تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من استعادة ثلث القرى التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في محيط مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أن وحدات حماية الشعب الكردي مدعومة بلواء ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال تمكنت من استعادة السيطرة على ما لا يقل عن 128 قرية من أصل 350 قرية وبلدة خلال الأسبوعين الماضيين». وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد تمكنت في 26 يناير (كانون الثاني) من طرد عناصر التنظيم من مدينة عين العرب بعد 4 أشهر من المعارك الضارية، بمؤازرة مقاتلي المعارضة السورية المسلحة والغارات التي تشنها طائرات التحالف الدولي. وأشار عبد الرحمن إلى أن عناصر تنظيم داعش انسحبوا من القرى الواقعة في شرق وجنوبالمدينة دون مقاومة تقريبا، إلا أنها قاتلت بشراسة من أجل الاحتفاظ بالقرى الواقعة غربا. وقال إن التنظيم أراد حماية المناطق التي يسيطر عليها في ريف حلب (شمال) لكن المقاتلين الأكراد يحرزون تقدما. في الأثناء، استهدفت قوات النظام حي الوعر بمدينة حمص بالأسطوانات، التي تحوي مادة الفوسفور، وقذائف الهاون، وراجمات الصواريخ، مما أدى لاستشهاد شاب، وجرح عدد من المدنيين، بالتزامن مع اشتباكات دارت بين المعارضة، وقوات النظام على جبهة العامرية شرق السعن الأسود بريف حمص الشمالي، وشهدت مدينة تلبيسة قصفا مدفعيا عنيفا استهدف الجهة الغربية من المدينة، بحسب ما أفادت مواقع للمعارضة بينها «سراج برس». من جهة أخرى، قامت قوات من جيش الأسد مدعومة بعناصر من الشبيحة وعدد كبير من الآليات والمدرعات باقتحام قرية الكفير الواقعة بين جسر الشغور وأريحا على أوتوستراد حلب اللاذقية، بدأته بالتمهيد المدفعي والرشاشات الثقيلة تلاه دخول القرية التي خلت من سكانها الذين هربوا خوفا من أي عمليات تصفية وإعدامات ميدانية. وقالت شبكة «شام» إنه بعد اقتحام القرية قامت عناصر الشبيحة من القرى المجاورة بسلب المنازل وحرق الكثير منها قبل أن تنسحب منها، ويرجع سبب الاقتحام إلى محاولة قوات الأسد ضرب نقاط رباط الكتائب المقاتلة على أطراف الأوتوستراد الدولي وحماية الأوتوستراد المنفذ البري الوحيد لقوات النظام في إدلب والذي يربطها مع محافظة حماه عبر سهل الغاب. على صعيد آخر، وتضامنا من الأهالي في الغوطة الشرقية لدمشق وردا على المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام في المنطقة، أعلنت (ألوية شهداء دمشق) التابعة لجبهة الشام الموحدة - قطاع دمشق، أمس، عن بدء عملية عسكرية جديدة في جنوب العاصمة دمشق، واعتبرت الألوية كل من مناطق الزاهرة القديمة والجديدة والقزاز والبوابة محيط فرع الدوريات وفرع فلسطين وشارع نسرين، هدفا لنيران قذائفها. وحذرت ألوية شهداء دمشق المدنيين في المناطق المذكورة آنفا من الاقتراب من النقاط العسكرية لجيش الأسد، وطالبتهم بالابتعاد عنها حرصا على سلامتهم، وأشارت إلى أن هذه العملية ستستمر لمدة 48 ساعة من تاريخ بدئها اليوم الاثنين. على صعيد آخر، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استهداف ما لا يقل عن 43 منشأة حيوية في سوريا خلال شهر يناير الماضي، وتوزعت المنشآت التي تم استهدافها على 10 أسواق، 8 مدارس، 8 دور للعبادة، 5 منشآت طبية، 4 سيارات إسعاف ودفاع مدني، 3 مشاريع بنية تحتية، ومنشأتين جامعيتين، ومعمل أدوية، ومنشأة ترفيهية، وموقع أثري. وطالبت الشبكة مجلس الأمن بالحد الأدنى من الضغط على النظام السوري لإيقاف استهداف مراكز التجمعات الحيوية، كالمدارس والمشافي، والأسواق، والمخابز، ودور العبادة. وتقول الشبكة إن ما وثقته من هجمات على هذه المراكز الحيوية، هو الحد الأدنى الذي تمكنت منه، بسبب المعوقات العملية الكثيرة التي تصادفها أثناء عمليات التوثيق. وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من خلال تحقيقاتها على عدم وجود مقرات عسكرية في تلك المراكز الواردة في هذا التقرير سواء قبل أو أثناء الهجوم، وعلى القوات الحكومية وغيرها من مرتكبي تلك الجرائم أن يبرروا أمام الأممالمتحدة ومجلس الأمن سبب قيامهم بتلك الهجمات الوحشية. وقد توزع مرتكبو الاستهداف علي النحو التالي: القوات الحكومية: 26 مركزا، مجموعات متشددة: 3 مراكز، فصائل معارضة مسلحة: 11 مركزا، و3 جهات لم تتمكن الشبكة بعد من تحديد مرتكب جريمة استهدافها. من ناحيته، أعلن (تيار بناء الدولة) المعارض، أنه تم تحديد موعد محاكمة رئيس التيار لؤي حسين، المعتقل في سجن عدرا التابع للنظام السوري، منذ نهاية العام الماضي، اليوم الاثنين. وأوضح التيار، في بيان أن محكمة الجنايات الثانية بدمشق قررت تحديد موعد الجلسة العلنية لمحاكمة لؤي حسين، بتهمتي نشر أنباء كاذبة توهن نفسية الأمة، ودعاوى تضعف الشعور القومي والتي ستكون يوم الاثنين. وكان النظام في سوريا اعتقل حسين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على الحدود السورية اللبنانية أثناء توجهه إلى بيروت ومنها إلى إسبانيا لزيارة عائلته المقيمة هناك، وتم إيداعه في سجن دمشق المركزي عدرا بريف دمشق، بعد قرار بتوقيفه على خلفية نشره مقالا صحافيا. وأعلن حسين، مؤخرا، في رسالة من داخل سجنه أن اعتقاله كان متوقعا بالنسبة له في كل لحظة، مؤكدا أن «اعتقاله لن يدفعه إطلاقا لتغيير مواقفه».