شنّ زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري هجوما عنيفا على حزب الله وسلاحه، واعتبر أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "سيسقط حتما". وتوقع أن ينال قاتلو والده العقاب عاجلا أم آجلا. بيروت: اكد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري الخميس في الذكرى الثامنة لاغتيال والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ان "المجرمين سينالون العقاب عاجلا أم آجلا"، داعيا حزب الله الى تسليم اربعة من عناصره يتهمهم القضاء الدولي بارتكاب الجريمة. وقال الحريري في كلمة مباشرة عبر الفيديو خلال حفل اقيم في بيروت ان "المحكمة تتقدم، والمجرمون سينالون العقاب عاجلا أم آجلا. ولكن هل يعقل ان يواصل حزب الله، دفن رأسه في الرمال، ويرفض أن يرى حال القلق والنفور والإنقسام، القائم في الساحة الاسلامية، بسبب رفض تسليم المتهمين، وسيادة منطق الإستقواء على الدولة". وقتل الحريري و22 شخصا آخرين في انفجار شاحنة مفخخة استهدف موكبه في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005، وقد انشأ مجلس الامن الدولي "المحكمة الخاصة بلبنان" في 2007 بناء على طلب لبنان لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة. وهي اول محكمة من نوعها تنظر في الارهاب كجريمة بحد ذاتها. واتهمت المحكمة اربعة اعضاء في حزب الله الشيعي بالضلوع في الجريمة وستبدأ محاكمتهم غيابيا في 25 آذار/مارس، ولكن حزب الله ينفي اي مسؤولية له او لاعضائه في الهجوم ويرفض تسليمهم. واكد الحريري ان "دماء رفيق الحريري (...) أقوى من أحزاب السلاح (حزب الله) واقوى من مخططات الأسد والمملوك لتخريب لبنان" في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد والمسؤول الامني السوري الكبير اللواء علي مملوك الذي اصدر بحقه القضاء اللبناني مؤخرا مذكرة توقيف بتهمة ارسال عبوات ناسفة الى لبنان لتنفيذ هجمات ارهابية. واضاف الحريري ان "نظام بشار الأسد سيسقط حتما، وسقوطه سيكون مدويا باذن الله في سوريا، وكل العالم العربي، وكل الدنيا. لكن هذا السقوط، لن يكون وسيلة لتكرار تجارب الاستقواء بين اللبنانيين من جديد. إن هذه التجارب يجب أن تتوقف عند الجميع إلى الأبد". وتابع "نحن لا نرى ولا نؤمن بأن حزب الله هو الطائفة الشيعية. عمر الشيعة في لبنان اكثر من الف سنة، اما حزب الله، فحالة جاءت مع إيران، منذ ثلاثين سنة"، داعيا "الاخوة الشيعة ان يدركوا ابعادها ومخاطرها على الوحدة الإسلامية خصوصا، وعلى وحدة اللبنانيين عموما". واكد رئيس الوزراء السابق ان "السلاح الذي يحمي الشيعة في لبنان، هو نفسه، السلاح الذي يحمي المسيحيين والسنة والدروز، وكل اللبنانيين من دون إستثناء. الدولة وحدها هي الحل، والجيش اللبناني وحده، هو الجهة المؤتمنة على سلامة الأمن الوطني".