كشف مسؤول قمري أن بلاده لا تستبعد أن تكون الطائرة اليمنية التي تحطمت قرب مطار العاصمة القمرية موروني قد تعرضت لصاروخ من إحدى القطع البحرية الفرنسية مما أدى إلى إسقاطها. وقال المسؤول القمري ل"الشرق الأوسط" التي تحفظت عن ذكر اسمه إنه بعد تحديد موقع الطائرة سحبت السلطات الفرنسية الغواصين إلى موقع آخر غير الموقع الموجود فيه الطائرة المنكوبة فعلياً موضحاً أن لدى فرنسا قوات عسكرية تتمركز في المحيط الهندي وخليج موزمبيق والمياه الإقليمية لجزر القمر ، مشيراً إلى أن ذلك ليس عملاً إجراميا ولكن الطائرة وجدت في الموقع الذي لا يجوز أن توجد فيه ، متهماً البحرية الفرنسية الموجودة في موقع الحادث بتعمد إبعاد فرق الإنقاذ والإغاثة غير الفرنسية عن مكان الحادث. وتبدو المعلومات التي أدلى بها مسؤول قمري -حسب الشرق الأوسط- خطيرة جداً إذا ما صدقت تلك المعلومات. إلى ذلك أفادت مصادر صحفية أن وزارة النقل اليمنية قالت أمس السبت إن فرق الإنقاذ حددت موقع قطعة كبيرة من حطام الطائرة المنكوبة الأسبوع الماضي وأنهم يعملون على استعادتها. وحسب "رويترز" إن الوزارة أفادت في بيان لها أن فريقاً أميركياً تمكن من تحديد قطعة كبيرة من حطام الطائرة ويعمل حالياً على استعادتها. وعلى النقيض من ذلك ذكرت "الشرق الأوسط" على لسان المسؤول القمري أن الغواصة الفرنسية حددت مواقع الطائرة إلا أنها تمنع الوصول إليها بطرق ملتوية، معتبراً أن سحب فرنسا للفتاة الناجية بهية بكري والتي تعد شاهد العيان الوحيد على الحادث يثير التساؤل. وفي ترجمة خاصة ل"أخبار اليوم" ذكرت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أن المتظاهرين القمريين شكلوا سياجاً بشرياً أمام إحدى بوابات المطار الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس لمنع المسافرين من ركوب إحدى طائرات الخطوط الجوية اليمنية المتجهة إلى جزر القمر بعد أيام من الحادث المميت للطائرة اليمنية إيرباص"310". وردد المتظاهرون أنهم منذ سنوات وهم يشكون من الظروف الخطيرة التي يواجهها المسافرون على خط اليمنية إلى جزر القمر. وقد أدت الاحتجاجات في باريس ومظاهرات أخرى أقيمت في مدينة مرسيليا إلى إعلان شركة اليمنية تعليق رحلاتها إلى جزر القمر متهمة المتظاهرين بأنهم يمارسون عنفاً غير مقبول. وحسب الوكالة الأميركية فإن شركة "اليمنية" ذكرت في بيان لها أن المحتجين فرضوا مخاطر كبيرة على موظفيها وأفراد طاقمها لذا علقت رحلاتها الجوية حتى يهدأ الوضع وأن الشركة دافعت عن حقها في إجراء تحقيق كما تعهدت بإعادة قيمة التذاكر غير المستخدمة. من جانبه وحسب"اسوشيتد برس" فإن محامي "اليمنية" في فرنسا "لوران لينارد" قال إن رحلات الشركة إلى موروني تأثرت وأن خطوطها إلى الجهات الأخرى ستستمر بصورة عادية. وقال واحد من مجموعة قمرية شكلت للضغط من أجل ظروف طيران أفضل إنه تقدم بشكاوى إلى مسؤولي شركة "اليمنية" منذ عام 2004م بشأن خطورة طائرات الشركة في خط موروني ، فيما قلل مسئولون يمنيون من تلك المخاوف بالقول : إذا كانت طائرات اليمنية لا تفي بالمعايير الدولية للسلامة فإن الشركة لن تضع طاقمها عليها. وحسب الوكالة ذاتها فإن الرئيس الفرنسي زار بهية البكري الناجية الوحيدة في أحد مستشفيات باريس وأن ساركوزي قال إنه وجدها واعية وخجولة وكان قادراً على التحدث معها. وقد عين ساركوزي السفيرة الفرنسية السابقة -لدى السودان كريستين روبيكون- مسؤولة اتصال بن أسر ضحايا الطائرة اليمنية والسلطات الدولية التي تدير عمليات البحث والتحقيق بشأن الحادث ،. وتأتي خطوة الرئيس الفرنسي بعد انتقادات للحكومة الفرنسية بأنها لم تفعل الشيء الكثير لأسر ضحايا الطائرة اليمنية المنكوبة مثلما فعلت مع حادثة الخطوط الجوية الفرنسية التي تحطمت في الشهر الماضي وهي في طريقها من البرازيل إلى باريس. وحسب الوكالة الأميركية فإن المشاركين في مسيرة مرسيليا الصامتة كانوا أكثر من 40 ألف شخص. وعلى صعيد متصل أعلن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد حامد أحمد فرج أن الخطوط اليمنية مستمرة برحلاتها المنتظمة بين صنعاء وباريس وبين صنعاء وموروني وأن ما تم إيقافه هي الرحلات الإضافية فقط، وأن شركة الخطوط الجوية اليمنية علقت رحلاتها إلى مرسيليا بناء على طلب من سلطات المطار في مرسيليا لعدم قدرة السلطات على ضمان أمن هذه الرحلات من المتظاهرين من عائلات الضحايا. إلى ذلك كان الأستاذ نبيل الفقيه وزير السياحة اليمني قد وصل يوم أمس إلى مدينة ميروبي في جزر القمر في زيارة خاصة نقل فيها رسالة شفوية من رئيس الجمهورية إلى نظيره أحمد سامبي رئيس جزر القمر ومن المتوقع أن يصل يوم غد الاثنين وزير خارجية جزر القمر إلى اليمن ينقل فيها رسالة جوابية من رئيس جزر القمر إلى رئيس الجمهورية.