رفض رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي المزايدة والمتاجرة بالقضية الجنوبية او الوحدة "لن أقبل أية مزايدة أو متاجرة من أي طرف كان بالقضية الجنوبية.. تماماً كما لن أقبل من أي طرف كان المزايدة او المتاجرة بالوحدة اليمنية". وقال الرئيس هادي في خطاب بمناسبة ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر "يتعين على الجميع أن يدرك أننا عازمون على إغلاق وطي صفحة الماضي والتخلي عن استجرار معاناته التي تعيدنا إلى المربع الأول .. بل يتوجب علينا أن نفتح صفحة جديدة لرسم معالم المستقبل الجديد للشعب والوطن بنكران الذات وإيثار المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية الصغرى"، مشيرا الى الاقتراب من "إنجاز مهام مؤتمر الحوار بنجاح يكفل رسم مستقبل اليمن الجديد الذي يتوق إليه شعبنا بشبابه وشيوخه ونسائه وكل فئات المجتمع وشرائحه". مضيفاً "ندرك أن أعمال التخريب والاغتيالات في العاصمة وبقية المحافظات هي من صنع من لا يروق لهم أن يعم اليمن الأمن والاستقرار بل ويستمرئون جر البلاد إلى نقطة الصفر والمربع الاول الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ونسف كل جهود بناء مستقبل الوطن ونهضته وتطوره اللاحق". واوضح "انني اخاطبكم وأنا استحضر انني مثلما أني أحد أبناء المحافظات الجنوبية فإنني ايضاً ابن اليمن العظيم اليمن الكبير اليمن الموحد الذي أصبحنا جميعاً كباراً بكبره ووحدته ومجده"، مشيرا الى ان عدن كانت قبلة دعاة الوحدة والثورة منذ "ما قبل ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر من كل مناطق اليمن شمالها وجنوبها شرقها وغربها بلا تمييز بالهوية والمناطقية والمذهبية والعصبوية.. بل أنها كانت عاصمة كل المدائن وحاضنة الحضارات والثقافات والديانات الأجناس وقبلة العالم كله". واضاف ان الوحدة اليمنية ستظل قيمة عظيمة ومقدسة وحلماً تاق الى تحقيقه كل الرواد الأوائل من ابناء شعبنا اليمني شمالا وجنوباً وفي المهجر ودول الاغتراب.. انها عنوان القوة والحصانة والمناعة من كل الطفيليات والأمراض المستعصية تيمناً بقول نبي الرحمة خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه القائل " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلُ الْجَسَدِ الواحد ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" . واضاف "الثابت أن النسيج الاجتماعي الواحد للشعب اليمني لا يقتصر عمره على مدى ربع قرن من الوحدة ، بل هو نتاج لانصهار طبيعي في إطار شعب واحد كان مندمجا على الدوام .. فالوحدة هي النقيض للتشرذم والتشظي .. ذلك أن دعاة التجزئة تارة باسم حق تقرير المصير وتارة تحت شعار إعادة دولة الجنوب، إنما يبحثون عن سراب واهم وعن مصالح ذاتية وشخصية وليس عن مصالح عامة ووطنية". "إننا على يقين قاطع أن اليمن بوحدته سيبقى قويا لا يلين وتتعزز مكانته ويكبر في عيون العالم .. كما أن اليمن بوحدته سيكون سندا وعمدا لأشقائه في دول الجوار وفي دول مجلس التعاون الخليجي وفي محيطه العربي والإقليمي والدولي .. وسيكون عامل استقرار بموقعه الجغرافي الاستراتيجي المتميز وكثافته البشرية .. والعالم كله يقف اليوم في مؤازرة اليمن موحدا ليتسنى له تحقيق التنمية والتطور والإزدهار .. باعتبار أن التنمية والإزدهار يستحيل تحقيقهما في غياب الشراكة تماما .. كما يستحيل تحقيق التنمية والتطور في ظل التناحر والخصومة وفي غياب روح التجانس والتآلف والإخاء ورباط الوحدة".