( يوضّح ولايسكت .. أمام عالم لايَتَثَبَّتْ ) ذكر - رحمه الله - في إحدى محاضراته ، بأن القات آفة علينا في الداخل ، وتشويه لنا في الخارج ، واستدل على ذلك بقصة وقعت معه ، حيث قال: سافرت مرة ( الأردن ) وفي يوم الجمعة ، أخذني بعض الإخوة هناك إلى مسجد فيه خطيب ممتاز . وفي وسط الخطبة ، سمعت هذا الشيخ وهو يزبد ويرعد ، ويقول : يا عباد الله .. اتقوا الله .. ابتعدوا عن المنكرات ، وعن المخدرات ، وشرب المسكرات .. ولا تكونوا كإخواننا في اليمن ، الذين ( يشربون القات ) . بعد الخطبة أخذني أحد الإخوة إلى الخطيب ليعرفه عليّ ، وقال له : هذا الأستاذ / عبد الملك الشيباني ، مؤلف ، وداعية ، ومستشار ...... ويبدو أن الشيخ الخطيب ، قد سمع بي من قبل ، فسلّم عليّ سلاماً حاراً ، ورحب بي بكلمات تدل على طيبته . بعد أن استمعت لكلماته الترحيبية الجميلة ، قلت له : يا شيخنا .. سمعتك تتحدث عن القات كأنه ( يُشرَب ) كالخمر ، أو المخدرات ، وهذا يعطي فكرة سيئة عن أهل اليمن ، وكأنهم عبارة عن شعب ( سكارى ومحششين ) . ثمّ أنّ العبد الفقير إلى الله اليمني الواقف أمامك ، الذي هو أنا عبد الملك الشيباني كما وصفني لك الأخ - جزاه الله خيرا - آكل القات ، وعمري ما سكرت ، أو حتى حصلت لي دوخة ، وكل كتبي ألّفتها ، ومحاضراتي بعضا منها ألقيتها ، وأنا مخزِّن ، ويأكل القات كذلك كبار العلماء والمجتهدين والعقلاء . ولعلمك القات شجرة ، تؤكل أوراقها ، وليست شراباً كما ذكرت . والشيء الذي لا نحبذه في القات ، ليس لشجرته ، وإنما لأضرار أخرى فيه مثل : - دخول السموم عليه - استنزافه للمياه الجوفية - دخوله أحيانا في الرشاوي - إهداره للمال والوقت عند البعض . أما أنّه يُسْكِر ، فالحمد لله شعبنا مسلم ، ويخاف الله ، ويكره ويحارب كل المسكرات .. ولو وجد بأنه مسكر سيتخلص منه . - بعد أن أكملتُ كلامي مع الخطيب ، ضحك وقال : صدِّقني أنا أخطب عن شرب القات من سنوات ، ولم ينبهني أحد غيرك ، فسامحوني يا أحبابنا في اليمن ، وكان عليّ التّثبت والتأكد . رحمك الله أستاذنا . * ملف أعده عبدالمؤمن شرف - الحلقة السابعة