تتجه الاحداث المتسارعة لتوالي الاحتجاجات والتظاهرات في عدد من محافظات الجمهورية بوتيرة متتالية وصفها سياسيون بأن ديناميكيتها المتسارعة في الظهور تذهب نحو اعطائها صفة الممنهجة في فعاليتها ويصيب مطالبها الحقوقية بالضبابية. وفي هذا السياق اوضح السياسيون بأن منهجية ظهور التظاهرات والاعتصامات من حيث تواتر التوقيت والتزامن والانتشار المركز على عواصم عدد من المحافظات بصورة تبعث الشعور بالاصرار على استمراريتها الأمر الذي يدفع نحو بروز مؤشرات مخطط تسير خطة تنفيذية بدقة عالية باتجاه اضعاف النظام السياسي وصولاً إلى اسقاطه، معتبرين في سياق حديثهم ل«أخبار اليوم» مساء أمس ان التركيز على استمرارية تلك التظاهرات والاعتصامات بعيداً عن مسمياتها الظاهرة وعلى وجه الخصوص في كل من «عدن، المكلا، تعز، وحجة» تعد الخطوة الأخطر في ذلك المخطط كون ان تظاهرات «حجة» تمثل دعماً سياسياً لحالة التمرد الحوثي المزمنة في صعدة وتشجع على تصديره إلى محافظة حجة خاصة مع وجود فلول لذلك التمرد في بعض مناطق من مديريات محافظة حجة، كما ان حالة التوتر التي تشهدها محافظة تعز لا يمكن اعتبارها وليدة حدث غير ممنهج باعتبارها تمثل استكمالاً لتناسق خط التآمر الذي يهدف إلى توتير الأوضاع السياسية للوصول إلى حالة تذمر من شأنه ان يؤدي إلى قطع طريق «عدن -تعز وصنعاء -تعز» وهو امر ان تم تحقيقه سيعمل على عزل الجنوب عن الشمال. وأكد السياسيون ان هكذا احداث لا يمكن ان تكون خالية من وقوف قوى اقليمية ودولية وراء هكذا مخطط عبر اياديها واذنابها التآمرية التي باعت الوطن بثمن بخس. محذرين خلال حديثهم للصحيفة من خطورة تحرك الدبلوماسية الاميركية والايرانية وبعض الدول العربية خاصة في «حضرموتوعدنتعزوحجة»، مشيرين إلى ضرورة تعامل احزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها التجمع اليمني للإصلاح بمسؤولية وطنية عالية مع ذلك المخطط وألا تنجر إلى الانغماس في ضحالة المؤامرة التي تستهدف اليمن ووحدته وامنه واستقراره، مؤكدين عليها «أحزاب المشترك» عدم الاغترار أو الشعور بالغرور والنشوة بما تلقاه من تلميع صادر عن المنظمات الأميركية لما تسميه انجازاً سياسياً يحققه اللقاء المشترك وبصورة خاصة تلك المغازلات التي تستقصد «الإصلاح». وأضاف السياسيون ان على احزاب اللقاء المشترك ان تدرك ان انجازها الحقيقي هو تدعيم رواسخ الأمن والاستقرار في اليمن والحفاظ على نسيج وحدته التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية. وختم السياسيون حديثهم مع «أخبار اليوم» بالتعبير عن قلقهم البالغ عن احتمال وقوف ايران ورء احداث الضالع وتعز من جهة ومنظمات اميركية في دعم مسيرات المكلا واحداث الشغب بحضرموت من جهة ثانية. هذا وكان المستشار السياسي بسفارة واشنطن بصنعاء «جون براين» ومع عبدالقادر السقاف المتخصص بالشؤون السياسية بالسفارة مساء امس الأول قد التقى بقيادات اللقاء المشترك في حضرموت ناقش خلاله المسؤول الأميركي العديد من القضايا التي تشهدها المحافظات الجنوبية خاصة حضرموت والضالع حيث اسهب في طرح العديد من التساؤلات التي تكشف عن رغبة اميركية في معرفة الدوافع للحراك السياسي الذي تشهده تلك المحافظات -بحسبما ذكره موقع «مأرب برس» الذي اشار إلى معلومات تؤكد ان المستشار السياسي بسفارة الولاياتالمتحدة الاميركية يعمل حالياً وبتوجيهات «أميركية عليا» على دراسة الأوضاع الداخلية لمحافظات جنوب اليمن خاصة بعد طرح موضوع الوحدة اليمنية في عدد من المحافل الدولية. وتأتي هذه الأنباء في حين اصدر معهد «السلام الأميركي» في هذا التوقيت الذي ذهبت إلى وصف المشهد السياسي في اليمن بالقائم إلا انه استدرك في دراسته تثمين المحاولات التي تبذلها المعارضة السياسية «اللقاء المشترك» كما ذهبت الدراسة إلى مغازلة حزب الإصلاح ذو التوجه الإسلامي في اليمن حيث اشارت الدراسة بحسبما نقله موقع «الصحوة نت» إلى ان الاصلاح قد لعب دوراً مؤثراً في توجيه الانتقادات للحكومة من اجل تقليل الفساد ورفع مستوى المعيشة للعديد من السكان الذين يرزح غالبيتهم تحت وطأة الفقر. تجدر الإشارة إلى ان هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد وقف قوى اقليمية ودولية وبعض الدول العربية وراء ما تشهده اليمن من احداث.