هل يتحدى وفد الشرعية الحوثيين؟ صحفي يناشد بعمل مطالب صارمة بإنهاء معاناة المختطفين    مقتل ممرض في احدى نقاط دفاع شبوة بعتق وتسليم الجناة للجهات المختصة    الأمم المتحدة: 9 من كل 10 في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل    عاجل: ضربات مدمرة للقوات الأمريكية في مناطق يسيطر عليها الحوثيون    "قولوا الحقيقة يا حقراء": قيادي حوثي يهاجم جماعته بسبب التلاعب بمشاعر عائلة قحطان    "الوية العمالقة تفضح محاولة تهريب: الكشف عن ذخائر مخبأة داخل كراتين غذائية"    رسميًّا: زيلينسكي يوقّع مع الانتر    غرب اسيا للشباب .. السعودية تواجه الامارات في النهائي    بيدري: تشافي ساعدنا وقدم لنا الكثير    وفاة غامضة لمهندس يمني في الصين    مسؤول حكومي: محمد قحطان حي وسيخرج شامخا وهذا القيادي الحوثي المسؤول عنه بعد اختطافه وإخفائه    زيارة الإصلاح للصين.. أجندات وطنية ونقاشات رفيعة المستوى    طيران عدن يكشف عن أسعار تذاكره ...هل يطيح بأسعار اليمنية ؟    نظام يمني قذر ينهج سياسة عقاب جماعي لتعذيب شعب الجنوب    الحوثيون يفرضون على طيران اليمنية أمراً لا يصدق!    كل الطرق تؤدي إلى الإمارات    توقعي للتغييرات الجذرية    مؤسسة أكون للحقوق والحريات تنفذ جلسة دعم نفسي للمحتجزات في سجن البحث الجنائى بعدن    وزارة الشباب والرياضة تدين اقتحام مكتبها في وادي حضرموت بقوة السلاح    غداً..اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث سبل مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي    استقرار أسعار النفط عند 86.31 دولار للبرميل    البرازيل تتعادل مع كولومبيا وتضرب موعداً مع الاوروغواي في ربع نهائي كوبا امريكا 2024    البنك المركزي يوقف تراخيص 7 منشآت صرافة مخالفة    روسيا تعمل لإقناع الحوثي بتجنب الملاحة الدولية والضرب في اللحم الأمريكي    عقب تحرك قبائل أبين وقطع الطريق الدولي.. أمن عدن يصدر بيانًا بشأن اختطاف ''الجعدني'' ويكشف معلومة حساسة بشأن أحد الخاطفين    لندن تستضيف اليوم نجمات العالم للجولف في سلسلة بطولة أرامكو للفرق    ماذا يجري في غزة ؟    عروس تفصل رأس عريسها عن جسده بعد اكتشاف مفاجأة في هاتفه!!    المناطق المحرر مصطلح يمني خبيث ردده الجنوبيين بغباء لمحو اسم وطنهم الجنوبي    مصانع شركات المياه المعدنية بصنعاء تبدأ إضرابا شاملا احتجاجا على جبايات المليشيا    وفاة مختطف تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي شرقي تعز    د.صدام: لا يمكن لأي حلولٍ جزئية أن تلبي تطلعات شعب الجنوب    الريال اليمني ينهار إلى أدنى مستوى في تاريخه .. وقفزة جنونية للعملات الأجنبية    محافظة جنونية تشهد معجزة خارقة للشيخ عبد المجيد الزنداني    وفد قريش يصل إلى العاصمة صنعاء !    تركيا تنتزع الفوز من النمسا وتضرب موعدًا مع هولندا في ربع نهائي يورو 2024    - اقرأ عن الطالب الاول في الجمهورية الحاصل على 100%في الشهادة الأساسية    -    صاعقة رعدية تضرب منزلًا في محافظة الضالع وتُصيب شخصين    رئيس انتقالي لحج يناقش اوضاع مخيم خرز للأجئين في مديرية المضاربة    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يُعزّي في وفاة الشيخ عبدالوهاب العبادي الحوشبي    قناة السعيدة تنسب كلمات أغنية "غلط ياناس تصحوني وانا نايم" للفنان الراحل فيصل علوي    العرب وتقارب القنفذ    على طريق الانعتاق من الهيمنة الزيدية.. بيان صحفي بمناسبة إشهار منتدى أكاديميي تهامة    تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا    اتحاد كأس الخليج يطلب من أهلي صنعاء تحديد ملعبه لمباريات دوري أبطال الخليج    إثر احتجاز المليشيا للطائرات.. الحكومة تعيد الحجاج العالقين إلى مكة للإقامة على نفقتها    "اقتحام وسطو واختطاف".. مؤسسات الأدوية في مرمى الاستهداف الحوثي    توجيهات مباشرة من الرئيس العليمي بشأن حجاج اليمن العالقين بالسعودية بعد اختطاف الحوثيين طائرات نقلهم    بلقيس فتحي تُثير الجدل مجدداً: دعم للصحراء المغربية يُغضب ناشطين يمنيين ويُعيد موجة مقاطعة سعودية    وفاة ابرز مذيع يمني بعد عقود من الابداع    شاهد : طبيب يكشف عن نبتة شهيرة تخفض السكر 50% خلال ساعتين    القبض على شخصين في شبوة لارتكابهما جريمة كبيرة في حق الحياة الفطرية    لودر: كارثة بيئية تلوح في الأفق مع غرق الشارع الرئيس بمياه الصرف الصحي وتهديد كارثة وبائية    اكبر كذبة في تاريخ الاسلام    الدحابشه يحقنون شعب الجنوب العربي بمواد مسرطنة    "الأنا" والوطن    الضالع تلحق الهزائم بالأتراك والزيود قبل 535 عام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وصفها الحميري بالرأس والتي لا تصلح إلا للسماء .. الرعيني .. قصة حياة ,, عن فتى تفطرت قدماه من السير وسقط شهيدا على مشارف العاصمة صور & فيديو
نشر في يمن فويس يوم 29 - 12 - 2011


– يمان :
الشهيد أحمد بن علي الرعيني– 17 – عاما قصة حياة اتسمت بالتطلع نحو الحرية وتوجت بالشهادة في ساحة الوغى .. غادر الفتى ساحة التغيير لزيارة جدته في غرفة الإنعاش بمدينة إب، وعاد من منتصف الطريق مع المسيرة وقتلته قوات بقايا العائلة على أبواب صنعاء,, وتقطع حذاؤه في المسيرة الراجلة فبلغت قيمته في المزاد ثلاثة ملايين ومرسيدس بنز، ولا يزال المزاد مفتوحا عبر الصحوة موبايل في فكرة تبناه موقع " يمن فويس للأنباء " ودشنها النائب الحميري بمئة ألف ريال ,, طوى الأب فراش ولده في الخيمة بساحة التغيير، وقال "هذا مكاني، سأعود إليه بعد أسبوع"..
ويقول زيد الكبوس مشرف ائتلاف "رواد الحرية والبناء" بأن الشهيد أحمد علي بن علي الرعيني – 17 عاما – كان من أفضل الشباب خلقا وانضباطا داخل خيمته بشارع الحرية، وأكثرهم التزاما بحضور المسيرات، وتفاعلا في الأنشطة، وكان لديه من الشجاعة ما يجعله في المقدمة في المسيرات، منذ أكثر من شهر من استقراره في الساحة، بعد أن أعياه السفر إلى السعودية طلبا للقمة العيش، ثلاث مرات هذا العام عن طريق التهريب..
استأذن أحمد الرعيني من مشرف الائتلاف الذي ينتمي إليه، كي يسافر إلى بلاده، لقضاء بعض حاجاته، ومنها زيارة جدته التي في غرفة الإنعاش..
في قرية من قرى ريف مدينة إب، تسمى اليهاري، ولد الشاب الشهيد أحمد علي بن علي الرعيني، ضمن ستة إخوة وأخوات هو أكبر الذكور. وفي اليهاري حيث يوجد أشهر دار للقرآن الكريم على مستوى المناطق الوسطى واللواء الأخضر، ترعرع ونشأ، واشتهر بطيبة قلبه ومزاحه وكرمه وتفانيه من أجل أسرته وإخوانه..
لا تبالي النساء في قرية اليهاري الشهيرة إن قضى أحد نحبه في سبيل الله والثورة والوطن، ويعد أحمد أول أبناء هذه القمة الخضراء المطلة على مدينة إب، يستشهد في هذه الثورة. وهذه أمه وأخته وفتاة أخرى فطنة من قريته يتوعدن النظام العائلي بتشييعه إلى جزاء دنيوي عادل، كما شيعن مع جمهرة غفيرة من أبناء اللواء الأخضر جثمان شهيد مسيرة الحياة أحمد الرعيني. تضيف الفتاة الذكية "هذا هو أول أبناء القرية، وسوف لن نتراجع عن ثورتنا حتى ولو فقدنا كل أبناء وبنات القرية، وسوف ننتصر بإذن الله"..
يغلب على قرية اليهاري والقرى المجاورة لها، تزويج الشباب في سن مبكرة، وتسود هذه العادة في ذلك المجمع الجبلي، بفعل وحدة التكوين البيئي والاجتماعي ذي الطابع الديني المحافظ، ويعود ذلك التقارب إلى تأثير مجمع دار القرآن الكريم باليهاري.
وقد حقق استشهاد أحمد أولى أمنياته بأن يدعو لعرسه كل من يعرفهم، القاصي والداني، حتى الحيوانات والطيور، كما قالت تلك الفتاة التي كانت إلى جوار نسوة كثر، شهدن التشييع المهيب لأحمد بعد الصلاة عليه عقب صلاة جمعة الوفاء لمسيرة الحياة بمدينة إب..
في ساحة التغيير وفي آخر شهر من حياته، عمل أحمد في بيع شرائح سبأفون، يشتري منها كميات باسمه، ثم يبيعها في الساحة لمن يريد ممن يستبطئون الروتين في أروقة شركات الاتصالات.. أصبح لدى أحمد ما يسد به رمقه ويوفر حاجته من المال، بل وزاد فنظر إلى من حوله فكانوا يستدينون منه فيعطي كل واحد منهم ما يريد، بطيب نفس وكرم خلق..
لا يزال ابن قريته وجليسه في الخيمة، الإعلامي عبد الخالق محمد منصور، يتذكر معاناة الشاب الشهيد أحمد الرعيني، ومن هذه المعاناة سفره ثلاث مرات هذا العام إلى المملكة السعودية تهريبا، كي يساعد والده في إعالة أسرته وإخوانه، وكان يود أن يعود مليء ذات اليد، وفي كل مرة لا يكتب له فيها النجاح، يعود إلى صنعاء ليمكث فيها تمهيدا لتهريب آخر، ويأبى السفر إلى القرية، حياء من والده وأهله أن يعود إليهم خالي الوفاض.
وفي مسيرة الحصبة التصعيدية شاهد عبدالخالق محمد منصور زميله وابن قريته، وهو يحث الخطى باتجاه مقدمة المسيرة.. لقد وجد الشاب الرعيني نفسه في هذه الساحة الثثائرة منذ انضم إليها، فأعطاها كل وقته وحبه وأخلاقه، حتى إذا غالبه الشوق لرؤية الأهل، استأذن من مشرفه، وذلك دليل نبل والتزام، ليسافر إلى إب، وما ثمة جدة في غرفة الإنعاش، هي أفضل عند أحمد الرعيني، من ثورته، لولا تراكم الأسباب وواجب الطاعة.
ولقد فعلها الشاب الطموح والهادئ، فحزم أمتعته ينوي إقامة يومين، وفي الطريق شاهد ما أذهل العالم أجمع.. مسيرة الحياة متجهة إلى صنعاء مشيا على الأقدام. وماذا على أحمد لو قطع سفره وعاد إلى صنعاء مع المسيرة، وهو الذي قطع مسافات أطول أثناء تهريبه إلى الجارة الغنية، وعلى قدميه أيضا..
يقول والد عبد الخالق، كنت مع المسيرة الراجلة، وفي ذمار رأيت الشهيد الفتى أحمد الرعيني، فأخبرته بوجهتي في المسير مع الشباب إلى صنعاء، فقرر أحمد على الفور الانضمام إلى المسيرة والعودة إلى صنعاء..
ها هو أحمد يدلف إلى أبواب صنعاء، فيحاصر دون دخولها من بوابتها الجنوبية بدار سلم، ويقتل مع أربعة عشر من رفاقه الأحرار، وأكثر من تسعين جريحا، على يد بقايا جلاوزة النظام العائلي المتهالك. وأمام إصرار الشباب طافت الجموع المجلجلة شوارع صنعاء الكبرى، يد ترفع شارة النصر وأخرى تحمل جنازة الشهيد..
يصل الشهداء إلى المستشفى الميداني، وكنت أحد الذين تواجدوا لحظة وصول جثمان أول شهيد من شهداء مسيرة الحياة.. يتوالى وصول الشهداء والجرحى على سيارات الإسعاف والدراجات النارية، ويبذل الأطباء والاستشاريون ما في وسعهم، غير أن إصابة أحمد الرعيني كانت في رقبته، برصاصة غدر ولؤم قطعت منه حبل الوتين، فيوضع في المكان المخصص للشهداء.. لم تستثن وسائل الإعلام ومن بينها قناة سهيل أي جزء من أجزاء الشهيد إلا وقامت بتصويره، واشتد تركيز الصورة على شيئين اثنين: قدما أحمد، والورقة البيضاء التي وضعت على صدره، وقد كتب عليها بخط جميل "الشهيد: مجهول"!!!..
قال عبدالخالق محمد منصور آل قاسم، إن الشهيد بعث بصوره إلى البلاد مع أحد الشباب قبل أربعة أيام من استشهاده. صور تحكي استعداده لحدث كهذا، بل وطلب أن يطبعوا له من هذه الصور إذا ما كتب له أن يرتقي إلى الملكوت كأحد شهداء ثورة اليمن العظيمة..
أما قدمه المتشققة والمجروحة، فقد كانت تحكي ببلاغة، قصة وصوله مع المسيرة الراجلة، بشيء من التفصيل، إذ تقطعت الأحذية والجوارب والأقدام، لكن طموحات الرجال غير قابلة للتقطيع.
وفي حدث عظيم كهذا، ومسيرة على الأقدام اقشعر لها ضمير الإنسانية، لم يحدث أن تأثر اليمنيون والعالم بشيء منها مثلما تأثروا بهذا القدم الذهبي والنعل الذي سقط عنه، إما بسبب السفر وإما بسبب قوات بقايا النظام، وكلاهما قطعة من العذاب..
"تلك مشيئة الله تعالى في إذلال طواغيت الأرض، بأهون الأشياء" كما كتب أحدهم في صفحته على الفيسبوك معلقا على المزاد العلني الذي تبناه موقع الصحوة نت عبر الصحوة موبايل، لبيع حذاء الشهيد أحمد الرعيني، حيث بلغ آخر مزاد مبلغ وقدره أربعة ثلاثة ملايين ريال وسيارة مرسيدس أرنب لصالح أسرة الشهيد، ومليون خامس لصالح أسر شهداء مسيرة الحياة.
"وها هو صالح يمرغ أنفه في الهزيمة والعار، بهذا الحذاء الذي يقض مضجعه كلما زاد المزاد" يضيف نفس الكاتب المشار إليه أعلاه… فرحم الله الشهيد..
وللشاعر فؤاد الحميري:
هذه رأسٌ وليست قدما
فهي لا تصلح إلا للسَما
دع ثرانا لا تُغبّرها به
واصعد المعراج وارقَ السُلّما
ما مَشَتْ إلا لعزٍ سامقٍ
فإذا ما وطأتْ شيئاً سَما
كل شبر في ثرى عالمنا
يتمنى دَوْسَها المحترما
فهي إن تمشي على (إسفلتنا)
يلصق (الإسفلت) فيها هائما
ويهبّ الرمل من غيرته
فيغطّيها ويبكي مُغرما
مِنْ تلظّيه إلى تقبيلها
يتمنى الريح لو كان فما
قَدَمٌ لكنها تعلو على
كل نعلٍ يتسمّى حاكما


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.