تبدأ هذا الأسبوع محاكمة آخر جنود البحرية الأميركيين الثمانية المتهمين بالضلوع في مجزرة مدينة حديثة بمحافظة الأنبار غرب العراق التي قتل فيها أكثر من عشرين مدنيا قبل أكثر من ست سنوات. وبعد تأجيل متلاحق استغرق سنوات أسقطت خلالها تهم القتل أو المشاركة فيه أو العجز عن التحقيق في ملابساته عن المتهمين السبعة الآخرين، من المقرر أن يمثل الرقيب فرانك وتريش أمام محكمة عسكرية في سان دييغو بكاليفورنيا وسط توقعات بأن تسقط عنه أيضا التهم الموجهة إليه. وكان وتريش قائد الوحدة التي أطلقت النار على منازل مدنيين عراقيين في حديثة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، مما أدى إلى مقتل 24 شخصا بينهم أطفال ونساء. وادعى المتهمون الثمانية أنهم كانوا يردون حينها على إطلاق نار عقب انفجار عبوة ناسفة تسبب في مقتل أحد زملائهم وإصابة اثنين. وفي السنوات الست الماضية، أسقطت المحاكم العسكرية الأميركية التهم عن ستة متهمين وبرأت سابعا. وقال محامي المتهم الثامن الذي تبدأ محاكمته هذا الأسبوع إن موكله واثق من أن القضاة سيحكمون ببراءته. وكان الرقيب وتريش قد أبدى في وقت سابق "أسفه" لمقتل مدنيين عراقيين في حديثة، وقال إنه تصرف بمقتضى قواعد القتال التي يعتمدها الجيش الأميركي حين أمر جنوده بإلقاء قنابل يدوية داخل منازل مدنيين ثم إمطارها بوابل من الرصاص. وكان النائب الديمقراطي الأميركي جون مورثا الذي توفي في 2010 قد شبه مجزرة حديثة بمجزرة ارتكبتها القوات الأميركية عام 1968 في فيتنام، وقتل فيها أكثر من 500 قروي فيتنامي. ورفع جنود من البحرية الأميركية بينهم الرقيب فرانك وتريش دعوى قضائية ضد مورثا، واتهموه بتشويه سمعتهم. اخبارية نت / الجزيرة نت