طارىء لقادة الجبهة مع ممثلي الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني على الشروع في مشاورات لتشكيل حكومة انقاذ وطني تتولى تسيير تونس والاعداد لانتخابات حرة وديمقراطية في مناخ سياسي خال من العنف والارهاب. وطالب الهمامي بإعلان الاضراب العام في كافة مناطق البلاد التونسية يوم جنازة البراهمي مؤكدا أن "هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في وضح النهار وتستهدف مباشرة زعماء الجبهة الشعبية وكل زعماء الوطنية والديمقراطية يتحمل مسؤوليتها مرة أخرى الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة". من جانبه دعا مؤسس ورئيس (تيار المحبة) الاعلامي المقيم بالمهجر محمد الهاشمي الحامدي في بيان له أوردته وسائل اعلام تونسية هنا اليوم الى تنظيم استفتاء شعبي يوم الاحد 18 أغسطس المقبل يختار فيه الشعب التونسي بين التمديد للمجلس التأسيسي الحالي بستة أشهر أو انتخاب برلمان جديد بقانون الانتخابات المعمول به في العام 2011. وجاء هذا المقترح من الحامدي تعقيبا على المواقف العديدة التى عبرت عنها بعض الاطراف السياسية لاسيما الجبهة الشعبية عقب جريمة اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي والقيادي السياسي محمد البراهمي والتي دعت الى اسقاط الائتلاف الحاكم وحل المجلس الوطني التأسيسي. على صعيد اخر واصلت المنظمات النقابية والاجتماعية والاعلامية التنديد بشدة بعملية اغتيال السياسي المعارض والنائب بالمجلس التأسيسي البراهمي. وعبر الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان عن ادانته لهذه "الجريمة النكراء" فيما أعربت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي في تصريح صحافي عن أسفها لاغتيال البراهمي "في يوم ذي رمزية لكل التونسيين وهو يوم الاحتفال بعيد الجمهورية". وأشارت بوشماوي الى أن "هذه الجريمة تعد ضربا للديمقراطية ومنزلقا خطيرا تعيشه تونس اليوم" داعية كل التونسيين الى الوقوف صفا واحدا للحيلولة دون "وقوع تونس في أتون العنف والارهاب". وأكدت بوشماوي أن منظمة الاعراف التونسية ستتخذ موقفا صارما ازاء ما يجري اليوم من اغتيالات. من جهتها أكدت رئيسة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين نجيبة الحمروني في تصريح مماثل أن اغتيال البراهمي "ليس اغتيالا لشخصه بل محاولة دنيئة لاغتيال قيم الجمهورية ووأد مهد ثورة سيدي بوزيد التي ينتمي اليها البراهمي ويدافع عنها". وفي سياق متصل استخدم رجال الامن التونسي اليوم الغاز المسيل للدموع لتفريق عدد من المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الباب الرئيسي لمبنى محافظة صفاقسجنوب شرق العاصمة تونس لتنفيذ اعتصام مفتوح داخل الولاية احتجاجا على اغتيال البراهمي. وأوضحت مصادر اعلامية تونسية بمدينة صفاقس ثاني أكبر المدن التونسية أن هذه العملية الاحتجاجية كرد فعل على عملية الاغتيال أدت الى اندلاع مواجهات محدودة بين المحتجين ورجال الامن الذين اضطروا الى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بدورهم برشق رجال الامن بالحجارة. وكانت مسيرة شعبية حاشدة قد انطلقت بعد ظهر اليوم فور انتشار خبر اغتيال البراهمي من أمام مقر (حركة الشعب) بمدينة صفاقس لتجوب شوارع المدينة بمشاركة العديد من المواطنين لاسيما من أنصار الجبهة الشعبية والتيار الشعبي ومكونات المجتمع المدني. ورفع المتظاهرون في المسيرة شعارات كان أبرزها (يا براهمي يا بلعيد.. ثورة ثورة من جديد) داعين الى اسقاط الحكومة الحالية بقيادة حركة النهضة وحل المجلس التأسيسي فيما خرجت مسيرات شعبية عفوية موازية في عدد من المحافظات التونسية تنديدا بهذه الجريمة النكراء وتأكيدا على المطالبة باسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي. (النهاية) ن م / خ س ج كونا252236 جمت يول 13