كتب - حبيب الصايغ: أبدت أوساط خليجية مطلعة استغرابها الشديد من لغة ومضمون بيان مجلس الوزراء القطري الصادر في أعقاب قرار الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من قطر، وقالت إن البيان ذهب إلى توصيف الوضع وكأن الخلاف حول توجهات خارجية، وتحديداً حول مصر، ما يجعله يمثل نوعاً من الهروب إلى الأمام . وأكدت تلك الأوساط ل"الخليج" أن كلمة "مصر" لم ترد أصلاً في اتفاق الرياض، محل الخلاف، الذي كان أمير قطر وقع عليه في وقت سابق . ودعت قطر إلى مواجهة الواقع بشجاعة بدل المضي في عزل الدوحة عن محيطها عبر سياسات مغامرة، حيث إن الخلاف الأساسي الذي أدى إلى سحب السفراء هو إضرار قطر بأمن المنطقة وبالمفهوم الجماعي لأمن المنطقة، وهو الأمر الذي يدركه مجلس الوزراء القطري جيداً . وقالت إن بيان مجلس الوزراء القطري لم يواجه أصل المشكلة المتمثل في سياسات قطر المغامرة طوال العشرين سنة الماضية، ما شكل تراكمات سلبية لدى جيرانها، خصوصاً لدى قيامها بأدوار وسياسات أكبر مما يتحمله حجم قطر وإمكاناتها . وقالت الأوساط الخليجية: توقعنا أن يكون مجلس الوزراء القطري أكثر منطقية مع الأحداث بحيث يعالج جذورها، أما قوله إنه تفاجأ من القرار فإن ذلك الكلام مردود عليه بعملية التراكم الطويلة التي زادتها حدة التسريبات القطرية المرتبطة بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، والتطاول على دولة الإمارات العربية المتحدة . وقالت إن مملكة البحرين تتهم قطر بالتدخل في أحداث البحرين، وإنها تدعم عناصر وجماعات إرهابية في البحرين، وقد قيل ذلك في الاجتماعات بكل وضوح . ومن هذا المنطلق، فإن البيان الصادر عن مجلس الوزراء القطري، أضافت الأوساط الخليجية، هو غير واقعي، وهو بيان إعلامي عن مواقف لا يمكن الدفاع عنها . وقالت إن قطر رفضت في الاجتماع الأخير في الرياض الموافقة على الآليات التي تضمن تطبيق اتفاق الرياض الأصلي، وكانت الموافقة على تلك الآليات ستقطع الشك باليقين، وتؤكد لكل الجيران التزام قطر بالأمن الجماعي للمنطقة، وعدم دعم أية تيارات تؤثر في أمن الخليج . وأكدت الأوساط المعنية محاور اتفاق الرياض الثلاثة التي تجاهلها بيان مجلس الوزراء القطري تماماً، وهي التي كانت محل النقاش في الاجتماع الوزاري الأخير، وتتمثل في عدم تجنيس وإيواء المعارضات الخليجية، ووقف دعم الإخوان المسلمين والتيارات المماثلة، وبالتالي عدم خلق حساسيات بين دول الخليج والتوقف عن دعم الحوثيين مالياً . وفيما دعت الأوساط الخليجية التي تحدثت ل"الخليج" قطر إلى مواجهة صريحة، أكدت أن دولة قطر لا يمكن أن تزدهر أو تخلق تنمية إلا ضمن منظومة مجلس التعاون، وقالت إننا تعودنا على التذبذب في السياسة القطرية والأمثلة كثيرة، بينها الموقف من بشار الأسد وسوريا، وكذلك ليبيا واليمن، لكننا اليوم بصدد القضية الأكبر مطلقاً وهي أمننا الجماعي . الخليج الامارتية