ارتفع عدد الوزراء المستقيلين والمقالين في حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى 12 وزيراً، بعد أن أُعلن في طهران عن استقالة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي صفّار هرَندي من منصبه، مساء أمس الأحد . وهو ما يعني أن حكومة نجاد فقدت النصاب الدستوي، الذي تنص عليه المادة 136 من الدستور الإيراني، بعدما اقتصر عدد الوزراء الباقين في الحكومة على 9 من أصل 21. وتتالت هذه الاستقالات والإقالات بشكل متسارع، على خلفية معارضة عدد من الوزراء لترؤس صهر الرئيس الإيراني اسفنديار رحيم مشائي، اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي، عقب تعيينه نائباً أول للرئيس. وقبل استقالة هرندي، كان نجاد أقال وزير الاستخبارات غلام حسين محسني أجئي. وبذلك، يكون الوزراء المقالين أو المستقيلين حتى الآن هم: وزير الرفاه والشؤون الاجتماعية برويز كاظمي، وزير التعاون محمد کاظمی اردکانی، وزير الصناعات والمعادن علي رضا طهماسبي، وزير النفط کاظم وزیری هامانه، وزير التربية والتعليم محمود فرشیدي، وزير الداخلية مصطفی پورمحمدي، وزير الاقتصاد والمالية داوود دانش جعفري، وزير الطرق والمواصلات محمد رحتمي، وزير الداخلية علي کردان، ووزير العدل المتوفى جمال کریمی راد، ووزير الاستخبارات غلام حسین محسني اجئي، ووزير الإرشاد محمدحسین صفار هرندی. كما يتوقع إقالة، أو استقالة وزير الصحة کامران باقری لنكرانی، الذي تحدث عن التعذيب في السجون، ووزير العدل محمد جهرمي. يُشار إلى أن هذه الاستقالات تأتي قبل أيام فقط من انتهاء الولاية الرئاسية الأولى للرئيس نجاد، الذي سيبقى في منصبه لأربع سنوات أخرى، بحسب نتيجة الانتخابات المثيرة للجدل، التي أدخلت الجمهورية الإيرانية في أزمة سياسية متواصلة منذ 12 يونيو/حزيران الماضي. في شأن متصل، نفى الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني اي "صراع على السلطة" مع المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي في اطار الازمة السياسية الراهنة، قائلاً "ما زلت آمل في قدرة المرشد الاعلى، الشهير بلباقته وخبرته، على ايجاد حل للمشاكل الراهنة، واتمسك بالحلول التي اقترحتها خلال صلاة الجمعة". وفي خطبته خلال صلاة الجمعة في 17 يوليو/تموز في طهران، اكد رفسنجاني ان على السلطة "استعادة ثقة" عدد كبير من الايرانيين الذين ما زالوا يعربون عن شكوكهم في صحة نتائج الانتخابات الرئاسية. واسف للاعتقالات الكثيفة خلال تظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات. ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن الرئيس الأسبق أن "الدعاية التي تقوم بها وسائل الاعلام الغربية التي تحاول الايحاء بحدوث صراع على السلطة على اعلى مستويات النظام، تشكل اجحافا بحق الثورة الاسلامية". واشار رفسنجاني (75 عاما) الى الصداقة التي تربطه منذ اكثر من خمسين عاما، اي قبل انشاء الجمهورية الاسلامية العام 1979، بآية الله خامنئي الذي يصغره بخمسة اعوام. واضاف رفسنجاني ان المرشد الاعلى "مفكر تقدمي ينظر الى المستقبل حيال مختلف المواضيع". وفيما دعم رفسنجاني المرشح المعتدل مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية، اكد خامنئي تاأيده التام لاحمدي نجاد، ثم صادق على فوزه المثير للجدل وندد بالتظاهرات التي اتهمت المعسكر الفائز بالتزوير. وادت موجة الاحتجاجات العارمة التي تلت الانتخابات الى اغراق ايران في اسوأ ازمة سياسية منذ 1979 حيث قتل 20 شخصا على الاقل على هامش التظاهرات التي شهدتها البلاد. ويرأس رفسنجاني حاليا هيئتين محوريتين في النظام وهما مجلس الخبراء ومجلس تشخيص مصلحة النظام، المكلف بشكل اساسي مراقبة عمل المرشد الاعلى.