لم يعد هناك أمر عادي أكثر من أن ترى يمنياً يسير في الشارع وهو يكلم نفسه.. حالة الناس من جور المعيشة غدت كذلك، ومن حقهم أن يكلموا أنفسهم طالما وأن ما فيش حد فاضي يسمعهم. لا حكومة الوفاق راضية تهتم بمعاناتهم وجالسة مشغول بالتحاصص والتقاسم.. ولا الأحزاب السياسية قادرة تكون عند مستوى كلام الناس في الشارع.. ولا رجال الدين قادرون أن يختصروا معاناة الناس ويحملوهم هكذا دفعة واحدة إلى الجنة (يا زعم مو شيقع بهم). كان للإنسان اليمني من قبل فترة سعيدة يعيشها في حياته، هي تلك التي تنقضي من حين يولد ويبدأ يتعلم المشي، إلى حين يجيب عليه أن يبدأ بالبحث عن عمل أو محاولة الاعتماد على الذت، ومن بعدها- طبعاً- وادعاً للسعادة وأهلاً أهلاً ب"البرطعة"وبقرحة المعدة وبمقتضيات الاحترام لبعض السفلة الذين صاروا يديرون شئون حياتك- فقط- لمجرد أن أيادي آبائهم تربَّت في جيب الدولة، فيما أيادي آباء قطاع واسع من الشعب تربَّت وهي تكتب للمسئول ورقة طلب مساعدة، ما جعل أبناءهم يتفوقون على حساب أبناء الغلابا، وما أكثرهم. أخي المطنن.. أختي المطننة.. ماعليش. تفاءلوا وابتسموا للصوص، على اعتبار أنه من واجب الصغير أن يحترم الكبير، عادي.. الثورة في خطر. اشتروا خبزاً بلا طعم عادي. خذوا الماء بالوايتات، عادي. أضيئوا منازلكم بالشموع أو بالماطور، عادي برضه. استلفوا من البقال ومن أمين الصندوق ومن اللي يسوى واللي مايسواش لتعلموا أطفالنا حب الوطن.. طن، طن، طننن. عادي. علينا أن نفعل كُل ذلك.. وعليهم أن يعدوا "الزلط" ويهتفوا فينا لشحذ الهِمة والحماس: أيها المطننون الكرام،كلوا عتر.. الجمهورية في خطر.. الثورة في قطر؟! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (برك فوقهم جمل). [email protected]