وصف رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الثلاثاء 9-10-2007 مؤتمر السلام الذي دعت اليه الولاياتالمتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بأنه "فرصة" لدفع القضية الفلسطينية الى دائرة الاهتمام الدولي مجددا، فيما طالبت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة كافة الأطراف العربية بمقاطعة المؤتمر. وقال فياض في لقاء مع صحافيين "الجميع مدرك تماما أن القضية الفلسطينية تراجعت خلال السنوات القليلة الماضية, وإذا كان لدينا فرصة للخروج من دائرة التهميش فيجب استغلال هذه الفرصة, وهناك ملفات يجب فتحها". واضاف " هذا المؤتمر مناسبة وفرصة لا تعوض ... رغم انها قد لا تكون افضل من سابقاتها". واكد فياض تمسك الحكومة بالموقف الذي أعربت عنه القيادة الفلسطينية بضرورة ان تشكل خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام المرجعية الاساسية لهذا المؤتمر، وقال "نأمل أن يحول هذا المؤتمر خارطة الطريق والمبادرة العربية الى واقع عملي". واعتبر فياض انه يتوجب على الفلسطينيين استغلال المؤتمر بافضل طريقة ممكنة. وقال "لنا كل المصلحة بأن نكون هجوميين تجاه ان تتم اعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتوقعنا بأن يكون هناك حضورا واسعا للمؤتمر". ورأى فياض ان الشيء الأهم الذي من الممكن أن يخرج به المؤتمر هو "المضمون, وأن يكون هناك ما يشكل أساسا للحل بما يكفي من تحديد الأمور التي يتم التفاوض حولها". وقال "المضمون هو الاساس, ونحن نعرف ماذا نريد". ولم يحدد بعد الموعد الرسمي للمؤتمر الذي من المنتظر ان تشارك فيه اضافة الى الفلسطينيين والاسرائيليين, مجموعة من دول المنطقة والدول الاجنبية واللجنة الرباعية الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط والامم المتحدة. وقد اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين ان الجانب الفلسطيني يسعى لوضع وثيقة تعالج القضايا الرئيسة مع الجانب الاسرائيلي لانجاح مؤتمر الخريف الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش. وبدأ فريقان فلسطيني واسرائيلي محادثات من اجل التوصل الى "وثيقة تفاهمات" لعرضها على المؤتمر. وينتظر وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى كل من اسرائيل والاراضي الفلسطينية خلال الايام القادمة للمساعدة في انجاح هذه المحادثات. بالمقابل، طالبت حركة حماس اليوم الثلاثاء جميع الأطراف العربية بمقاطعة لقاء الخريف للسلام الذي دعت اليه واشنطن واتخاذ مواقف حاسمة لحماية القضية الفلسطينية من عمليات التصفية والشطب، ودعت الحركة في بيان صادر عنها"السلطة الفلسطينية لاعادة تقييم موقفها حول المشاركة في لقاء الخريف هذا بعد تصريحات رئيس وزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاخيرة. وكان ايهود اولمرت قد اعلن امس انه عازم على المضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين لكنه استبعد ابرام معاهدة معهم معتبرا ان الطريق نحو تحقيق ذلك مليء بالعقبات. وحذرت (حماس) في بيانها من "ان الذهاب الى هذا اللقاء في ظل المواقف الاسرائيلية يمثل مساهمة في تصفية القضية الفلسطينية". ويريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع وثيقة بالاتفاق مع اسرائيل تعالج القضايا الرئيسية بين الجانبين والتي تشمل اقامة الدولة المستقلة واللاجئين والمستوطنات والحدود والقدس والمياه. ويرى عباس "ان وثيقة كهذه يجب انجازها بين الطرفين من اجل ان تشكل اساسا لمفاوضات يجب ان لا تستمر طويلا وتنطلق من مؤتمر الخريف الذي دعت له الادارة الامريكية. وحسب بيان حركة (حماس) "فأن الاحتلال غير جاهز لتقديم اي اثمان سياسية للشعب الفلسطيني وما سيقدمه مجرد طحن للكلام وبيانات سياسية غير ملزمة وفارغة المضمون وخاصة بعد التصريحات التي ادلى بها اولمرت امس. ونبه البيان الى "ان التصريحات الصريحة حول عدم جدية الاحتلال ازاء عملية السلام واستمراره في المراوغة والمناورة تدعو قيادة السلطة الى اعادة تقييم موقفها حول المشاركة في لقاء الخريف./العربيةنت
