يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت دخلت فيه الاطراف المتصارعة، اليوم السبت في الكويت، جولة محادثات حاسمة على مستوى اللجان المشتركة، لبحث مسارات الحل السياسي والعسكري في اليمن . وأعلن مبعوث الاممالمتحدة، ان جدول محادثات اليوم سيكون"حافلا وطويلا"، يبدأ بجلسة مشتركة لجميع المتحاورين، قبل الانتقال الى اجتماعات اللجان الثلاث المنبثقة عن وفدي الحكومة، والحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي. واجلت الاطراف المتحاورة أمس الجمعة جلسة مسائية، على خلفية تصاعد الاعمال القتالية، وسط شكوك بشأن فرص توصل المحادثات الى اتفاق ينهي الحرب الدامية التي تمزق البلد العربي الفقير منذ نحو 13 شهرا. مصادر محلية قالت لمونت كارلو الدولية ان الطيران الحربي، شن ثلاث غارات جوية على مواقع للحوثيين شرقي مدينة ذمار، حوالى 100كم جنوبي العاصمة صنعاء، مستهدفا منصة للصواريخ البالستية، وعربات نقل عسكرية، كما قصفت غارات اخرى مواقع متفرقة في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء التي تضم مديريات ريف العاصمة، بينما ضربت غارتان جويتان في مديرية صرواح غربي محافظة مارب . وشهدت العاصمة اليمنيةصنعاء، تحليقا مكثفا للطيران الحربي، هو الأطول فوق سماء المدينة، منذ سريان الهدنة في العاشر من ابريل/نيسان الماضي. في الاثناء تحدث اعلام الرئيس السابق عن افشال ما اعتبرها أولى العمليات العسكرية للقوات الحكومية "بمساندة امريكية" للتقدم في المناطق الواقعة بين محافظتي البيضاء، وذمار. وافادت المصادر بمقتل 5 من حلفاء الحكومة، وعنصر من الحوثيين في صد الهجوم، التي تمكن خلالها مسلحو الجماعة والقوات الموالية للرئيس السابق تأمين قرية "الشواذب" في منطقة "قيفة" على الحدود بين محافظتي البيضاءوذمار، حسب تلك المصادر. وتحدث حلفاء صنعاء خلال اليوميين الماضيين عن وصول قوات أميركية خاصة الى قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوبي البلاد، للمشاركة بالعمليات القتالية في "الجبهات الداخلية تحت غطاء دعم عملية عسكرية ضد القاعدة" حد قولهم. غير ان مصادر اعلامية موالية للحكومة قالت ان المعارك بين البيضاءوذمار، دارت بين رجال قبائل مناهضين للحوثيين، ومسلحي الجماعة الذين شنوا هجوما كبيرا في محاولة للتقدم من محافظة ذمار باتجاه منطقة "قيفة" في محافظة البيضاء المجاورة وسط اليمن. وحسب المصادر الموالية للحكومة فان قبائل "قيفة" صدت حملة عسكرية للحوثيين وقوات صالح، اثناء محاولتها التوغل باتجاه المنطقة من شمالها الغربي . وفي تعز جنوبي البلاد، قالت مصادر اعلامية محلية ان شخصين قتلا، احدهما مدني، واصيب 27 اخرين بهجمات وقصف مدفعي وصاروخي للحوثيين على مواقع عسكرية، واحياء سكنية خاضعة لسيطرة حلفاء الحكومة. الى ذلك قالت مصادر اعلامية موالية للحكومة ان القوات الحكومية، تمكنت من صد هجوم للحوثيين على معسكر اللواء 35 مدرع، والسجن المركزي في منطقة الضباب عند المداخل الجنوبية الغربية لمدينة تعز . وفي المقابل قال الحوثيون ان حلفاء الحكومة، شنوا قصفا عنيفا على مواقع الجماعة في الجحملية شرقي مدينة تعز، والضباب ومديرية الوازعية جنوبي غرب المحافظة الممتدة الى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر . وفي محيط العاصمة، اتهم الحوثيون، القوات الحكومية وحلفاءها، بقصف مواقع الجماعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، ومديرية صرواح غربي مدينة مأرب. الى ذلك افادت مصادر خاصة، باندلاع اشتباكات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة بالقرب من البوابة الشمالية لمنفذ حرض الحدودي مع السعودية، اثر قصف الحوثيين، موقع عسكري للقوات الحكومية، ما اسفر عن مقتل جندي واصابة 3 آخرين في صفوف حلفاء الحكومة. ويخشى مراقبون ان يقود هذا التصعيد العسكري الى انهيار محادثات السلام الجارية في الكويت ، والتي يعول عليها صياغة خارطة طريق لايقاف الحرب واعادة البلاد الى المسار الانتقالي. وكان الوسيط الدولي، اعتبر الخروقات العسكرية، المتصاعدة منذ الأربعاء الماضي "أمر مقلق". وأعرب عن امله، ألا يؤثر ذلك على مجريات المشاورات الجارية بين الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم في الكويت، التي قال انها تقدم "فرصة تاريخية قد لا تعوض للتوصل الى حل سلمي" للصراع اليمني الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وملايين النازحين، وواحدة من اكبر الأزمات الانسانية في العالم حسب الاممالمتحدة. في سياق متصل ابلغت لجنة التهدئة العسكرية، مساء أمس الجمعة المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، بانتهاء مهلة 72 ساعة التي حددتها الأممالمتحدة، للنظر في اتهامات الحكومة للحوثيين باقتحام معسكر العمالقة شمالي محافظة عمران، دون تقديم أي تقرير من الميدان .وقالت اللجنة في رسالتها " إن التأخير غير مقبول" . واقترحت اللجنة إرسال فريقين ميدانيين الأول إلى مدينة تعز، والثاني إلى معسكر العمالقة لمطالعة الوضع على الواقع في أسرع وقت ممكن، وبتنسيق وإشراف الأممالمتحدة . وكان وفد الحكومة اليمنية المفاوض في الكويت، علق مشاركته في المشاورات المباشرة مع حلفاء صنعاء لمدة ثلاثة ايام مطلع الشهر الجاري، على خلفية اتهامه للحوثيين باقتحام لواء العمالقة، احد أضخم معسكرات الجيش اليمني شمالي العاصمة اليمنيةصنعاء. لكن الوفد الحكومي وافق لاحقا على استئناف جلسات الحوار المباشرة ، في اعقاب تحركات دولية واقليمية واممية مكثفة، افضت الى اتفاق الاطراف على أن تقوم لجنة التهدئة العسكرية والتنسيق، بتقصي الأوضاع في المعسكر العريق الذي ظل نظريا على الحياد خلال الحرب الدائرة في البلاد، وإعداد تقرير في غضون 72 ساعة ، مع توصيات عملية يلتزم الأطراف بتفيذها لمعالجة الأوضاع، وهو الامر الذي تعثرت في اللجنة في انجازه حتى الان. عدن: * مسلحون مجهولون يغتالون قائدا عسكريا رفيعا في القوات الحكومية شرقي مدينة عدن الجنوبية. مصادر محلية قالت ان مسلحين يعتقد انهم من القاعدة فتحوا النار على العقيد بدر اليافعي، في منطقة خور مكسر شرقي مدينة عدن واردوه قتيلا في الحال، بينما مايزال اثنان من مرافقيه في حالة حرجة. ويأتي اغتيال اليافعي، وهو قائد حراسة معسكر بدر، اللواء 39 مدرع، بعد ساعات من اغتيال مسلحين مجهولين، مدير سجن المنصورة المركزي، بمدينة عدن الجنوبية التي اعلنتها السلطات عاصمة مؤقتة للبلاد.