يا ترى حقنا المبندقين والمشحوطين كلهم من يشجعوا؟ وهل يعرفون مثلاً أن الدمار الذي أحدثته صراعات الحروب تحوَّل مع الوقت إلى منافسات شريفة ونزيهة وانتصارات لها طعم وذوق غير انتصارات القح بم؟ حروب الرومان القديمة تحولت إلى منافسات ماراثونية وإلى ألعاب قتالية أنيقة؛ كما وتحولت مماحكات السياسة بين الدول إلى بطولات كورة وألعاب أخرى. وحقنا المشحوطين ماسكين «البندق»، وهات يا جعيث. نفسي أشوف «علي محسن» وهو لابس بزة رياضية وجالس زي خلق الله كلهم في المدرجات يهتف ويشجع؛ يعني مو شيقع به!؟ ممكن نقدم له إغراءات ونخلي الفيفا يقر أن أي بلانتي في المباراة يشوته علي محسن باعتباره بطل الثورة، والا حرام ما تنزل طبه. والا الرئيس السابق «صالح» نفسي أشوفه في المدرجات كأي آدمي مشهور، ويريد أن يصبح لمحبيه قدوة، بدل ما هو جالس له بين هذا الهرم والدحس اللي يسرق العمر. نفسي أشوف حميد الأحمر والزنداني وأسد السنة وصقر الشيعة وهم لابسين تي شرتات رياضية وجالسين في المدرجات ياكلوا زعقة وتنفاش ويتفاعلوا مع الأداء الحلو للعّيبة الكورة ويعقدوا مؤتمراً قبلياً لرفض اللعب غير النظيف. نفسي أشوف عبدالملك الحوثي وقد جهز إحدى ساحات «صعدة» بشاشات عرض كبيرة وجعلها مكاناً لجماهير الكورة؛ ويشجعوا منتخب إيران ما فيش مشكلة خالص؛ وسيذاع صيته كرجل ينتمي للعصر. نفسي أشوف أمناء عموم الأحزاب السياسية حقنا وهم يشجعون فرقاً رياضية ويحدثون أعضاءهم من الشباب عن قدم «ميسي» باعتبارها ثورة قومية لبلاده، ويحثون شباب أحزابهم على ممارسة الرياضة، باعتبار العقل السليم في الجسم السليم. نفسي ومنى عيني لو كل واحد من هؤلاء المشحوطين حقنا يمسك له فريق رياضي محلي ويدعمه ويخوض به نزالاته اليومية مع الفرق الأخرى، ويهجعونا من ضجة بنادقهم ومن مماحكاتهم السياسية اللي خربت ذائقة الناس وجعلت من حياة اليمنيين جحيما.