ماركات مختلفة من الدقون هي التي أصبحت تتسيد المشهد(الدينوسياسي) في اليمن ، ولتكون مؤثراً ما عليك الا أن تطلق لحيتك وترفع رصيدك من المدقنين بعد أن تحدد اتجاهاً فكرياً فلسفياً لنوعية الدقن الذي تريد .. فلم يعد الدقن ماركة مسجلة للإخوان المسلمين ، أو الإصلاحيين .. بل أصبح موضة تنتشر في كل الاتجاهات ، ( إخوان ، سلفيين ، حوثيين ، أنصار الشريعة ، القاعدة ، أنصار الماركسية ، وحتى دقون مؤتمرية) .. دقون مذحلة .. ودقون أينعت ، وحان قطافها مع رياح الربيع العربي ، كما أن هناك دقوناً مشفرة لا تراها بل تشعر بها عندما يتحدث معك شخص ما ممن يحاول أن يظهر شكلياً كما لو أنه ليبرالي بينما هو في الواقع يلعب دوراً لحساب أحد المدقنين وهذا شكل آخر من أشكال المكر ثلاثي الأبعاد (3D).. وهكذا مع انتشار وتزايد الدقون ينتشر السلاح والتطرف والجهل .. ومعه ينتشر الارهاب بكافة أنواعه ( الارهاب الفكري ، الارهاب السياسي ، الارهاب البلطجي ) .. يختلف العلماء ، تتناثر الفتاوى في الهواء ، فكل يفتي بما يخدم دقنه ، وكل يغني على دقنه وليس على ليلاه .. حتى في جلسات الحوار ستجد الدقن والدقن الآخر في جدل لا ينتهي ولن ينتهي لأنهم لن يلتزموا بأي أجندة طالما أن كلاً منهم يصر على رأيه الذي يعتبره ثابتاً من ثوابته هو غير قابل للنقاش .. فهو لديه من القدرة على توظيف ماجاء في القرآن والسنة النبوية ، والسيرة ، والفقه ، وسيرة الصحابة بما يخدم قضيته .. ولن يستطيع أن يواجه الحجة بالحجة إلا دقن آخر لديه ما يكفي من الأدلة التي يراها ويفسرها هو نفسه ليرد بها على الدقن الآخر .. وهكذا فالدقن والدقن الآخر لن يقنع أي منهما الآخر لأن كل منهما يقدم نفسه على أنه من الثوابت ، ولهذا فكثيراً ما سيتحول الحوار إلى ملاسنات .. والنقاشات الى خطب جمعة متكررة ، وسوف يجد المثقفون أنفسهم أمام المدقنين بحاجة إلى أن يعودوا إلى كتب وتاريخ (الشيعة ، التصوف ، المعتزلة ، الزيدية ، الشافعية ، الحنبلية ، الجعفرية، الاثنى عشرية ........الخ) من المفاهيم والمفردات .. سيكون إيجابياً أن ينتهي هذا التشابك المتعدد الى مغادرة رجال الدين مربع السياسة وترك السياسة للسياسيين .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=462883780417369&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater