استغرب كثيراً لحال اولئك الذين يتعاطفون مع الاشتراكي ، ويحنون لفترة حكمه الشمولية التي كانت وبالاً على شعب الجنوب العربي ، فأول الاخطاء القاتلة التي ارتكبها الاشتراكي حرصه الدءوب على اضعاف ثروة البلاد بالكادر البشري التي لا تضاهيها ثروة ينتفع بها البلد ، فقد عمد ومع سبق الاصرار والترصد مسخراً الاجهزة الشرطوية والأمنية في تنفيذ مخططاته الاجرامية والمتمثلة في اغتيالات وتصفية سياسيي الجنوب ودبلوماسييه المخضرمين وكوكبة من الكوادر التي كانت مؤهلة لتولي ازمام الحكم وقيادة الجنوب العربي الى بر الامان ، وذلك فيما يعرف بحادثة طائرة الدبلوماسيين الذين يزيد عدهم عن عشرين دبلوماسياً وسياسياً ابرزهم محمد صالح عولقي وزير الخارجية انذاك ، ناهيك عن الاختطافات والسحل ، حتى بلغ به الامر من العجهية والغرور والتغطرس ان يرفع - والعياذ بالله - شعار لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ... اما دبلوماسيته وسياسته الخارجية فإنها وتعكس نفسياته المريضة ، فقد ناصب العداء للعالم اجمع وحتى دول الجوار إلا القليل منها ، وظل متقوقعاً على نفسه إلا من تلك العلاقة - التي اثبتت الايام انها لم تصب في مصلحة البلد – مع الدول الاشتراكية .... والطامة العظمى التي ما يزال شعب الجنوب يتجرع مرارة تبعاتها حتى اللحظة ، هي سياسة الاشتراكي الفاشلة ايما فشل في قانون التأميم ومنع الشعب من امتلاك رؤوس اموال ومزاولة الانشطة التجارية الحرة ، الى درجة ان مدينة قعطبة اليمنية الحدودية المحاذية للضالع قد تحولت في اذهان الناس الى هونج كونج اخرى مع انها مدينة متخلفة بائسة هي الاخرى ، ولكن مقارنة مع الضالع فقد كانت خاوية على عروشها بسبب سياسة الاشتراكي في محاربة التجارة والتجار، فكانت قعطبة الحدودية قبلة المهربين من تجار الضالع .... ولكم ان تتخيلوا كم ابهرونا في اليوم المشئوم الذي توحدنا فيه معهم باليماني وبسكويت ابو ولد ، مع انها منتجات عادية جداً جداً ولكن الاشتراكي – لا در دره – جعلنا لا نعرفها ...؟!!! ... ولا ننسى للاشتراكي خطأه الفادح في يمننة الجنوب العربي واضطهاد شعبه وتضييق الخناق عليهم في الوقت الذي فضّل فيه ابناء اليمن ولا سيما اصحاب الجبهة الوطنية ، فقد اعطاهم فوق قدرهم من الوظائف والأراضي والوحدات السكنية وكذا المنح الدراسية الى درجة انهم اصبحوا هم ابناء الوطن وأبناء الجنوب هم الغرباء في وطنهم ؟!!.. وفي اخر الامر وبعد كل تلك الماسي ادخلنا في مأزق الوحدة مع دولة قبلية فاشلة وشعب همجي متخلف !!!!. اخيراً اثبتت الايام بان الحزب الاشتراكي اليمني اداة من ادوات صنعاء لتدمير الجنوب سواء في السابق او الوقت الراهن ، وان لم يكن يخدم اجندة صنعاء لكانت محوته من الخارطة السياسية اليمنية وجعلته يلفظ انفاسه الاخيرة من زمان على غرار ما فعلته مع بقية المؤسسات الجنوبية .... فهل يعي شعبي بذلك ؟!!!