عاد الظلام إلى اليمن مجددا بعد ما يزيد عن أسبوعين من الضوء صاحبت فترة الانتخابات الرئاسية واستلام الرئيس عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم ، حيث أصبح وجود التيار الكهرباء دليلا على بسط الدولة لنفوذها و أداة يستخدمها الساسة لكسب ولاء المواطنين . لم تكن الحال كذلك ، إلا في العام المنصرم حين جعل النظام السابق ورئيسه علي صالح من انقطاع الكهرباء و الخدمات الأخرى أداة لعقاب جماعي مورس ضد اليمنيين الذين خرج معظمهم إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام . و ارتباط الكهرباء في اليمن بالسياسة لا يعني إغفال الأعمال التخريبية التي قد تكون موجودة بالفعل لكن دواعيها سياسية أيضا ، فثمة مواطنين تحتضن مناطقهم محطات توليد الكهرباء للبلاد بأسرها وهم مع ذلك يعيشون في الظلام بانتظار تنفيذ وعود الحكومة حتى تضاء منازلهم. خسائر جمة يتكبدها اليمنيون اثر الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وبالذات من يشتغلون بالتجارة ، وتعد الآن من أولويات حاجات المواطن من حكومة الوفاق و رئيس الجمهورية الجديد و الجميع يدرك ذلك ، غير أن تركة ثقيلة من الإهمال تركها النظام السابق تمثلت في هشاشة البنية التحتية لخدمة الكهرباء ومشاكل لا حصر لها في هذا القطاع الحيوي الهام . في الساعة التاسعة و 24 دقيقة من مساء امس الخميس قالت المصادر الرسمية في اليمن إن خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب - صنعاء 400 كيلو فولت تعرضت لاعتداء تخريبي عن طريق اطلاق نار على الدائرة الأولى مما أدى الى سقوط الفازة السفلى منها بين البرجين 40- 41 بمنطقة بيت العند بارحب شمال صنعاء. وقال مصدر مسئول بالمؤسسة العامة للكهرباء لوكالة الانباء اليمنية "سبأ" ان هذا الاعتداء التخريبي نتج عنه خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة بكامل قدرتها .. مشيرا الى ان المؤسسة ستعمل جاهدة على اصلاح الاضرار واعادة التيار الكهربائي الى وضعه الطبيعي، لافتا الى ان الفرق الفنية التابعة للمؤسسة ستباشر اعمال الاصلاحات صباح يوم غد الجمعة. وجدد المصدر تأكيده بضرورة محاربة هذه الظاهرة التي يتجرع آثارها السلبية كافة افراد المجتمع وتكبد المؤسسة خسائر فادحة وتعرض المعدات والآلات للتلف وتقليل عمرها الافتراضي . أزمة الكهرباء مستمرة إذا في اليمن وما يضاعف من حجمها هو ارتباطها بالصراع السياسي .