في الوقت الذي يلاحظ المتتبع للشأن الداخلي اليمني لاضعاف النظام والحراك غير المسبوق الذي تتبناه عديد جهات في الداخل والخارج كأحزاب سياسية أو منظمات مدنية أو جماعات أو قيادات تحمل مسميات عدة وتقيم فعالياتها واحتجاجاتها تحت يافطات كثيرة تختلط فيها اوراق عديدة لقوة معارضة ومعادية يمنية واجنبية سيما وان هذا الحراك الذي يصاحبه مطالب غير مشروعة تستهدف أمن ووحدة واستقرار اليمن ليس لها أي غطاء سياسي لكافة تلك الفعاليات والاحتجاجات والمطالبات سوى احزاب اللقاء المشترك باعتراف قيادي في مشترك حضرموت بحسبما نقله عنه الموقع الاخباري التابع للحزب الاشتراكي اليمني. ومن هذا المنطلق وبالإضافة إلى تأكيد قيادات المشترك وكافة الشخصيات التي تقود تلك الفعاليات في عديد من المحافظات بأنها لا تسعى للأضرار باليمن ووحدته واستقراره ومن هنا ومن باب الاخذ بحسن النوايا والتعامل بالظاهر وليس بما في بواطن الأمور فإن الجميع يجزم بوقوف قوى وجهات اجنبية تستخدم اذرعها في الداخل والخارج من شخصيات وتيارات وأحزاب وجماعات يمنية لتحقيق الهدف الذي تصبوا إليه ووضعته نصب عينها منذ وقت ليس بقريب حتى يتسنى لها تحقيق مآربها ومخططاتها العدائية لليمن أرضاً وإنساناً خاصة في هذا التوقيت مستغلة موجة الارتفاعات السعرية ومعاناة المواطنين اليمنيين واستغلال بعض القضايا المتعلقة بشريحة المتقاعدين الذين شوهت مطالبهم بفعل تسييسها من قبل شخصيات ابت إلا ان تكون احدى الأذرع التي تستخدمها تلك القوى الأجنبية. وفي سياق هذا الحراك والتصعيد وحالة الخصومة السياسية التي زادت تشنجاً واتسع البون بين فرقاء العمل السياسي الموجودين على الساحة ووصوله إلى حالة يصعب ترميمها على أقل تقدير في الوقت الراهن فانه ما من شك بأن المعهد الديمقراطي الأميركي بصنعاء والنشاط الذي يمارسه اغلب الدبلوماسيين الاميركيين في اليمن والخارج عن العرف الدبلوماسي وادبيات الاعمال الدبلوماسية سيما في بعض المحافظات الجنوبية وتصريحاتهم بخصوص الحراك الذي يشهده الشارع اليمني والتأييد الأميركي الغير طبيعي لهذا الحراك دون التفكير في مصلحة دولة تعتبرها إدارة البيت الأبيض حليف منهم في برنامجها للحرب على ما يسمى الإرهاب يزيد من التأكيد بأن هذا الحراك المنقطع النظير بوجود دور استخباراتي اميركي وراء هذا الحراك خاصة اذا ما تم مراجعة حقيقة الدور الذي قام ويقوم به المعهد الاميركي في كثير من الدول العربية والأجنبية عبر منظمات المجتمع المدني في تلك البلدان وكذا مراجعة القلاقل والفتن التي اشعلتها هذه المؤسسة الاميركية التي تتبع مباشرة احدى دوائر الخارجية الاميركية التي تدار من قبل شخصيات عسكرية واستخباراتية رفيعة متخصصة في احداث الفوضى واختلاف المشاكل في كثير من الدوائر عبر منظمات وشخصيات تم تجنيدها في وقت سابق وتعتبر الطرف الذي يتم الاعتماد عليه في تأجيج الأوضاع في الدول التي تسعى الإدارة الاميركية إلى استهدافها لتمرير اجندتها ومخططاتها ليس في اليمن وحسب وانما في دول الجزيرة العربية ككل نظراً لجغرافية اليمن الحساسة، وتعتبر تلك المنظمات والشخصيات أيضاً الذراع واليد الأقرب لتحريك الشارع واختلاق المشاكل واحداث الفتن والقلاقل عبر خطوات عدة بهدف اضعاف النظام وكسر هيبته امام معارضة كي يسهل فيما بعد تمرير كل المخططات الاستبخاراتية وإلا ما مصلحة المعارضة أو المتقاعدين أو غيرهم في اضعاف النظام وافتعال الأزمات واحداث شرخ في علاقتها مع الحزب الحاكم.