عاد الظلام إلى اليمن مجددا ، وكأن الكهرباء أصبحت "لعبة لاتنتهي " ، أو مطاردات تشبه إلى حد كبير " لعبة القط و الفأر " ، حيث أعلنت وزارة الكهرباء اليمنية اليوم الجمعة تعرض الدائرة الأولى من خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأربصنعاء 400 كيلو فولت لإطلاق عيارات نارية عند البرجين (379 380) بمنطقة آل شبوان محافظة مأرب في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة من ظهر اليوم الجمعة . ومأرب هذه محافظة قبلية تقع في شرق البلاد ينتشر فيها السلاح ويغيب فيها نفوذ الدولة . وما تزال خلفية ضعف السلطات في حماية خطوط و أبراج الكهرباء مجهولة ، على الرغم من نزول قوة من الجيش إلى المنطقة و حديث المصادر الرسمية عن تمكنها بعد مواجهات عنيفة من " دحر المخربين " وتأمين خطوط نقل الكهرباء التابعة للمحطة الغازية . وقال مصدر مسؤول بالمؤسسة العامة للكهرباء أن الاعتداء نتج عنه سقوط الفازة السفلى من الدائرة الأولى ، وترتب عليه خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة بكامل قدرتها . وأهاب المصدر ب"الاخوة المواطنين تقدير هذا الظرف الاستثنائي الخارج عن إرادة المؤسسة ".. مؤكداً أن المؤسسة ستبذل قصارى جهودها لإصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي إلى وضعه الطبيعي . وأصبح وجود التيار الكهرباء في اليمن دليلا على بسط الدولة لنفوذها و أداة يستخدمها الساسة لكسب ولاء المواطنين . ولم تكن الحال كذلك ، إلا في العام المنصرم حين جعل النظام السابق ورئيسه علي صالح من انقطاع الكهرباء و الخدمات الأخرى أداة لعقاب جماعي مورس ضد اليمنيين الذين خرج معظمهم إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط نظام الذي تفشت في فترة حكمة التي دامت 33 عاما المحسوبية و الفساد. و ارتباط الكهرباء في اليمن بالسياسة لا يعني إغفال الأعمال التخريبية التي قد تكون موجودة بالفعل لكن دواعيها سياسية أيضا ، فثمة مواطنين تحتضن مناطقهم محطات توليد الكهرباء للبلاد بأسرها وهم مع ذلك يعيشون في الظلام بانتظار تنفيذ وعود الحكومة حتى تضاء منازلهم. ويتكبد اليمنيون اثر الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي خسائر جمة وبالذات من يشتغلون بالتجارة ، وتعد الآن من أولويات حاجات المواطن من حكومة الوفاق و رئيس الجمهورية الجديد و الجميع يدرك ذلك ، غير أن تركة ثقيلة من الإهمال تركها النظام السابق تمثلت في هشاشة البنية التحتية لخدمة الكهرباء ومشاكل لا حصر لها في هذا القطاع الحيوي الهام .