أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان، أمس الخميس، أن القمة الرباعية، التي عقدت في الرياض، وضمت سوريا، مصر، السعودية والكويت، كانت «إيجابية وبناءة». وقالت بثينة شعبان في لقاء صحافي: إن القمة، التي عقدها أمس الخميس العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والرئيسان المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، استمرت أربع ساعات وسادتها أجواء إيجابية وبناءة. وأضافت: أن سوريا أكدت خلالها مواقفها المبدئية والعملية حول مختلف الحقوق العربية والعلاقات الإقليمية التي تصب في خدمة هذه الحقوق، وتم (الفصل) بين القضايا الجوهرية التي من غير المقبول الاختلاف حولها أو الاجتهاد في تقييم عناصر الحق فيها، وبين القضايا التي من الممكن الاختلاف حولها. وشددت بثينة شعبان على أن كل الأمور المبدئية والعملية يجب أن تقع في دائرة التشاور، وحسن إدارة الاختلاف، وإنضاج عناصر الرؤيا المشتركة للوصول إلى التفاهم حولها. وعن الخلافات العربية قالت: إنه تم الاتفاق على أن أي خلافات يمكن أن تناقش، والقمة لم تحل كل شيء، وما تم تغطيته من أمور تم بروح إيجابية وبناءة، مع الاتفاق على استكمال التشاور والنقاش في المستقبل، وهذه مرحلة جديدة من العمل العربي تحاول أن ترتقي إلى مستوى طموحات شعبنا العربي. وقد أكد القادة العرب الأربعة في ختام القمة أنها تشكل «بداية لمرحلة جديدة» من التعاون والسعي إلى الاتفاق على سياسة موحدة إزاء القضية الفلسطينية، على أن تستمر الجهود «لتصفية» الأجواء العربية. وأشار القادة إلى أن قمتهم، التي انعقدت في ظل مسعى عربي جديد للتقارب والمصالحة استعداداً للقمة العربية في الدوحة نهاية آذار/مارس، أتت تنفيذاً لإرادة جماعية من قادة الدول الأربع لتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة". ورداً على سؤال حول اختصار القمة على أربع دول قالت بثينة شعبان: هذه القمة ليست نهاية الطريق، وليست آخر قمة، ولا آخر اجتماع، وستكون هناك متابعة لهذه القمة ولبقية العلاقات والأجواء العربية، سوف يقوم بها رئيس القمة العربية الرئيس الأسد قبل قمة الدوحة. وجاءت هذه القمة بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين الرياضودمشق، التي اصطفت خلال حرب غزة في المحور الداعم لحركة حماس في وجه معسكر ما يعرف بدول الاعتدال بزعامة مصر والسعودية. ويرى محللون أن المملكة العربية السعودية تسعى عبر التقارب مع سوريا إلى عزل إيران عن حلفائها العرب، وعلى رأسهم سوريا. ورداً على سؤال حول العلاقات السورية - الإيرانية قالت بثينة شعبان: إن القمة تطرقت إلى الوضع الإقليمي وإلى دور إيرانوتركيا، وهما دولتان مؤيدتان للحق العربي، وطبيعي أن يكون للعرب علاقات جيدة مع هذين البلدين. وأضافت: إن القمة بحثت في موقف العرب من هذه الدول، ولماذا هذا الموقف، وكيف يخدم هذا الموقف الحق العربي أو لا يخدمه؟ وكانت النقاشات بغاية من الشفافية والوضوح والصراحة. وأوضحت أن سوريا أكدت أهمية العلاقات العربية مع تركياوإيران كدولتين إقليميتين مؤيدتين للحق العربي، وضرورة اتباع مرجعية عربية واضحة في علاقاتنا مع الدول الإقليمية وغير الإقليمية، مرجعية منطلقها حقوق العرب ومصالح شعوبهم. كذلك يعتبر مراقبون أن العاهل السعودي يريد أن يعيد تشكيل موقف عربي موحد خلف المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل، والتي عرضتها السعودية في الأساس، ولو في إطار منح المبادرة «فرصة أخيرة». وسبق للأسد أن اعتبر أن مبادرة السلام العربية ماتت.. إلا أن بثينة شعبان قالت: إن المبادرة العربية موجودة، لكن بشرط أن يقبلها الطرف الإسرائيلي ويلتزم بها.. مضيفة: إن من قتلها هي إسرائيل. وتنص المبادرة، التي أُقرت في قمة بيروت العربية العام 2002 وأعيد إطلاقها في قمة الرياض العربية العام 2007، على سلام عربي شامل مع إسرائيل في مقابل انسحاب الدولة العبرية من الأراضي المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن إيجاد حل عادل وتفاوضي لمسألة اللاجئين الفلسطينيين. وحول العلاقات المصرية - السورية قالت بثينة شعبان: إن قمة الرياض كانت خطوة هامة في إطار هذه العلاقات، وأعتقد أنكم سترون متابعات جدية اتفق عليها.. رافضة إعطاء مزيد من المعلومات. وفيما اعتبرت الصحف الرسمية السورية، أمس الخميس، في عناوينها، أن قمة الرياض بداية مرحلة جديدة، كتبت صحيفة (الوطن)، المقربة من السلطات: إذا كان لقاء القمة في الرياض لايحل كل المشكلات المتراكمة منذ زمن (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش، إلا أنه إعلان واضح وصريح عن نهاية مرحلة قاتمة في العالم العربي ومحيطه.