وسط مساندة جماهيرية وهديرها الكبير استعاد العمانيون الكثير من هيبتهم واستعرضوا وقدموا أفضل مالديهم وأمتعوا جماهيرهم فنياً ولمحات وتكتيكاً وأداءً عاماً توجوه بأربعة أهداف نظيفة في مرمى المنتخب العراقي بطل كأس آسيا. وبدا جلياً أن الكفة لصالح أصحاب الأرض والجمهور بعد أن تأكد خوض المنتخب العراقي بدون لاعبه نشأت أكرم وغياب مدافعه المخضرم والقوي باسم عباس للإصابة وحارسه الأساسي نور صبري للإيقاف ولاعبه علي حسين رحيمة بقرار جزائي منعه من اللعب حتى نهاية البطولة بعقوبة من اللجنة المنظمة عقب مباراة العراق والبحرين الأسبوع الفائت فسجل للعمانيين حسن الحوسني «هاتريك» وعماد الحوسني فيما لم يستطع هوارملا محمد تسجيل ضربة جزاء كانت كفيلة بإعادة المباراة إلى مبتداها وربما كانت خاتمتها مختلفة عما آلت إليه فانتهى اللقاء «4/صفر» لعمان على العراق. اللحظات الأولى محاولات تتبلور أوضحت اللحظات الأولى للقاء أن العمانيين تتملكهم رغبة قوية في الاستحواذ على نقاط المباراة التي شهدت حضوراًَ جماهيرياً كبيراً ضجت به المدرجات وظلت الجماهير تتغنى منذ انطلاق الصافرة الأولى تبث الحماس في صفوف الأحمر العماني واستمر هديرها في صعق لاعبي المنتخب العراقي.. فتبلورت المحاولات العمانية خلال الخمس الدقائق عن هجمات لم يكتب لها النجاح في الإنهاء السليم في مرمى حارس العراق محمد كاصد كاظم حيث اعتمد خط الوسط والظهر العماني على إرسال الكرات الطويلة نحو خط الدفاع العراقي الذي أجاد في التصدي للكرات العالية وأوقف الخطورة الحمراء وتصفية المنطقة المحرمة مع الضغط على حامل الكرة لإيقاف تشكيل الخطورة. تكتل عراقي وهدف عماني تواصل الضغط على المرمى العراقي نتج عنه ارتكاب الدفاع بعض الأخطاء المتتالية ابتداءً من الدقيقة «8» حين احتسب الحكم ضربة ثابتة للعمانيين في الجهة اليسرى لحارس العراق نفذها حسين مظفر فيطير لها حارس العراق محمد كاصد كاظم.. ثم ضربة حرة مباشرة أخرى في الدقيقة «6» من الجهة اليمنى ينفذها المتخصص حسين مظفر لكن الحارس العراقي يقبض عليها.. ورد عليه العراقي هوار محمد بتسديدة من ضربة ثابتة للعراق على مشارف خط ال«81» تصدى لها الجدار البشري.. ولم يتوقف المد الأحمر العماني عن مواصلة ضغطه على المرمى الأبيض وكاد الحوسني عماد يسجل الإصابة الأولى في الشبكة العراقية لولا يقظة الحارس الذي أبطل مفعول التسديدة الأرضية الزاحفة وقبض عليها. وتأتي الدقيقة «52» بأول مهرجان الأهداف العمانية عندما حولت الكرة من فوزي بشير إلى زميله حسن ربيع الحوسني الذي أودعها الشبكة العراقية مدشناً الرباعية العمانية ومعلناً الفرحة الحمراء.. وكاد العراقيون يعادلون النتيجة في الدقيقة «29» عندما احتسب الحكم ضربة جزاء بعد ارتطام الكرة بيد المدافع المتأخر إلا أن المهاجم هوار ملا محمد لم يتمكن من مخادعة الحارس علي الحبسي الذي ارتمى للكرة التي نفذها هوار أرضية على يمينه وحولها إلى ركنية لتكون اضاعة ضربة الجزاء قاصمة الظهر للأبيض العراقي الذي فقد التوازن رغم محاولاته المتعددة التي كان ينقصها التمريرة الأخيرة للحاضر الغائب يونس محمود.. وينتهي الشوط الأول كارثياً للعراقيين بإشهار حكم اللقاء القطري عبدالله اللوشي البطاقة الصفراء الثانية بوجه المدافع العراقي جاسم محمد غلام ثم طرده بالبطاقة الحمراء في الدقيقة «45». ثلاثية حمراء استهل الأحمر العماني الشوط الثاني بهجوم كاسح مستغلاً النقص العددي وتقدمه بهدف ليستمر في ممارسة الضغط على المرمى الأبيض ونتج عنه تسجيل هدف ثان برأسية جميلة من عماد الحوسني أكمل بها الجملة التكتيكية واللمحة الفنية حين حول حسن يوسف الغيلاني كرة من الجهة اليمنى للحارس العراقي لتصل إلى زميله اسماعيل سليمان العجمي الذي سددها بدوره نحو المرمى فيطير لها عماد الحوسني ويغير مجراها برأسة في المرمى العراقي هدفاً ثانياً في الدقيقة «15».. وظهر الاستسلام على لاعبي المنتخب العراقي.. فسيطر العمانيون على كل مفاصل الملعب ولم تنفع هوار محمد وزملاءه المناوشات التي قاموا بها لإظهار وجودهم حيث استطاع المنتخب العماني فرض سيطرته التامة وأكد تفوقه بصاروخ أرض - جو من أقدام المتألق حسن ربيع الحوسني مسجلاً الهدف الثالث في الدقيقة«56» لتنهار السياجات الدفاعية البيضاء ويرفع العراقيون الراية البيضاء بعد انقضاء ست دقائق من الهدف الثالث حيث مرر البديل الناجح هاشم صالح كرة جميلة وماكرة للمتألق حسن الحوسني الذي واجه الحارس وسجل في الشبكة العراقية هدفاً رابعاً في الدقيقة«80» منهياً اللقاء برباعية اكتفى بها المنتخب العماني الذي احتفلت جماهيره حتى وقت متأخر من ليلة أمس ليرتفع بذلك رصيد العمانيين إلى«4» نقاط فيما بقي حال العراقيين بدون رصيد من النقاط. لقطات حكم اللقاء الدولي القطري عبدالله اللوشي وساعده الدولي القطري مساعد أول محمد ضرمان والدولي اليمني مساعد ثانٍ أحمد قائد سيف وحكماً رابعاً عبدالرحمن العمري من السعودية. وراقب المباراة السعودي فيصل آل عبدالهادي ادارياً وراقبها فنياً الجزائري رشيد مجيبة. اكتظت المدرجات بالجماهير المؤازرة للمنتخب العماني وكان هناك تواجد للجماهير العراقية القليلة التي ضاعت أصواتها داخل هدير العمانيين. حضر المدرب كلود لوروا مدرب عمان المؤتمر الصحافي وأثنى على لاعبيه الذين نفذوا المهام التي عليهم.. موضحاً أنه سعيد جداً بالفوز على منتخب قوي كالعراق. غاب مدرب العراق عن المؤتمر الصحافي ولم يحضر من ينوب عنه.
