(الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً، أما الذين يعرفون الكثير فلا يتحدثون إلا قليلاً). هذه من مقولات الفيلسوف السويسري جان جاك روسو وهو من رواد الفكر التنويري الاوروبي.. مقولة جديرة بأن نتمثلها ونحترمها ونعمل بها في كل الظروف والمتغيرات وبالذات في هذه المرحلة التاريخية من حياة شعبنا وهو يتجه نحو إعادة صياغة حياته السياسية بما ينسجم مع مقومات بناء الدولة الحديثة .. وهي تلتقي مع ما تضمنه خطاب الرئيس عبد ربه منصورهادي بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي حث فيه المسئولين على التقليل من الكلام.. والإكثار من العمل، وعدم الافراط في التصريحات الإعلامية، كما دعا وسائل الإعلام إلى تجنب الخطاب المتشنج ، والخطاب الاعلامي الذي يؤدي إلى توتر العلاقات ، ولا يخدم عملية الحوار التي يتجه إليها اليمنيون في منتصف شهر نوفمبر الجاري. قليل من الكلام .. كثير من العمل يعني أيضاً أنه لم يعد هناك متسع من الوقت للانشغال في الحروب الكلامية، والتصريحات الإعلامية، والكتابات التحليلية المحشوة بالألغام والبعيدة عن متطلبات المرحلة .. يعني المزيد من التعبئة الوطنية في خدمة التحول الذي تعيشه اليمن ، وتفرغ الجميع لفكرة بناء يمن جديد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. إن ذلك يفرض على الجميع وبالذات المسئولون الحكوميون تقديم القدوة في ممارسة المواطنة الفعالة من خلال دعم المبادرات الرامية إلى الارتقاء بالمستوى الحضاري للمجتمع، وتنمية روح المشاركة الإيجابية للأفراد المحيطين بهم بما يحقق حالة من التفاعل مع عملية الحوار الوطني وما تهدف إليه من استكمال مقومات الدولة المؤسسية اليمنية على قاعدة المواطنة المتساوية .. انشغال الجميع في إنتاج قيم وثقافة الحوار، واحترام ثقافة ورأي الآخر احتراماً بناء يفتح الطريق أمام تفاعل الآراء والأفكار في الاتجاه الصحيح الذي يرسخ قيم وأخلاقيات الممارسة الديمقراطيه كخيار لا بديل له لبناء الدولة المدنية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460311960674551&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater