يعد يوم ال24 من مارس من كل عام يوماً عالمياً لمرضى السل ففيه تقام الفعاليات والملتقيات والندوات المتعلقة بمكافحة التدرن الذي يفتك بنحو 3ملايين شخص يموتون سنوياً معظمهم في البلدان النامية.. بينما تتناقص حالاتالوفيات إلى حد كبير في البلدان المتقدمة ويرجع ذلك إلى النجاح في شفاء نسبة عالية من الحالات الإيجابية وبالتالي يقدر معدل انتشار العدد الإجمالي لحالات التدرن في العالم بين 16إلى 20مليوناً إصابة منها ما يتراوح بين 8 إلى 10ملايين إصابة إيجابية.. ولأهمية هذه المناسبة التقت صحيفة “الجمهورية” الدكتور ياسين ردمان الأثوري مدير مركز الدرن بتعز في الحوار التالي: رفع مستوى الوعي هل لك في البداية أن تعطينا صورة واضحة عن الأنشطة الخاصة بمكافحة السل؟ في بداية هذا اللقاء أود أن أشكر صحيفة الجمهورية على تواصلها المستمر معنا لما فيه تعزيز رفع مستوى وعي أفراد المجتمع حول مرض السل واكتشاف الحالات المرضية المصابة. وفي هذا النطاق نظم مركز الدرن بتعز العديد من الأنشطة المتعلقة في مجال مكافحة السل الذي يتم اكتشافه في جميع مديريات المحافظة حيث قمنا خلال الفترة الماضية بتدريب عدد من الكوادر التمريضية بهدف تأهيلها حول كيفية تشخيص مرض السل في مراكز المديريات وكذا تدريب عدد من المنسقين في المديريات حول كيفية استقبال الحالات المرضية ومعالجتها والإشراف عليها لتنظيم عملية استخدام الأدوية بشكل منتظم ومستمر. إشراك المنظمات والجمعيات ويتمثل الهدف أو الغرض الأساسي من التدريب مكافحة السل في المناطق الريفية التي يزداد فيها عدوى السل نظراً لعدة عوامل مختلفة وحول هذا الجانب وجه القائمون على البرنامج الوطني لمكافحة السل بتعز بضرورة إشراك القطاعات الأخرى في مكافحة السل والإبلاغ عنها في حالات اكتشافها.. وقد أشركنا معنا في هذه العملية القطاع الخاص كون بعض المصابين بالسل يترددون على مستشفيات القطاع الخاص للاستفادة من إمكانياتهم المتاحة في تشخيص الحالات المصابة بمرض السل والأساس الذي نسير عليه يأتي وفقاً لاستراتيجية وسياسة واحدة في تشخيص ومعالجة السل. وأشركنا أيضاً قطاع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية وقد بدأنا نسير في هذا الاتجاه بإقامة عدة دورات تدريبية لمديريات مدينة تعز وبعض المديريات الريفية كمديرية خدير والشمايتين والتعزية وعملنا لقاءات متعددة للجمعيات الخيرية لترشيدهم في عملية التعاون في المركز لمكافحة السل. ومن الأنشطة التي نقوم بها ضمن البرنامج الوطني لمكافحة السل عملية التواصل المستمر فيما بين مركز المحافظة ووحدات مراكز تشخيص المديريات بهدف الإشراف الربيعي والمتابعة المستمرة وتقييم أداء العاملين في تشخيص ومعالجة المرضى. 1200 حالة وفيما يتعلق بعدد الحالات المصابة والمسجلة لدى مركز الدرن فقد تتراوح ما بين 520 حالة إيجابية و1200 حالة بما فيها الحالات المصابة خارج الرئة. إمكانيات متاحة وبالنسبة لإمكانيات المركز فاستطيع القول إنها لا بأس بها وتتمثل بوجود مختبر لفحص البصاق و26وحدة تشخيصية تعمل في مختلف مديريات المحافظة وتركز على نقل التشخيص في المعالجة إلى المستوى الطرفي من خلال توسيع الشبكة المخبرية للمناطق الطرفية حيث يتمركز السكان ويتفشى المرض.. ونسعى لتطوير مركز الدرن من أجل مواكبة الدول المتقدمة في عملية التشخيص والمعالجة وليكون عمل المركز أكثر نوعية فيما يخص الجانب البحثي لمرضى السل. وأضاف الدكتور الأثوري: ويقوم بدعم الأنشطة الصندوق العالمي لمكافحة السل والايدز والملاريا عبر الوحدة المركزية بوزارة الصحة.. بينما يأتي الدعم الأساسي والوحيد لنشاط المركز من حيث أجور عمال النظافة المتعاقدين من خلال استعادة التكلفة أو مشاركة المجتمع للمركز. مرض السل نود من خلالكم معرفة ماهو مرض السل؟ السل أو التدرن مرض تسببه جراثيم السل التي تسمى عصيات السل التي تدخل الرئتين عن طريق التنفس ويمكن لجراثيم السل أن تستقر في أي مكان في الجسم ولكنها في الغالب تستقر في الرئتين وبهذه الجراثيم يبدأ الشخص بالسعال وإخراج القشع “البصاق” من الرئتين ولا يستطيع التنفس بسهولة وبدون معالجة صحيحة يمكن أن يموت الشخص بسبب السل وينتقل السل أيضاً عن طريق التنفس ومن خلال السعال والعطاس من المريض إلى السليم لتصل لأعماق الرئة. ليس الرئة فقط هل الإصابة بالسل محصورة بالرئة؟ يصيب السل بشكل أساسي الرئتين ولكنه يمكن أن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم ويمكن تصنيفه إلى التالي: السل الرئوي يصيب الرئتين ويكون فحص البصاق إيجابياً فيسمى بالسل الإيجابي «القشع» ويكون معدياً أو يكون غير معد فيسمى بالسل الرئوي السلبي “القشع”. السل خارج الرئة ويمكن أن يصيب أي عضو في الجسم “الجهاز البولي، التناسلي، الأمعاء، العظام، المفاصل، والغدد اللمفية وخلايا الدماغ والعمود الفقري. أعراض الإصابة ماهي أعراض السل؟ أهم الأعراض هي السعال الذي يمكن أن يترافق مع ألم في الصدر ونفث دم أحياناً مصحوباً بنقص الشهية وفقدان الوزن مع حرارة وتعرق ليلي..أما في حالات السل خارج الرئة فهي نفس الأعراض السابقة من سعال أو ألم في الصدر ونفث دم كما يمكن ظهور أعراض خاصة بحسب مكان الإصابة. عرض المريض على الطبيب متى يجب عرض المريض على الطبيب؟ إذا حدثت الأعراض المذكورة الخاصة بالسل ولم يتحسن المريض بعد تناوله المضادات الحيوية ومضادات السعال لمدة 23 أسابيع هنا يجب أن نعرض المريض على الطبيب. نصيحة للمرضى ماهي نصيحتك لمريض السل؟ لا تخجل من هذا المرض إذ يمكن أن يصاب به أي شخص والسل مرض قابل للشفاء شرط تعاطي العلاج بانتظام وللفترة المحددة.. كما أن السعال ليس مرضاً وراثياً ويمكن إعطاء مريض السل أدويته في المنزل تحت الإشراف اليومي المباشر من خلال عمال الرعاية الصحية الأولية وهذه الكلمة الأخيرة التي أوجهها لمرضى السل بمناسبة اليوم العالمي للسل الذي احتفلنا به.