تكبت العناصر المسلحة في يومي أمس وأمس الأول خسائر كبيرة في العتاد والأرواح جراء الاشتباكات والقصف المدفعي وإطلاق صواريخ الكاتيوشا من قبل الوحدات العسكرية على عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون في مدينة زنجبار وضواحيها. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" إنه شوهد عدد من السيارات وعلى متنها العشرات من جثث المسلحين قادمة من جبهة زنجبار في طريقها لمدينة جعار ودفن تلك الجثث في مصنع 7 أكتوبر للذخيرة بمدينة الحصن. وأكدوا بأن الاشتباكات المسلحة قد جرت مساء أمس بين الوحدات العسكرية في جبهتي زنجبار والكود والتي وصفت بالأعنف، حيث قامت الوحدات العسكرية بإطلاق صواريخ الكاتيوشا على وادي حسان والمشقافة وحصن شداد وسواحل، مشيرين إلى أن ذلك قد أسفر عن إحراق مزرعة في منطقة باشحارة وأن القصف طال أيضاً منطقة السمة غرب مدينة زنجبار وكود الصديق وكود لحمر. وأكد شهود عيان أن الوحدات العسكرية بعد التقدم الذي أحرزته في اشتباكات أمس الأول في مدينة زنجبار قد انسحبت وعاودت التمركز في الأماكن السابقة في ضواحي مدينة زنجبار، خاصة مبنى الأمن المركزي والصالة المغلقة وساحة الشهداء ومبنى شركة التجارة سابقاً. وكشف شهود عيان أنه وفي ظل الهزائم المتتالية التي يتكبدها المسلحون وهروبهم من جبهات القتال وقطع الإمدادات عندهم، فقد لجأت تلك العناصر إلى بيع أسلحتها الشخصية والذخيرة إلى تجار السلاح القادمين من مديريات محافظة أبين ومحافظة البيضاء إلى مدينة جعار لشراء الأسلحة التي اغتنمها المسلحون من مصنع 7 أكتوبر بالحصن والأمن المركزي والسياسي والأمن العام في مدينة زنجبار قبل خمسة أشهر، مؤدين بأن المسلحين سبق وأن باعوا مدفعاً وسلاحاً مضاداً للطيران 23 لأحد تجار السلاح. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني وما خلفته الحرب الدائرة في محافظة أبين منذ خمسة أشهر تسببت في نزوح آلاف الأسر من منازلها في مديريتي خنفر وزنجبار إلى محافظتي عدن ولحج وبعض مديريات أبين وانتشار الأمراض بين صفوف الأطفال والنساء والشيوخ جراء غياب الخدمات الصحية في المحافظة، حيث توفيت أمس في مديرية لودر الطفلة "عهد إبراهيم الجعري" – سنة ونصف- جراء إصابتها بمرض الحصبة والذي أصبح منتشراً في مديريات لودر ومودية وسرار. وقد بلغ عدد الوفيات من الأطفال بمرض الحصبة خمس وفيات. وناشد أهالي المرضى منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ضرورة إرسال فريق طبي لإجراء اللقاحات ضد مرض الحصبة المنتشر بين الأطفال، مطالبين أيضاً السلطة بضرورة فتح الطريق عبر نقطة العلم "عدن/أبين" حتى يستطيعون معالجة أطفالهم.