الشعوب التي لاتحترم ثوابتها الوطنية كثيراً ما يكون مصيرها الانهيار.. وأقصد بالانهيار هنا إصابتها بالسقوط الصاعق في هاوية الانهزام والضعف والاستسلام والرجوع بمقدراتها وإنجازاتها إلى الوراء المليء بالتحارب والتقاتل والتخلف والجهل والفقر والمرض لأسباب عديدة. أهمها أنها أي هذه الشعوب سمحت لنفسها بغض الطرف عن أناس موتورين يعملون ليل نهار على الإساءة إلى أوطانهم من خلال سلوكيات لهم فيها من الارتزاق والعمالة والخيانة ما أدى بحياة شعوبهم وأوطانهم إلى الانهيار الكامل والشامل وعلى مختلف الأصعدة الخدمية والتنموية والاجتماعية ...إلخ الأمر الذي جعل من هذه الأوطان وشعوبها مجالاً واسعاً للنهب والفساد والفوضى والحروب وانتشار المهزلة الطائفية والمناطقية ...إلخ ولدينا من الشواهد العيان مايدلل على ذلك مانراه قائماً في الصومال والعراق وأفغانستان و..و...إلخ. نخلص من هذا إلى أن فوضى الحياة السياسية والثقافية،والاجتماعية في أي شعب من الشعوب إنما تشعلها شرارة ثم ما تلبث أن تصبح حريقاً يأتي على الأخضر واليابس من مقدرات وثروات وإنجازات الوطن.. وتلك الشرارة إنما هي التفريط بالثوابت الوطنية بوعي وبدون وعي وتكون المصيبة أعظم عندما نلمس هذه الصفة السيئة لدى فئات وضعهم الشعب في المقدمة «على مستوى الحزب أو الفكر أو العلم أو حتى السلطة» لأن مثل هؤلاء يفترض بهم أن يكونوا القدوة في حب الوطن وأداء رسالتهم من مواقعهم بما يخدم المصلحة العليا للوطن أرضاً وإنساناً فإذا ماوصل هؤلاء إلى درجة الهوان سهل الهوان عليهم في التفريط بكل شيء كريم وغالٍ ومقدس. وهذا وللأسف الشديد ما أصبح واقعاً تعيشه بعض الفئات من أبناء الوطن «يمن الإيمان والحكمة والشهامة» إن على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الأحزاب ولنا في المواقف المشينة التي يلعب دورها وبإتقان «بعض أحزاب المعارضة» التي ماكان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه من انحطاط فكري وتنظيمي ووطني لولا أن قياداتها الحالية كشفت عن وجهها الحقيقي فبانت سوءاتها للجميع أقول: إن لنا في مواقف هذه الأحزاب مايبعث على الأسى والازدراء والفاجعة من أن يؤدي بنا لاسمح الله توجههم الخالي من قيم «المواطنة الصالحة» إلى بؤرة الانهيار..،وليس أدل على ذلك من سلوكهم المنظم سراً وعلانية لخلق حراك فوضوي على الساحة السياسية يؤدي بالوطن أرضاً وإنساناً إلى حالة من الفوضى والفتنة والقضاء على كل المنجزات الوطنية العظيمة إشباعاً لشهواتهم الحاقدة ومصالحهم الفردية الضيقة وتحقيقاً لأهداف نفوسهم المرتزقة التي تحمل وبكل خيانة معول الهدم خدمة لأعداء الوطن.. وماسيناريو الهروب من ساحة الاستحقاق الديمقراطي فيما يخص الانتخابات البرلمانية القادمة إلاَّ الوجه المفضوح أمام الشعب عامة وكوادر هذه الأحزاب المشتركة القاعدية خاصة في مخططاتها الرامية إلى إيقاف المسيرة الديمقراطية في رهانٍ خاسر لزعزعة أمن واستقرارالوطن وتشويه صورته الحضارية المعاصرة أمام العالم من حولنا. وهو إعلان صريح من هذا التكتل السياسي المشترك عن تفريطه البشع في أهم وأغلى الثوابت الوطنية التي يناضل من أجلها الشرفاء.. فالعودة بالوطن إلى ماقبل الثاني والعشرين من مايو09م من خلال مايقومون به من هروب عن الساحة والمعترك الديمقراطي هدفه المخطط له هو القضاء على هذا المنجز التعددي الذي نما وتنامى حتى أصبح ثابتاً وطنياً يستحيل على أية قوى معادية النيل منه مهما تنوعت الوسائل القذرة فالخيار الديمقراطي لارجعة عنه والانتخابات البرلمانية سوف تتم في موعدها المحدد شارك فيها اللقاء المشترك أم لم يشارك ولن يسمح الشعب اليمني لمثل هذه الاحزاب الواقفة على الخط المعادي لمصالحه العليا أن تؤثر على قناعاته ومسيرته الديمقراطية وإلاَّ فإن الشعب سوف يكون مشاركاً في التفريط المخزي بثوابته الوطنية.. خاصة وأن مايسعى إليه أعداء الوطن هدفه هدم تلك الثوابت والعودة بالوطن ليس إلى ماقبل 22 مايو 09م بل إلى ماقبل 62 سبتمبر 2691م و41 أكتوبر 3691م وهذا هو المستحيل بعينه الذي لن يتحقق أبداً مادامت هناك أمة يمانية أصيلة وقيادة وطنية مخلصة ممثلة في قائدنا الرمز المشير علي عبدالله صالح حفظه الله الذي أثبت وبما لايقبل الشك صلابة مواقفه الوطنية و صدق إيمانه القوي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وباليمن أرضاً وإنساناً وطناً عزيزاً وغالياً يقود مسيرة حاضره المزدهر إلى مستقبل أكثر ازدهاراً بروح الزعيم ذي العزيمة الصادقة والإرادة الكبيرة والشموخ الذي لايلين ولايستسلم لرياح هوجاء الاتجاه وأفكار مسمومة ليس لها من مشروع إنساني يخدم المجتمع.. وإننا لعلى يقين ثابت بأن القائد الحامي عرين اليمن يخطو مع إشراقة كل يوم جديد خطوات متقدمة في بناء الوطن والتجاوز به إلى آفاق جديدة على درب بناء الدولة اليمنية الأكثر حداثة. فلا خوف من دعاة الهدم والتضليل مادامت اللحُمة والثقة قائمة ووثيقة بين الشعب وقيادته الرشيدة.. ولاخوف من الإرهاب المتعدد الألوان والأشكال مادامت اليقظة في أعلى درجاتها.. وإن الوطن في خير عميم مادام الأخيار يملأون ربوع الوطن على المستوى الشعبي والرسمي والتعددي السياسي. أما المتأزمون الهاربون من مواجهة الشعب فسوف يهربون أكثر حتى من قواعدهم وكوادرهم التي عرفتهم على حقيقتهم فانضمت أفواجاً إلى صف الوطن وحماية مكتسباته ومنجزاته وثرواته وكرامته واستقلاله وثورته ووحدته الخالدة وقيادته الوطنية المخلصة وهيهات لقوى الشر والخيانة والارتزاق أن تمرر مخططاتها المعادية على أبناء الوطن أو أن تستمر في تضليلها وضحكها على قواعدها فقد فضحتهم المواقف وصاروا لايقودون حتى أنفسهم ولايستطيعون إعادة الهيبة لشخصياتهم القيادية فرادى أو أحزاباً بعد أن مسخت هوياتهم خياناتهم للهوية.. فتحية لكل وطني شريف يقف في خندق الدفاع عن الوطن وثورته ووحدته ومنجزاته ويعمل من موقعه في المشاركة الفاعلة في بناء اليمن وتنميته وتطوره.. وكلاّ وألف كلاّ لن ينال من وطننا دخيلٌ.. أو يبيع المكاسب العملاء.