تدخل اليوم الحرب الدائرة في محافظة أبين بين المسلحين والوحدات العسكرية شهرها السادس دون أن تحسم المعركة منذ سقوط مدينة زنجبار بأيدي المسلحين بتاريخ 27/5/2011م. وقد تسببت تلك الحرب الدائرة في محافظة أبين – التي مازالت رحاها تدور حالياً في مدينتي زنجبار والكود- إلى نزوح الآلاف من نساء وشيوخ وأطفال وشباب هجروا منازلهم بعد أن سلم النظام مدينة زنجبار صباح جمعة 27/5/2011م، وفرض حصاراً متعمداً على اللواء "25" ميكا الصامد في مدينة زنجبار، رافضاً الانصياع لأي أوامر أو تهديدات من العناصر المسلحة. وقد ظل اللواء "25" ميكا يقاوم ويكبد المسلحين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح حتى استطاعت الألوية الأخرى – التي كانت ترابط في جبهة دوفس- من فك الحصار عنه في 10/9/2011م واستبشر مواطنو زنجبار خاصة وأبين بشكل عام خيراً بأن فك الحصار عن اللواء "25" ميكا سيشكل هزيمة للمسلحين، إلا أن ذلك لم يكن عند تطلعات مواطني أبين. واستطاعت كتائب من الألوية "119 و201" مساندة اللواء "25" ميكا حتى وصلت إلى بعض أحياء مدينة زنجبار، إلا أنها لم تحسم المعركة لعدم تلقيها توجيهات عليا بالحسم، على الرغم من استخدام كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران الحربي والبحرية لقصف مواقع المسلحين. وقد نتج عن القصف المتواصل للمدفعية والطيران على مدينتي زنجبار إلى نزوح الآلاف من أبنائها بالإضافة إلى أضرار مادية وبشرية. وفيما يتعلق بالجانب الميداني والحرب تدخل شهرها السادس، فقد قتل ثلاثة مسلحين وأصيب ستة آخرين فجر أمس جراء غارة جوية استهدفت تمركز المسلحين في منطقة الدواجن في كل من مدينة شقرة التي تقع شرق مدينة زنجبار وتبعد عنها بنحو 45 كليومتراً. وشهدت أيضاً مدينة زنجبار مساء أمس اشتباكات متقطعة، صاحبها قصف مدفعي وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون في حصن شداد ومطعم البادية، أسفر عن سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين. وبحسب شهود عيان ل"أخبار اليوم" فإن الاشتباكات العنيفة التي جرت ليلة أمس الأول استطاعت الوحدات العسكرية التوغل إلى محكمة زنجبار، إلا أنها انسحبت وعادت إلى المواقع التي تتمركز بها سابقاً. إلى ذلك تعالت أصوات النازحين من أبناء محافظة أبين في محافظة عدن ولحج جراء الإجراءات التعسفية التي يعانون منها خاصة فيما يتعلق بتوزيع المواد الغذائية من قبل اللجان. وقالوا ل"أخبار اليوم": إن النظام لم يكتف بتهجيرهم من منازلهم وتدميرها وتسليم عاصمة محافظتهم زنجبار للمسلحين، بل سعى إلى تشكيل لجان لها صلة به تقوم بالمماطلة وتعذيب النازحين من موقع لآخر، بحثاً عن قطمة أرز ودقيق وزيت، مشيرين إلى أنه عند مراجعة الكشوفات التي تشمل أسماء النازحين لم يجدوها مما زاد من معاناتهم. وأفادوا بأن هناك تلاعباً في اللجان التي تقوم بصرف المواد الغذائية لتسجيلها أشخاصاً ليس لهم صلة بالنازحين وصرفت لهم تلك المواد الغذائية. وطالبوا كافة المسؤولين ومحافظ أبين المتواجد في عدن بالتوجيه لمراجعة الكشوفات وتغيير اللجان التي تقوم بالتلاعب بالمعونات الغذائية وأن تشكل لجان من النازحين أنفسهم. وطالبوا أيضاً الوحدات العسكرية في جبهتي زنجبار والكود بضرورة حسم المعركة حتى يستطيعوا العودة إلى ديارهم. //////