أحيا عشرات الآلاف من الجنوبيين الذين توافدوا منذ ظهر أمس من كافة مدن ومحافظات جنوبية في عدن العاصمة السابقة لجنوب اليمن، فعاليتهم التي خصصوها بمناسبة ال30 من نوفمبر ذكرى مرور 46 عاما على جلاء أخر جندي بريطاني من الجنوب في 1967م. واكتظت ساحة العروض بخورمكسر بعشرات الآلاف من المشاركين التي عادة يقيمون بتنظيم تظاهرات وطنية ضخمة في هذه الساحة الذي سميت بعد ذلك ب "ساحة الحرية" بعدن، وهذه المناسبة تذكر الجنوبيين بنضالهم ونيلهم الاستقلال عن بريطانيا، بعد توحدوهم مع الشمال في 22 مايو 1990م وتعرضهم منذ 1994م لاجتياح عسكري كرس إلى اليوم بفرض الوحدة بقوة السلاح من قبل الشمال، ومنذ 2007م يطالب الجنوبيين سلميا بثبات على استعادة دولتهم السابقة الذي ضحوا من أجلها الآلاف من الشهداء والجرحى خلال التظاهرات.
وينوه غالبية الجنوبيين بحشودهم هذا على استمرارهم في إيصال رسائلهم للعالم بأنه لا سبيل من خيار أخر دون استعادة دولتهم، وان أي تسوية سياسية أو مساومة على قضيتهم من قبل الدول العشر الرعاية للتسوية السياسية في اليمن الذين يصرون بتجاهلهم لقضيتهم العادلة ويسعون على التفافها وتزييفها في حقهم أو مساومتها في حلول منقوصة لا تتطلع لمطلبهم العادل باستعادة دولتهم، وباتوا ماضون بنضالهم حتى ينتزعون حقهم في نيل الحرية، ولم يعد يعنيهم أي من مخرجات الحوار اليمني بشيء أو بخطابات تهديد رئاسية مستمرة كان يستخدمها صالح ومن بعده هادي بوصفهم بدعاة التجزئة ويؤكدون استمرارهم على إبقاء مفهوم الوحدة بالقوة بمباركة ومساندة أطراف دولية في الحفاظ على مصالحهم المشتركة مع رموز القوة القبلية والعسكرية والدينية بصنعاء.