اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بتكميم أفواه معارضيه, ودعا العراقيين إلى إعلاء أصواتهم ضد ما سماها "الدكتاتورية"، بينما سقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات وتفجيرات في مناطق متفرقة من البلاد. وقال الصدر إن حكومة المالكي "افتعلت الحرب في مناطق السُّنة لتهميشهم"، مشيرا إلى أنه اعتزل العملية السياسية لأنها أصبحت لعبة أطفال ولما فيها من أخطاء. وكان الصدر قد استنكر في السابق ممارسات المالكي التي اعتبر أنها تقوم باستهداف واستبعاد المعارضين من النواب والمؤسسات الصحفية. في غضون ذلك، قررت رئاسة مجلس النواب العراقي الخميس رفع جلسة المجلس إلى يوم الأحد المقبل بعد انسحاب نواب "ائتلاف متحدون" الذي يتزعمه رئيس المجلس أسامة النجيفي. وقالت مصادر للجزيرة إن انسحاب نواب "ائتلاف متحدون" أخلّ بالنصاب القانوني، وأفشل التصويت على إدراج قانون الموازنة العامة للدولة في جدول أعمال الجلسة، وهو ما يطالب به ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي. وكانت كتلة التحالف الكردستاني قد قاطعت الجلسة احتجاجا على محاولات إدراج قانون الموازنة العامة في جلسة مجلس النواب قبل الأخذ باعتراضاتهم على بعض مواده. الوضع الميداني على صعيد ميداني، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد قوله إنه تم قتل أكثر من أربعين مسلحا -وصفهم بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام- في هجوم "فاشل" على وحدة عسكرية جنوببغداد.
وقال العميد سعد معن إن القوات الأمنية تصدت لمحاولة فاشلة من قبل عناصر تنظيم الدولة لاقتحام إحدى الوحدات العسكرية في منطقة دويليبة في قضاء اليوسفية جنوببغداد، مشيرا إلى أن الهجوم أدى أيضا إلى مقتل أحد الضباط. وأضاف أن "القوات الأمنية استولت على رشاشين ثقيلين مضادين للطائرات و15 بندقية وخمس قذائف "آر. بي جي-7". وفي المقابل، قال ما يعرف بالمجلس العسكري العام لثوار العراق إن مسلحيه تمكنوا من اقتحام ثكنة الجيش في قصر الجلبي بمنطقة صدر اليوسفية واستولوا على ثلاث عربات عسكرية.
من جهتهم، قال مسلحو العشائر إنهم سيطروا على تقاطع دويليبة بجنوب غربي بغداد بعد تراجع القوات العراقية باتجاه منطقة صدر اليوسفية، مشيرين إلى أنهم قتلوا تسعة جنود على الأقل وأصابوا عددا آخر بجروح، وأنهم استولوا على خمس عربات متنوعة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذه المواجهات في اليوسفية تأتي بعد أيام من القتال في مناطق زوبع والزيدان في أبو غريب غربي بغداد، ما يثير مخاوف من أن يحاول المسلحون الذين يسيطرون على الفلوجة منذ أشهر فتح جبهات جديدة قرب بغداد.
وفي الفلوجة بمحافظة الأنبار، أعلنت السلطات العراقية الخميس أن القوات الأمنية تمكنت من قتل أربعة مسلحين حاولوا التسلل من مدينة الفلوجة إلى مناطق غرب بغدادوجنوبها. وفي الرمادي بمحافظة الأنبار، يقول مسلحو العشائر إنهم قتلوا خمسة جنود وأعطبوا خمس عربات عسكرية في اشتباكات مع الجيش. على صعيد مواز، أفاد شهود عيان بمقتل عراقيين اثنين وإصابة ستة آخرين في انفجار سيارة مفخخة مركونة قرب أحد مقار حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي وسط مدينة الحلة جنوببغداد. كما لقي أربعة عراقيين حتفهم وأصيب 12 آخرون اليوم الخميس في انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم شعبي شمال قضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد.