استدعى الرئيس اليمني التوافقي عبدربه منصور هادي عبارات حادة كان يستخدمها سلفه علي عبدالله صالح في توجيه تهديد للجنوبيين في حالة وواصلوا دعوات استقلال دولتهم السابقة. وقال عبدربه هادي المنحدر من الجنوب في خطاب سياسي القاه بمناسبة ذكرى استقلال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي تعرضت لاجتياح من قبل العربية اليمنية في صيف 1994م "ستظل الوحدة اليمنية قيمة عظيمة ومقدسة وحلماً تاق الى تحقيقه كل الرواد الأوائل من ابناء شعبنا اليمني شمالا وجنوباً وفي المهجر ودول الاغتراب ". وأكد هادي " ان الوحدة عنوان القوة والحصانة والمناعة من كل الطفيليات والأمراض المستعصية ".. مضيفاً " ان الوحدة هي النقيض للتشرذم والتشظي". وقال هادي في خطاب سياسي بثته وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) " أن دعاة التجزئة تارة باسم حق تقرير المصير وتارة تحت شعار إعادة دولة الجنوب، إنما يبحثون عن سراب واهم وعن مصالح ذاتية وشخصية وليس عن مصالح عامة ووطنية"... مؤكداً انه " على يقين قاطع أن اليمن بوحدته سيبقى قويا لا يلين وتتعزز مكانته ويكبر في عيون العالم .. كما أن اليمن بوحدته سيكون سندا وعمدا لأشقائه في دول الجوار وفي دول مجلس التعاون الخليجي وفي محيطه العربي والإقليمي والدولي .. وسيكون عامل استقرار بموقعه الجغرافي الاستراتيجي المتميز وكثافته البشرية .. والعالم كله يقف اليوم في مؤازرة اليمن موحدا ليتسنى له تحقيق التنمية والتطور والإزدهار .. باعتبار أن التنمية والإزدهار يستحيل تحقيقهما في غياب الشراكة تماما .. كما يستحيل تحقيق التنمية والتطور في ظل التناحر والخصومة وفي غياب روح التجانس والتآلف والإخاء ورباط الوحدة". وخاطب هادي الشعب اليمني بالقول " لعلكم تدركون عن يقين أنني لا أحب تكرار الخطابات أو الوعود الجوفاء .. بيد أن الأعياد اليمنية المتتابعة " سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر " تفرض عليً أن أخاطبكم وأصارحكم بصدق وشفافية وأضعكم في صورة أبرز القضايا التي تؤرقنا وتستوجب أن ننجزها بتضافر كل الجهود المخلصة التي تتطلع لإتمام عملية التغيير والبناء والإصلاح .. وفي مقدمتها مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أجمع اليمنيون بكل أطيافهم وتعددهم السياسي والحزبي ، باعتباره السبيل الوحيد والكفيل بتحقيق تطلعات وطموحات الشعب اليمني في بناء دولته المدنية الحديثة القائمة على أسس العدالة والمساواة والشراكة وتحقيق التنمية والازدهار في ظل الأمن والاستقرار".
وزعم هادي في خطابه انهم أصبحوا " قاب قوسين و أدنى من إنجاز مهام مؤتمر الحوار بنجاح لأنه الكفيل برسم مستقبل اليمن الجديد الذي يتوق إليه شعبنا بشبابه وشيوخه ونسائه وكل فئات المجتمع وشرائحه .. ويتعين على الجميع أن يدرك أننا عازمون على إغلاق وطي صفحة الماضي والتخلي عن استجرار معاناته التي تعيدنا إلى المربع الأول .. بل يتوجب علينا أن نفتح صفحة جديدة لرسم معالم المستقبل الجديد للشعب والوطن بنكران الذات وإيثار المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية الصغرى". وتقدم هادي الرئيس التوافقي الذي من المتوقع ان تنتهي ولايته في فبراير من العام القادم " بالشكر مجددا للمجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن على مواقفه الثابته والدائمة في مساندة حق الشعب اليمني في التغيير والسعي من أجل حياة افضل، فقد جاء صوت مجلس الأمن من جديد موحدا وقويا مع جلسته التي عقدها مساء يوم الأربعاء الماضي 27 نوفمبر بالتأكيد على وحدة وأمن واستقرار اليمن ومساندة كل الجهود المخلصة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإدانة مفتعلي العوائق ومعرقلي التسوية من العناصر التي فقدت مصالحها سواءً من أفراد النظام السابق أو من أصحاب مشاريع التجزئة .. فالتحية باسم الشعب اليمني أوجهها لمجلس الأمن وللدول العشر الراعية وللأمين العام للأمم المتحدة وممثله الخاص في بلادنا" .
واتى خطاب هادي في الوقت الذي يحتشد مئات الآلاف من الجنوبيين في ساحة العروض بخور مكسر التي تحتضن احتفالهم بالذكرى ال46 للاستقلال عن بريطانيا".
وسابقاً دأب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على تهديد الجنوبيين بالحرب دفاعا عن الوحدة اليمنية في حالة واستمروا في مطالب استعادة دولتهم السابقة التي تعرضت لاجتياح شمالي في صيف 1994م. تلك العبارات التي كان صالح يستخدمها ضد الجنوبيين مع أي احتفال وطني , اعاد هادي لتكريرها اليوم في ذكرى استقلال دولة الجنوب السابقة , مستخدماً نفس المصطلحات". وطوال سبع سنوات ماضية لم تستطيع قوات الأمن والجيش اليمني من ايقاف الانتفاضة الجنوبية التي خرجت للمطالبة بطرد التواجد الشمالي من ارضهم".
ويطالب الجنوبيون باستعادة دولتهم السابقة بعد سنوات من تعرضها للاجتياح العسكري من قبل قوات الشمال العسكرية التي ساندتها مليشيات قبلية ودينية متطرفة. وتعرض الجيش الجنوبي لأقوى هزيمة في تاريخه اثر عجزه عن التصدي للقوات الشمالية في حينها التي كان يقودها الفريق الركن عبدربه منصور هادي , وتمكن الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي حينها من اسقاط مدينة مكيراس الحدودية مع الشمال اليمني قبل ان يرقية الرئيس صالح الى وزيرا للدفاع حتى تمكنت قواته من اسقاط مدينة عدن في ال7 من يوليو 1994م.
ويناضل الجنوبيون منذ العام 2007م بطرق سلمية من اجل استعادة دولتهم السابقة , لكن تلك الفعاليات السلمية جوبهت بالقمع من قبل القوات اليمنية , خلفت أكثر من 2000 قتيل وجريح وزج بعشرات الآلاف في السجون اليمنية , لكن ألة القمع لم تمنع الجنوبيين او تثنيهم عن مواصلة نضالهم الذي يقولون انه لن ينتهي الا باستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كاملة السيادة وعلى ترابها الوطني وعاصمتها عدن".